المدارس الجزائرية

أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان، أن انطلاق الموسم الجامعي الثلاثاء سيكون استثنائيا بالنظر الى التدابير الاحترازية التي تم اعتمادها في البروتوكول الصحي ضد انتشار فيروس كورونا وأهمها تقليص الدروس الحضورية لجميع الطلبة بمعدل يومين في كل أسبوع وكذا خفض عدد الطلبة المقيمين في الأحياء الجامعية الى الثلث.وأوضح  بن زيان خلال نزوله ضيفا على القناة الثانية الأحد أن اللجنة المركزية للتحضير للدخول الجامعي، انتهت الى اعتماد كل الدروس التطبيقية في التعليم الحضوري بالاضافة الى المواد الاساسية نزولا عند رغبة الطلبة  الجامعيين .وعن الأولوية في الاستفادة من الاقامة الجامعية ، فهي عائدة بحسب الوزير للطلبة الذين يقيمون بعيدا عن الولايات التي يدرسون بها، موضحا أن “الاقامة ستستوعب ثلث الطلبة والأولوية  للطلبة القادمين من ولايات بعيدة سيما ولايات الجنوب والتقدير سيبقى دوما للكليات فهناك  كليات لديها تعداد قليل وهوما يمكنها من استقبال نصف الطلبة أوكلهم  في بعض الأحيان “.

وفي حديثه عن نقل الطلبة،  قال الوزير إن لجنة مشتركة بين وزارة النقل ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي عملت على تحضير اتفاقية  لنقل الطلبة  عن طريق السكك الحديدية ، مؤكدا أن ” كل التجهيزات محضرة لنقل الطلبة ونحن ننتظر قرار السلطات العليا ..”  .

 

من جانب آخر، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان أن  الأطروحات الجامعية لم تعد تستجيب لانشغال القطاع الاقتصادي وهوما يبقيها أطروحات أكاديمية تنتهي بتوصيات لا يمكن أن تساهم في تطوير القطاع الاقتصادي  ، مشيرا إلى أن الرؤية الجديدة تقوم على أساس أطروحات المشاريع، لذلك يقول الوزير اتفقنا مع كونفدرالية أرباب العمل وأنشأنا لجنة مشتركة للتفكير في أطروحات الدكتوراه في المؤسسة ، ستمكن الباحثين ومعدي الأطروحات مما يسمى بالبحث والتطوير كما أنه يمكن للمؤسسة الصناعية أن تعمل على إنشاء أقسام للبحث والتطوير من أجل استقبال الباحثين الذين يعملون على تعزيز التقارب بين الجامعة والمؤسسات الصناعية ” بحسب الوزير .

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أكد أنه بمناسبة انطلاق الموسم الجامعي 2020-2021 ، تم وضع بروتوكول صحي “صارم” في النمط الحضوري من التعليم، حيث يتم اعتماد نظام التفويج من خلال ضمان الدراسة الحضورية لثلث الطلبة مع تدريس الوحدات الاساسية، موضحا أن الدراسة ستتم وفق هذا النمط بمعدل 12 أسبوعا لكل سداسي والباقي سيتم عبر نمط التعليم عن بعد.

ودعا الوزير الأسرة الجامعية لإنجاح هذا الموسم الجامعي، لا سيما وأن هذه السنة التحق بصفة استثنائية 279.959 طالبا جديدا بالجامعات والمعاهد، مبرزا أن نظام المزاوجة بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد يشمل أيضا هؤلاء الطلبة.

وبمناسبة انطلاق الدروس عن بعد، ذكر المسؤول الأول عن القطاع في رسالة له أن الوزارة عمدت منذ السداسي الثاني من السنة المنصرمة، بسبب جائحة كورونا، إلى اعتماد أنماط بديلة في التعليم تتمثل في “طرائق التعليم عن بعد واستعمال مختلف الوسائط المتاحة”، مشيرا إلى “حداثة هذه التجربة نسبيا وعدم توفر مجمل عناصر البيئة الحاضنة لها وفي مقدمتها الصعوبات المرتبطة بالاتصال الشبكي وضعف معدلات التدفق”.

وأكد أن هذا النمط من التعليم سمح بتنظيم دروس عن بعد استكمال متطلبات المناهج الدراسية والبرامج التعليمية بما يمكن بعد ذلك من إجراء عدد من النشاطات البيداغوجية بشكل حضوري وكذا القيام بأعمال التقييم باعتماد بروتوكول صحي من خلال تفويج الطلبة واحترام قواعد الحماية والوقاية سواء على مستوى مؤسسات التعليم العالي أو بمرافق الخدمات الجامعية.

واعتبر أن نمط التعليم عن بعد والمزاوجة أحيانا بينه وبين نمط التعليم الحضوري في النشاطات التي يكون فيها عدد الطلبة محدودا، لم يسمح فقط بإنهاء الموسم الجامعي 2019-2020 في ظروف “مقبولة” في أغلب المؤسسات الجامعية، بل مكن بشكل خاص لمؤسسات التعليم العالي وللأسرة الجامعية وفي مقدمتها الاساتذة الباحثون من اكتساب “خبرة ثمينة” في هذا النمط من التعليم ومكنهم من التحكم في المقاربات البيداغوجية المرتبطة به وتطوير وسائله وأدواته على غرار المنصات التعليمية و الأرضية الرقمية للتواصل الشبكي واعتماد أساليب مستجدة في العلاقة البيداغوجية بين الأستاذ والطالب.

وأشار في هذا الصدد إلى أن الوزارة أنهت قرابة 90 بالمائة من هذه المنصات الخاصة بكل المؤسسات الجامعية، مؤكدا أن مصالحه بصدد “تذليل الصعوبات المسجلة في تطبيق هذا النمط من التعليم، سيما ما تعلق بمبدأ التفاعلية بين الطالب والاستاذ، إلى جانب المسائل المتعلقة بتوسيع شبكة الإنترنت للرفع من حجم التدفق وذلك بالتعاون مع مؤسسة اتصالات الجزائر”.

من جهته، أكد الامين العام للاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، مسعود عمارنة، أن نمط التعليم عن يعد نموذجا تعليميا و”خيارا استراتيجيا لا بد من اعتماده في هذه الظروف الصحية الاستثنائية”، مبرزا أن انجاحه يتطلب “تعبئة كافة الوسائل المادية والطاقات البشرية”.

واعتبر السيد عمارنة ان الترتيبات المتخذة من طرف الوصاية بخصوص انطلاق الموسم الجامعي الحالي تسمح بضمان انجاح النشاط البيداغوجي للسنة الجامعية الجديدة، الا أن هذا الشأن مرهون- كما قال- بالالتزام الفائق بالإجراءات الاحترازية لا سيما بالنسبة للتدريس الحضوري هذا مع الحرص على توفير وسائل النقل والشروط اللازمة لإنجاح العملية.

وبالمناسبة، جددت الاتحادية تأكيدها على الالتزام بالبروتوكول الصحي وتطبيقه بصرامة أكبر خلال هذا الموسم، داعية جميع الفاعلين الى عدم التراخي والتحلي بروح المسؤولية واليقظة والاستمرار في نشر الوعي على مستوى كل المؤسسات والإقامات الجامعية من أجل تطبيق البروتوكول الصحي وبالتالي المساهمة في نجاح العملية البيداغوجية.

التنظيمات الطلابية هي الأخرى دعت الى ضرورة التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي.

وفي هذا الصدد، أشار الأمين العام لاتحاد الطلبة الجزائريين، نجيب مباركي، إلى تسجيل بعض النقائص بسبب “عدم وجود خبرة كافية” لمواجهة الوباء في السداسي الثاني من السنة الدراسية الماضية، داعيا الجميع الى الالتزام بالتباعد الجسدي والارتداء الدائم للقناع الواقي. وبخصوص التعليم عن بعد، اعتبر مباركي أن الاتحاد كان من أولى التنظيمات الطلابية التي دعت إلى اعتماد هذا النمط باعتباره “الخيار الوحيد” في هذه الظروف الاستثنائية لتفادي زيادة عدد الإصابات ولتطوير الجامعة الجزائرية وبعث مشروع جامعة رقمية في مصاف الجامعات العالمية.

أما بخصوص الطلبة القاطنين في مناطق الظل، قال مباركي أنه “يمكن الاعتماد على النسخ الورقية واستغلال قاعات الاعلام الالي المسخرة في الجامعات والإقامات الجامعية” للدراسة. بدوره، عبر الأمين الوطني للتحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني، حمزة رجعي، عن “ترحيبه” للطريقة التي اعتمدتها الوزارة في التعليم الحضوري، مبرزا أن التعليم عن طريق دفعات هي الطريقة “الأنجح” لضمان الدراسة على مستوى المؤسسات الجامعية.وأفاد السيد رجعي أن الرزنامة المعتمدة في هذا الإطار وكذا اعتماد الدراسة لثلث الطلبة بتلقي الدروس الاساسية ترتيب “لائق” لاسيما وأنه يتوج بتقييم في نهاية كل فترة دراسية لطلبة كل دفعة بامتحان تقييمي. وأكد المتحدث ذاته أن تنظيمه الطلابي مستمر في تعزيز دور هياكله من خلال التكوين من أجل التأقلم مع الوضع السائد.

قد يهمك

الجزائر تعتمد التعليم عن بعد والحضوري للوقاية من جائحة "كورونا"

وزير التعليم العالي الجزائري يؤكّد انطلاق الموسم الجامعي في 15 كانون الأول