الدخول المدرسي

تميز أوّل يوم دراسي لتلاميذ المتوسط والثانوي، المُلتحقين بمقاعد دراستهم، في ظل ظرف استثنائي، بارتباك أصاب التلاميذ وتخوف وسط الأولياء، في وقت احترمت غالبية المؤسسات التربوية البروتوكول الصّحي، رغم بعض النقائص والشكاوى.

التحق أزيد من 4 ملايين تلميذ متمدرس بالطور المتوسط والثانوي بأقسامهم، أمس، في ظلّ وضع استثنائي، أحدث حالة ارتباك وخوف لدى التلاميذ وأوليائهم. لدرجة أن الكثيرين قالوا بأنهم أمضوا ليلة بيضاء، في انتظار أول يوم دراسي، بعد انقطاع عن الدراسة دام 8 أشهر.

وشهد الدخول المدرسي عبر بعض المؤسسات التعليمية بالعاصمة، الأربعاء، ظواهر عديدة، أهمها مرافقة الأولياء لأبنائهم بالطور المتوسط وحتى الثانوي، كما أحدث بعض الأولياء فوضى في بعض المدارس احتجاجا على عدم نشر قوائم الأفواج، فيما شوهد تلاميذ يبحثون عن كمامات بعد  تمزق التي يرتدونها…

وفي إحدى المتوسطات بباب الوادي عرفت حالة اكتظاظ، من كثرة الأولياء المصاحبين لأولادهم المتمدرسين، وإن كان الجميع مرتديا الكمامات… أما إدارة المدرسة فاحترمت البروتوكول الصحي، حيث وزعت الكمامات على التلاميذ، وراقبت إحضارهم  “السائل المعقم”، كما كان المساعدون التربويون يقيسون حرارة كل تلميذ قبل دخوله باب المدرسة.

واشتكى بعض الأولياء، من عدم نشر قوائم الأفواج، وهو ما جعلهم لا يعرفون مواقيت دراسة أبنائهم، في حين قال تلاميذ “للشروق” أنه تم تحويلهم من الأفواج المُسجّلين فيها إلى أفواج أخرى، دون إعلامهم بالأمر، أما بالثانويات فكانت الأمور شبه مضبوطة ومنظمة.

وقدّم الأساتذة في أول حصة دراسية، نصائح وإرشادات حول الوقاية من فيروس كورونا، داعين التلاميذ لإحضار مستلزمات التعقيم معهم، حتى وإن كانت متوفرة في إدارة المدرسة.

وفي الموضوع، تأسف الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأسلاك التربية، مسعود بوديبة، للتقصير المسجل خلال دخول تلاميذ الطور الابتدائي، محملا المسؤولية للسلطات المحلية، عكس ما طبع دخول الطّورين المتوسط والثانوي .

وعبر المتحدث عن مخاوفه من أن كورونا سيعقد الأمور بجميع المؤسسات التعليمية، بسبب نقص الإمكانات البشرية، داعيا إلى توسيع دائرة التوظيف، وحذر من حدوث خلل في الإمكانات مستقبلا، وهو ما يستدعي تضافر الجهود، خصوصا وأن بعض المدارس سجلت حالات إصابة بفيروس كورونا .

وهو ما جعله يدعو السلطات العليا، إلى توفير الإمكانات المادية والبشرية، والتكفل بالمؤسسات التربوية لتمكينها من تطبيق البروتوكولات الصحية “خاصة وأن الحالة المادية للعائلات الجزائرية في الوقت الراهن، لا تساعد على توفير أجهزة الوقاية والتعقيم” على حد قوله.

ومن جهته، أكد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد لـ”الشروق”، بأن دخول تلاميذ المتوسط والثانوي كان “أحسن بكثير من استئناف تلاميذ الابتدائي”، معللا ذلك، بأن المتوسطات والثانويات تمتلك عناصر تفتقدها الابتدائيات، فزيادة على ميزانية التسيير الخاصة بها، فهي تمتلك وحدات الكشف والمتابعة، ووجود طاقم إداري وبيداغوجي متخصص، على غرار المشرفين والمستشارين التربويين والمقتصدين، والذين يساهمون في تنظيم التلاميذ، داخل الساحة وخارجها، وحتى داخل الأقسام عند غياب الأساتذة أو تأخرهم.

وعن إمكانية تعليق الدّراسة، بسبب ارتفاع حالات كورونا، قال محدثنا “نحن ضد التعليق، ولابدّ أن نتعايش مع كورونا، إلا في حال تفاقمت الأوضاع، فالقرار يعود إلى اللجنة الصحية، المؤهلة بتقدير خطورة الوضع والتعليق من عدمه”.

ودعا خالد، مديري المؤسسات التربوية للتنسيق مع أولياء التلاميذ، لغرض توفير الكمامات ولوازم الوقاية من فيروس كورونا، لعدم قدرة المؤسسات التعليمية على توفير الكمامات لملايين التلاميذ.

قد يهمك ايضا:

ملفات النقل المدرسي والإطعام وإضراب أساتذة الابتدائي على طاولة وزير التربية الجزائري

وزارة التربية تحذر من الدعوات المغلوطة إلى الاحتجاجات في الجزائر