طلاب في مدرسة بريطانية
لندن ـ ماريا طبراني
كشفت مجلة أتتاين المتخصصة في شؤون التعليم في بريطانيا عن أن "مديري المدارس يشكون من تدخلات أولياء الأمور في شئون التعليم الخاصة بأبنائهم، إذ يضغطون من خلال تلك التدخلات على إدارات المدارس من أجل حصول الطلاب على درجات أعلى، وتعديل المناهج بما يتناسب مع إمكانات الطلاب، والتأكد من انتقال
الأبناء والبنات إلى المدارس الرئيسية في المراحل التالية". وذكرت المجلة أن "تلك التدخلات من جانب أولياء الأمور أصبحت المصدر الأساسي للإحباط الذي يصيب المديرين في المراحل التعليمية المبكرة".
كما أوضح بعض مديري المدارس في إطار التقرير نفسه أن "الأزمة الاقتصادية تغذي الاتجاه السلبي لدى أولياء الأمور وتجبرهم على أن يكونوا أكثر عدوانية في التعامل مع الإدارات أثناء المطالبة بمردود لما ينفقونه من أموال على تعليم الصغار". وظهرت على السطح أيضًا مشكلة جديدة تتمثل في تهديد بعض أولياء الأمور برفع دعاوى قضائية ضد المدارس أو الامتناع عن سداد المصروفات المدرسية بسبب سوء العلاقة بين الآباء والمعلمين في تلك المدارس، وهو ما يصيب المعلمين بالإحباط نظرًا للتهديدات التي تنال من مستقبلهم المهني".
وسجل هذا التقرير الذي يتضمن ورقة عمل أعدتها أتتاين أن "22% من المعلمين يشكون من البيروقراطية والروتين، بينما يشكو واحد من كل 20 معلمًا من ضغط العمل وعدم كفاية وقت اليوم الدراسي للانتهاء من جميع ما عليهم من واجبات نحو التلاميذ". كما كانت شكوى البعض من ضياع الوقت، بسبب التدخلات غير الضرورية لأولياء الأمور في شئون تعليم الطلاب.
أما اغلب الشكاوى التي سجلتها ورقة العمل، فكانت تجاه المطالب غير الواقعية لأولياء الأمور الذين يتعاملون مع المدرسة كزبائن يدفعون أموالًا ليحصلوا على بعض المنتجات، وذلك مع أن الفارق واضح بين تدخل أولياء الأمور في سير العملية التعليمية واهتمامهم بما يجري في إطار هذه العملية لمصلحة أبنائهم.
وفي هذا الصدد، صرح رئيس جمعية المدارس الابتدائية في بريطانيا الذي يمثل 600 مدرسة خاصة لتعليم الأطفال من سن سنتين إلى 13 سنة، دايفيد هانسون، بأن "اهتمام أولياء الأمور كان محل ترحيب وسعادة من مديري المدارس، إلا أن تلك المدارس وجدت نفسها مضطرة للتعامل مع التوجهات العدوانية والعدائية لبعض أولياء الأمور، لاسيما وأنها تتجاوز حدود العدوانية إلى رفع دعاوى قضائية وغير ذلك من التهديدات المشابهة التي تتضمن التهديد بعدم سداد المصروفات".
وربما يرجع ذلك إلى عدم تفهم أولياء الأمور لما تحاول المدرسة القيام به، إذ تسيطر عليهم فكرة واحدة فقط، هي أداء ونتائج ودرجات الأبناء والبنات وإمكان انتقالهم إلى مدارس متميزة في مراحل التعليم التالية.