باريس - مارينا منصف
اتهمت الجبهة الوطنية الفرنسية (الحزب اليميني المتطرف) تكتيكات بعض الناخبين، الساعين إلي عرقلة مسارها للوصول إلي السلطة في منطقتين
رئيسيتين في سباق انتخابات الأقاليم الفرنسية. ويركز الحزب اليميني المتطرف على العلاقة بين الهجرة غير المنضبطة والإرهاب، في محاولة لتأمين وصول زعيمته ماري لوبان، للرئاسة الفرنسية في انتخابات عام 2017.
وتشمل هذه المنطقة ميناء كاليه، حيث ينام نحو 5 آلاف من المهاجرين فيه حاليا، في محاولة للوصول إلي بريطانيا، حيث يطالبون باللجوء أو يختفون في الاقتصاد الأسود (السوق السوداء). ووفقا لأحدث استطلاع رأي أعده مركز "تي إن اس-سوفريس"، فإن لوبان ربما تهزم الجمهوري كزافييه برتران بنسبة 53% مقابل 47%. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أدلى بصوته، في هذه الانتخابات، كما حث زملاءه الاشتراكيين على بذل كل جهد ممكن للحفاظ على "الجبهة الوطنية" بعيدا عن السلطة.
ووفقا لـ"ديلي ميل"، فإنه على الرغم من الجهود التي تبذلها لوبان، لتلطيف صورة حزبها، لكنه لا يزال مرتبطاً بجذوره العنصرية والمعادية للسامية. وقالت لوبان، إن التصويت المخطط له "غير ديمقراطي"، متهمة معارضي "الإرهاب الفكري" بالسعي لعرقلة مسار حزبها إلى السلطة. كما هددت زعيمة الحزب اليميني المتطرف، بمقاضاة الحكومة الفرنسية بشأن الوضع في ميناء "كاليه"، وأضافت:"سأجعل حياة الحكومة بائسة كل يوم، و كل أسبوع".
ومن الناحية التقنية، أصبحت "الجبهة الوطنية"، الحزب الأكثر شعبية في فرنسا الأسبوع الماضي، وفاز 28 % من الأصوات على الصعيد الوطني، بفارق نقطة واحدة عن الجمهوريين وحلفائهم إلا أن معلقين على هذه النتائج، يجادلون بشأن أن هذا التصويت يأتي احتجاجا على الأداء الاقتصادي الكارثي للاشتراكيين، والمعارضة الضعيفة بقيادة ساركوزي.
ووجهت انتقادات لـ"الجبهة الوطنية" لأجندتها التي تتبنى كراهية الأجانب، وخاصة وصمها للمهاجرين، فضلا عن 5 ملايين مسلم لديهم الجنسية الفرنسية. وكان رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس، قال إن "الجبهة الوطنية" تريد أن تعيد فرنسا إلى "الحروب الدينية"، ويجب أن تتوقف بأي ثمن. كما أن ساركوزي، المعروف بآرائه الرجعية حول الهجرة والإسلام، رأى أن الحزب اليميني المتطرف "سيخلق حالة من الفوضى إذا تولى السيطرة على المنطقة".
من جانبه، قال ساركوزي إن الظهور القوي للجبهة الوطنية في الانتخابات الاخيرة يجب ان يكون انذارا لكل السياسيين المعتدلين في فرنسا وأضاف "إن التصويت التكتيكي لصالح مرشحينا ينبغي ألا ينسينا التحذير الذي مثلته المرحلة الاولى لكل السياسيين." وتابع "علينا الآن ان نبذل الوقت والجهد للخوض في حوارات معمقة حول الامور التي تقلق الناخب الفرنسي الذي يتوقع من إجابات قوية ومحددة".
وبلغت نسبة المشاركة 50,54 في المئة وفق ما أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية في بيان حول النتائج الأولية. وتعد هذه النسبة عالية مقارنة بنسبة التصويت في الانتخابات قبل خمس سنوات والتي كانت 43,47 بالمئة، وكذلك مقارنة مع نسبة المشاركة في الجولة الأولى التي جرت الأحد الماضي وبلغت في نفس التوقيت 43,01 بالمئة. وفي حال تأكدت هذه النتائج فسوف تمثل خيبة أمل كبيرة لمارين لوبان التي كانت تأمل أن تستغل هذه الانتصارات كنقطة انطلاق للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها عام 2017.