قصة أربع فتيات سمراوات

تُعتبر نحافة والبشرة البيضاء من أبرز معالم الأناقة والأنوثة الفرنسية، وصورة يتم تسويقها وبيعها في أنحاء العالم. لكن فيلم المخرجة سيلين سكياما الجديد، الذي تدور قصته حول 4 شابات فرنسيات سمراوات يسكن ضواحي باريس، يهدف إلى إعادة كتابة المفهوم الخاص بالمرأة الفرنسية.

ويسرد فيلم "جيرلهود" تفاصيل رحلة الفتاة في سن المراهقة في ضواحي باريس، و يصور الصداقة بين الإناث ويعرض مفاهيم القوة والجمال بينهن، من دون صور نمطية. ويعرض قصة أربع فتيات ذوات بشرة سمراء، ما يمثل مستوى من الاهتمام لشخصيات غير بيضاء البشرة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ السينما الفرنسية.

بطلات الفيلم يقضين أيامهن في المناطق السكنية في ضواحي العاصمة ويمثلن نوعًا حديثًا جدا من الأنوثة الفرنسية بشكل عصري وواقعي، الأمر الذي لم يتم عرضه كثيرًا على الشاشة.

 ومن بين الممثلات في الفيلم، كاريدجا توريه التي تلعب دور فيك، والممثلة من أصل سنغالي لكنها نشأت في جنوب غرب باريس وبيّنت أنها عندما تنظر إلى السينما وسوق المنتجات الفاخرة في فرنسا، ترى فقط الوجوه البيضاء.

وباريس واحدة من أكثر المدن تنوعًا عرقيًا في أوروبا، و والتنوع واضح في مشهد الثقافة إذ جعله متنوعاً وغنياً، لكن لا يؤثر التنوعي العرقي على وسائل الإعلام الرئيسية أو الأزياء بشكل كبير. إذ أن البشرة البيضاء تعتبر مرادفا للأناقة الفرنسية وصورة يتم تسويقها بشكل كبير وتُباع في أنحاء العالم كجزء من التراث الشعبي المحلي.

 وفاز عدد قليل من النساء ينتمين إلى التراث المختلط بلقب ملكة جمال فرنسا، مثل فلورا كوكيرال، التي فازت باللقب عام 2013، لكن وجدت نفسها في مواجهة الضجة الاجتماعية وخطابات عنيفة ورسوم عنصرية.
 وتوضح المخرج البالغة من العمر 36 عامًا أنها تهدف إلى تقديم فيلم اجتماعي عن فرنسا، ولم تتعمد مهاجمة الحضور الطاغي من أصحاب البشرة البيضاء في السينما الفرنسية. وأضافت أنها تريد أن تعطي صورة كاملة عن المرأة في العصر الحديث في فرنسا، وسط تعدد الهويات الموجودة في المجتمع.

هذا لا يعني أن أسطورة الأنوثة الفرنسية ستختفي في أي وقت قريب لكنها ستبقي صامدة بدعم من أسطول من المتخصصين وفقاً للمؤلفة ميراي جوليانو، التي أشارت إلى أن بلدًا تزدهر فيه الصناعات الرائدة في مجال الفخامة والسياحة يحفظ خيال الأنوثة الفرنسية.

واعتبرت الصحافية المولودة في باريس، رقية ديالة، أن التغير العميق لن يأت بسهولة إذ "تعتقد العلامات التجارية الفاخرة الفرنسية بأن المنتجات ستتراجع قيمتها في حالة تقديم عارضة سمراء على غلاف المجلات أو العلامة" واعتبرت الفيلم خطوة رائعة.