عمان – العرب اليوم
ذكرت إحدى الفتيات أنها "قدّمت التعازي لصديقتي على فيسبوك" واكتفت بذلك هذا ما صرحت به إحدى الفتيات لصديقتها قائلة أنا قمت بواجب العزاء على "فيسبوك" لتجيبها الأخيرة "هل أصبحت علاقاتنا الاجتماعية مع بعضنا علاقات إلكترونية؟".
يقول الشاب أحمد إن مواقع التواصل الاجتماعي سهّلت الحياة بين الناس فأصبح الشخص يستطيع التواصل مع أصدقائه عبر الواتس أب لافتًا إلى أن مجموعات الواتس أب جمعت الأصدقاء بعضهم ببعض.
والأمر لا يختلف كثيرًا عما تراه ختام مؤكدة أن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت الكثير من الأمور حتى إن شراء كافة المنتجات يكون عبر المواقع المختصة بالشراء . فيما ترفض الأربعينية أم سامر العلاقات التي وصفتها بالحديد البارد فهي مجالات كاذبة منافقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لافتة إلى أن هناك مثلا شعبيا يقول "العيون مغارف الحكي" دليل على أهمية التواصل الوجهي بين الناس".
ويشاركها الرأي زوجها الذي يقول إن الرجال في القديم كانوا يجتمعون معا في "حوش" بيت أحد الأصدقاء لتناول كوب الشاي بالنعناع وتدخين السيجار أو النرجيلة وتبادل الأحاديث الآن أصبح الأولاد يكبرون بعيدًا عن آبائهم لانشغالهم بالهواتف التي هي منفذهم على مواقع التواصل الاجتماعي
وكثير من النكات انتشرت في الأردن حول موضوع التواصل الاجتماعي فمثلا يطلب من الأب إطفاء "راوتر" الإنترنت حتى يخرج الأبناء من غرفهم للسلام عليه والنكتة الأخرى عندما تعطل الإنترنت عن بيت أحدهم واضطر للجلوس مع أهله قال أهلي والله ناس كويسين دليل على قلة تواصله معه وارتباطه بالتكنولوجيا
وتقول رئيسة الجمعية الأردنية لعلم الاجتماع الدكتورة عبلة وشاح إن موضوع التواصل الاجتماعي بين الناس له سلبياته وإيجابياته وهو موضوع جدلي. وأضافت وشاح لـ"العرب اليوم" أنه لا يمكن فهم الحياة الاجتماعية إلا من خلال التفاعلات الوجاهية بين الناس مشيرة الى أن المجتمعات في الشرق والغرب هي مجتمعات متسارعة بالتغيرات الاجتماعية لافتة إلى أن الدراسات وعلماء الاجتماع اهتموا بهذا التسارع
وبينت وشاح أن مواقع التواصل الاجتماعي أثرت على العادات والتقاليد وأثرت على التواصل الاجتماعي الوجهي، موضحة أن الأسرة أصبحت أقرب الى الموبايلات ومواقع التواصل الاجتماعي الامر الذي نتج عنه التفكك الأسري وانشغال الناس بالأصدقاء الافتراضين على مواقع التواصل الاجتماعي مع انهم في كثير من الاحيان يكونوا جالسين مع اصدقائهم الحقيقين
وتعتبر وشاح ان موقع التواصل الاجتماعي "كحوش الدار" القديم الذي يجتمع فيه الأصدقاء يتحدثون ويتسامرون.