ثورة نسائية في إيران على التشدد الصارم بشأن نوعية الملابس

 تُعتبر إيران بلدًا تقليديًا محافظًا، حيث تعيش كثير من النساء في إطار الأدوار التقليدية لكونهن سيدات، بداية من حياتهن العائلية إلى التشدد الصارم بشأن نوعية الملابس، إلا أنه يبدو أن هناك ثورة نسائية على هذه الأوضاع تغذيها وسائل الإعلام الاجتماعية والهواتف الذكية، حيث ظهرت في بعض الصور مؤخرًا، ترصّد حول تحول في ثقافة وأزياء المرأة الإيرانية.


ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، سافر المصور الفرنسي إيريك أفورغ، 52 عامًا، إلى الجمهورية الإسلامية مرتين خلال عام 2015، لالتقاط صور عن كيفية مساعدة الإنترنت في تحدي النساء لمسألة التشدد الصارم في الأزياء.
فمنذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، و فرض الشريعة الإسلامية في البلاد، أصبح ضروريًا على النساء تغطية شعرهن ورقبتهن و ذراعهن من أجل "الحفاظ على احتشامهن"، إلا أن شيوع هواتف "أي فون" وموقع التواصل الاجتماعي الخاص في الصور "انستغرام"، كان له تأثيرًا على جيل الشباب من النساء، في قدرتهن على كسر قواعد ارتداء "الشادور"، وهو الزي الإيراني الخاص بالمرأة وهو عبارة عن قطعة قماش سوداء كبيرة الحجم تغطي كامل جسد المرأة دون وجهها وكفيها، من خلال وضع الماكياج وارتداء الإكسسوارات.


وعلى الرغم من استمرار تغطية وجوههن أثناء إحياء ذكرى يومي "تاسوعة وعاشوراء" من شهر محرم الهجري، فإن هناك بعضهن لم يعدن يفعلن ذلك في حياتهن اليومية. ففي المجتمعات (المناطق) الصغيرة، حيث من السهل التحايل على القواعدـ ترتدي الإيرانيات الألوان الزاهية بشكل متزايد، وكشف المصور الصحافي إيريك، الذي زار البلاد مرتين خلال عام 2015، عن كيفية أن إدخال الاتجاهات الثقافية الغربية قد يطرح مشكلة بالنسبة إلى السلطات.


وقال إيريك:"قرأت أشياءً كثيرة عن (الشادور) والقواعد الإيرانية، لكنني أردت أن أرى هذه الأشياء بنفسي، وأسأل الناس مباشرة عن كيفية تعاملهم معها". وأضاف إن "النساء الإيرانيات لديهن ولع شديد بالتقاط الصور لأنفسهن ووضعها على (انستغرام)، فنوعية هذه الصور مألوفة للجميع"، ومع ذلك، رصد إريك أيضا بقاء الأدوار التقليدية للجنسين، عندما زار أحد الأسواق في طهران، حيث وجد بائعًا في محل للعطور، يعطي عينات العطور للنساء من خلال محقن طويل، نظرًا لأن النساء ممنوعين حتى من وضع العطر على أيديهن.


 وتابع: "لقد رأيت العديد من الحالات، التي واجهت فيها النساء مشاكل مع الشرطة الدينية"، وزعم أن هناك حراس في بعض الأماكن الدينية، يتفقدون وجوه النساء لضمان عدم وضعهم مكياج زائد". وتعتبر مسألة وضع النساء للمكياج أو خضوعهن إلى عملية جراحية في الوجه، وخاصة تجميل الأنف، من غير المألوف في إيران، ولكن النساء يريدن ضمان بقاء وجوههن فريدة من نوعها على النقيض من ملابسهن المحتشمة. 
وشهدت البلاد أيضًا زيادة في السلع الوهمية بداية من الهواتف الذكية من طراز "لويس فويتون"، وصولاً إلى الحجاب الملون والمزين بالترتر. وقال إيريك:"في إيران، يجعل القانون المحلي الكثير من الناس يلتقطون صورًا ظلية، ولكن النساء يفكرن في بعض الطرق الشخصية ليظهرن مختلفات".


وتدعي السلطات الإيرانية أن التمرد ضد الملابس المحتشمة "يشكل مشكلة ثقافية "ويرون أنه سيكون" تقليدًا أعمى للثقافة المبتذلة للغرب".
وكشف إيريك عن تكليف الآلاف من رجال الشرطة في وقف انتشار هذا الاتجاه للميل للثقافة الغربية. وقال:"في الآونة الأخيرة، تم إرسال أكثر من 70 ألف شرطي، لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الغزو الثقافي الغربي، لكنهم لا يستطيعون مراقبة كل مكان في البلاد".