بغداد-نجلاء الطائي
وقفت الكردية الايزيدية نادية مراد، بعد وصولها إلى قرية "كوجو"، الخميس، على أطلال بيت أهلها الذين قضوا على يد تنظيم "داعش" بعد أن اجتاح القرية واخذهم "سبايا"، بما فيهم المذكورة. وفي مشهد مؤثر دخلت مراد منزل أبيها بصراخ وعويل، وقد أنتابها حالة هستيرية عندما قامت بتقليب بقايا الأغراض والملابس التي تعود لعائلتها.
ونادية مراد باسي طه فتاة كردية إيزيدية من مواليد 1993، من قرية كوجو في قضاء سنجار، وهي احدى ضحايا تنظيم داعش الذي قام بأخذها كجارية عندهم، بعد أن تمكنوا من احتلال منطقتها، وقتل أهلها في القرية من بينهم أمها وستة من أخوانها. وتمكنت بعد مدة من الهروب من داعش ووصلت إلى مكان أمن ثم تم ترحيلها إلى ألمانيا، ليتم معالجتها هناك من الأذى الجسدي والنفسي الذي تعرضت لها من قبل أفراد التنظيم من الاغتصاب الجنسي والعنف وأنواع التنكيل كافة، وبعد فترة ظهرت في مقابلات تلفزيونية عدّة، ولقاءات دبلوماسية منها مجلس الأمن الدولي. وتم ترشيح نادية مراد لنيل جائزة نوبل للسلام، وأنها أصبحت رمزًا للاضطهاد ألتي تعرض له الإيزيديين والناس عامة من قبل تنظيم داعش.
وقالت مراد، إن العرب السنة في اطراف قضاء سنجار غرب الموصل، قد ساعدوا تنظيم داعش على قتل الرجال الايزديين وسبي النساء. وأكدت مراد في مؤتمر صحافي عقدته من قرية "كوجو" المحررة أثناء زيارتها له اليوم، أن عناصر داعش قتلوا الالاف من الرجال الايزيديين في سنجار، وسبوا حسب عقيدتهم آلاف النساء، مردفة بالقول إن أمير التنظيم "أبو حمزة الخاتوني" قد افتى بأحلية قتل رجالنا وسبي نسائنا.
وأضافت مراد أن "العرب السنة في أطراف سنجار تلثموا واخفوا وجوههم، وقاموا بتقديم المساعدة للتنظيم عند اجتياحه لقرانا ومناطقنا". وتابعت مراد التي عينتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة، بالقول إن مناطقنا أصبحت مدمرة ولم يتبق منها شيء، داعيًا المجتمع الدولي إلى "تقديم المساعدة لإعادة تأهيل القرى والمناطق العائدة للكرد الايزيديين، والتي دمرها التنظيم المتشدد".