بغداد - نجلاء الطائي
زارت قائدة نادي "ارسنال" الانكليزي لكرة القدم اليكس سكوت، مخيمات النازحين في شمال العراق، المحاذية لاقليم كردستان.
وذكر موقع الفيفا، الذي اطلعت عليه "العرب اليوم "، ان "قائدة أرسنال، والتي لعبت أكثر من 100 مباراة دولية، سنحت لها الفرصة عن طريق مؤسسة نادي أرسنال ومنظمة (أنقذوا الأطفال)".
واضاف ان "سكوت انطلقت على عكس رغبة أصدقائها وأسرتها لتنشر حب كرة القدم في مخيم للاجئين في العراق، حيث تعاونت لنصب ملاعب مسورة لكرة القدم في المخيم".
وقالت سكوت: "الكل نصحني بعدم الذهاب، لكن كلما تحدثت لأحدهم، كنت أقول لنفسي: تخيلي لو أن الكلّ تبنى مثل هذا الموقف، فلن يكون هناك من يساعد هؤلاء الأطفال ويمنحهم الأمل، ولذا فإن حقيقة عدم رغبة الكل في ذهابي جعلتني مصممة على المضي قدماً".
وتذكرت اللاعبة، البالغة من العمر 31 عاماً، لحظة وصولها إلى المخيم الذي يضم وحدات سكنية صغيرة مكتظة بالأسر حيث يعاني 6 آلاف عراقي من أهوال الحرب فقالت: إن "الظروف المفجعة التي يعيشون فيها قد صدمتني، ربما تقرأ عنها في الصحف أو تشاهدها في التلفاز، لكن لن تدرك حجم المأساة إلا حين تطأ قدماك هناك وتشاهدها أمام عينيك".
وتابعت "هم بشر عاديون مثلي ومثلك لكن الظروف أجبرتهم على الفرار وترك منازلهم، البعض يعيش في المخيم منذ عامين ونصف لكن هؤلاء الأطفال لا تزال تراودهم آمال وأحلام، فمنهم من يتمنى أن يصبح طبيباً لكي يتمكن من مساعدة الناس الذين يعانون من موقف كالذي يعيشونه".
وبدت سكوت مقتنعة أن شيئاً بسيطاً مثل ملعب مساحته 500 متر مربع بعشب صناعي من شأنه أن يحدث تحولاً كبيراً في حياة هؤلاء الأطفال وهو الأمر الذي تؤيده ردود أفعالهم.
وأوضحت "ربما يسأل البعض، ما فائدة ملعب لكرة القدم؟ لكنني رأيت أمام عيني أنه يمثل كل شيء بالنسبة لهم، إن ملاعب الكرة هذه تعوّضهم ما ضاع من طفولتهم، قبل أن تتاح لهم هذه الملاعب، كانوا يجلسون في الداخل، 11 طفل منهم في كابينة طوال اليوم لكن الملعب أصبح ملاذهم الوحيد الذي يلعبون فيه وينسون مشاككلهم."
واكتسبت سكوت شهرة كبيرة وسط هؤلاء الأطفال التي قابلتهم بابتسامات عريضة ومجموعة من الرفاق في المخيم، بينما أدارت حصة تدريبية للبنات اللائي خصص لهن بعض الوقت في الملعب.
وزادت سكوت ان "البعض كان يداعبني لأنني كنت ألعب بجد ولم أترك لهن الفرصة للفوز، لكنني أعتقد أنها روح المنافسة التي بداخلي، في العراق لا تمارس الفتيات كرة القدم ولذا كان من المهم تخصيص ساعة لهن، فهذا يشجعهن على التعاون معاً كما يسلحهن بالعزيمة والرغبة في مواصلة المشوار وتحقيق شيء ما مستقبلاً.