لندن - ماريا طبراني
تسيطر حالة من الفوضى على عدد كبير من العلاقات العائلية بسبب الهاتف الخلوي، بحيث تصل نسبة الطلاق داخل المجتمع الأميركي إلى حوالي 40 في المئة، حسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، والتي اعتبرت أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فقط. وتقول الصحيفة البريطانية إن العلاقات السليمة تقدِّم دعمًا للحياة، حيث أن دراسة قام بها أحد المراكز البحثية أكدت أن 60 % من الناس المرتبطين بعلاقات يقولون أنهم غير راضين تماما، ولعل المشكلات المشتركة كثيرة للغاية، فمنها المرتبط بالمال، والبعض الأخر مرتبط بالجنس، في حين ان قطاعا ثالثا من المشكلات ترتبط بالأطفال. ولكن الجديد أن هناك مشكلات أخرى ترتبط بالهواتف الذكية.
وركزت الدراسة على التداعيات السلبية للهواتف الذكية على العلاقات العائلية، حيث كشفت أن الهاتف أحيانا يستخدم في الإساءة للشريك للأخر. وأوضحت أن التليفونات الذكية ربما تلعب دورًا رئيسيًا في لفت انتباه الشريك تمامًا وانشغاله عن شريكه ليصبح الهاتف الذكي مصدرًا حقيقيًا للصراع.
وأضافت الدراسة أن 70 % من المشاركين في الدراسة، أكدوا أن تلك الهواتف تعدُّ سببًا رئيسيًا في عدم التفاعل الرومانسي مع شركائهم، موضحة أنه من الممكن أن يجد الشريك نفسه متوقفا عن الحديث مع شريكه بسبب مروره على صفحة الـ"فيسبوك" من خلاله هاتفه الذكي.
وتقول الدراسة إن العينة التي قام الباحثون بدراستها شملت حوالي 175 أميركيًا من كافة انحاء الولايات المتحدة، قاموا بملء استبيان احتوى على مجموعة من الأسئلة، من بينها إذا ما كان الشريك حريصًا على وضع تليفونه المحمول في مكان بالقرب منه عندما تكون شريكته او شريكه متواجدًا معه، وكذلك إذا ما كان يستخدم هاتفه الذكي إذا ما كانت بصحبتك في الخارج.
وأشارت الدراسة الى أن الإجابات التي قدمها المشاركون ربما قدمت قياسًا مهمًا لحجم المشكلة التي قد تترتب من جراء الاستخدام المتزايد للتليفونات الذكية وتأثيرها على العلاقات بين الشركاء. فالمشاركون أجابوا أيضا على أسئلة من شأنها توضيح مدى رضاهم عن الحياة التي يعيشونها مع شركائهم، حيث اكتشفنا من خلال ذلك كيف يمكن أن تكون الهواتف الذكية سببًا رئيسيًا في فشل العلاقات بين الشركاء بصورة لا تقلُّ عن العوامل الأخرى، سواء المالية أو الجنسية أو المرتبطة بالأطفال.
وأضافت الدراسة أن استخدام الهاتف الذكي في وجود الشريك الرومانسي من شأنه تقويض العلاقة، حيث يكون ذلك في الغالب سببًا في حالة من عدم الرضا عن العلاقة بين الشركاء، وربما تؤدي إلى إصابة البعض بالاكتئاب. والسبب الأول في ذلك أن الوقت الذي يقضيه الشريك مع هاتفه الذكي يؤدي إلى تقليل التفاعل في ما بينهما وإضعاف العلاقة، بينما السبب الثاني أن كثرة الانشغال بالهواتف الذكية غالبا ما يؤدي إلى الصراع بين الشريكين.