انقرة - جلال فواز
تأمل عائدة الكرمي، البالغة من العمر 115 عامًا، في العودة مع عائلتها إلى موطنها "سورية"، وعانت العجوز معاناة شديدة عبر قطع مئات الأميال سفرًا للوصول إلى أوروبا. وعلى الرغم ما أنه ما زال يفصلها عن التجمع بعائلتها مئات الأميال، قامت برحلة الهروب إلى تركيا بمساعدة صديق للعائلة.
وأنهكت الحرب أكبر لاجئة معمرة، حيث قضت ثلاثة أشهر في السفر من كوباني في شمال سورية إلى تركيا، واستغرقت شهرًا آخر للوصول إلى اليونان. وقالت عبر فضائية "CNN" من مخيم موريا للاجئين أن الشيء الوحيد الذي تحلم به هو رؤية أبنائها مرة أخرى".
وحملها أحمد الذي ساعدها في الانتقال، على ظهره من مسقط رأسها في "الحسكة" قبل البدء في الرحلة، إضافة إلى أنه كان معها زوجته الحامل "بيريفان" وأطفالهم الأربعة، وجميعهم تحت سن السادسة. وقالت الكرمي لأحمد التي تعتبر الأن أحد أفراد أسرته، "أنها لا تستطيع المشي-وإذا لم تقم بحملي فلن يقوم بذلك غيرك، لذا فأنك ستحملين خلال الرحلة بأكملها كما ستعتني بي".
وبعد الوصول إلى اليونان برًا، اضطر أحمد دفع نقودًا للمهربين والجماعة التي قامت بتسهيل عملية عبور البحر الخطيرة. وكانت آخر مرة رأت فيها الكرمي عائلتها قبل خمسة أعوام عندما غادروا سورية. وفي ذلك الوقت كانت لا ترغب في ترك وطنها. وقال حفيدها سمير لفضائية "CNN" إننا ننتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يتجمع فيه شملنا مجددًا".
وبعد شهر في مخيم للاجئين اليونانيين، حيث كان هناك ما يقدر بنحو 4000 شخص، انتقلت عائدة وأحمد وعائلته إلى أثينا، حيث سيتم الإعداد للخطوة التالية. وتأمل الكرمي في الحصول على حق اللجوء في ألمانيا، في حين يأمل أحمد وعائلته بالسماح لهم في العيش في النمسا.