"غشاء البكارة الصيني"

تنوعت القصص والحكايات، ولكل منها بداية ونهاية تختلف عن سابقتها آمال وأوهام،البعض منهن فقدن العذرية شاكيات،باكيات،مظلومات، فمن الظالم ومن المظلوم، قد تكون الحاجة والقدر هو من دفع بهن إلى التخلي عن قيم وعادات وتقاليد وسلوك تربين عليها في العائلة والمجتمع.

العذرية ودماء ليلة الزفاف ميثاق الشرف الذي تحمله كل فتاة لعريسها لتقول له "أنا لك، لم يمسسني أحد من قبلك". يضفي عليها شيئاً من الطرافة والتهكم والسخرية ذلك الاختراع الصيني الجديد، إذ بات غشاء البكارة يباع في الصيدليات ويمكن تركيبه مثلما تركب الرموش الاصطناعية! ولكن لنعد إلى عالمنا الأكثر قسوة ونتأمل حياة فتاة إذا فقدت عذريتها لأي سبب كان، إن هذا يعني ببساطة نهاية المشوار، ودفن حلمها في تكوين عائلة أو العثور على شريك حياة.فتيات عراقيات يحكين تجاربهن مع أسطورة غشاء البكارة الصينيوبعيدًا عن الواقع والمجتمع والتقاليد،و للتعمق أكثر في الموضوع ومعرفة ماهية الحكايات والألغاز وراء حدوث ذلك خصوصًا بعد أن سردت "  لـ"العرب اليوم" إحدى الصديقات حكايتها.فتاة جميلة مشبعة بأحلام دخول الجامعة وحياتها الجديدة والتعايش مع أجوائها، رأيتها وسألتها عن تحقيق حلمها، أجابت بتردد: الحياة الدراسية ممتعة،  الزمالة والامتحانات

وبت الآن احلم بالتخرج والوظيفة، لكن.. صمتت لوهلة عن الكلام، تلك الفتاة لم تكن ترغب في البوح عن سر دفين في داخلها."سرى"، هل أغلقت الأبواب في وجهها، لماذا صمتت وهي التي كانت تتحدث بطلاقة اللسان وتتباهى بجمالها، ثم بدأت  تسرد حكايتها قائلة "أحد الزملاء في الجامعة  طلب الزواج مني، وتحدثنا  بالتفاصيل،  لكني فوجئت بان الزواج الذي يريده هو زواج عرفي.رفضت بشدة وقطعت علاقتي معه فترة من الوقت وتحدثت مع عدد من  زميلاتي المقربات بالموضوع، كنت غاضبة من طلبه، لكن المفاجأة الثانية جاءت من حديث زميلاتي اللواتي روين لي  قصصًا مشابهة لما عرض عليهن، وان هذا الموضوع أصبح بالنسبة لبعض الشباب مسألة مألوفة ولا يستطيعون التفريق بين الفتيات بسببه،وهذا ليس عذرًا لكن حاجتي إلى الاستقرار والمال في الوقت نفسه دفعتني إلى الموافقة لكن بشرط أن يكون اللقاء ضمن أوقات الدوام الجامعي وان يتحمل نفقاتي المادية كافة، وأضافت: لكن بعد زواجي أصبحت مستاءة من فظاظة وغلاظة تعامل زوجي، لأنها معاملة خالية من العاطفة والحب فقد أخذته ضغوط الحياة العملية فغرق في تفاصيل معقدة  أبعدته عن التعامل بها، بل لم يعد يشعر بما أفعله من أجواء رومانسية ليكون قريبًا مني ولكن كل ما أفعله دون جدوى.

اقرا  ايضَا:

امرأة تستخدم زميلتها كدرع بشري للنجاة من هجوم مسلح

فتركني بمجرد انتهاء الجامعة وبدأت ابحث عن عمل أو وظيفة لكن دون جدوى،فتيات عراقيات يحكين تجاربهن مع أسطورة غشاء البكارة الصينيوفي المقابل تقدم شاب لخطبتي ولا أعلم ماذا أفعل لكن أخيرًا وجدت الحل الذي لا يثير القلق والخوف من المستقبل المجهول مع زوج لا يعلم عن الماضي شيئًا، فقد نصحتني إحدى الصديقات بالذهاب الى قابلة مأذونه لإجراء عملية ترقيع غشاء البكارة.وتقول "و. ي"البالغة من العمر 26 عامًا،تعرفت على شاب في إحدى  المناسبات وكان لطيفًا ويحمل الصفات التي أحلم بوجودها في الشخص الذي أنوي الارتباط به .

دامت علاقتنا  "3-1"عامًا منذ كنت طالبة في الكلية وفي أخر عام لعلاقتنا تزوجنا، وقبلت في حينها الارتباط به وفق الزواج العرفي، لكني كنت أظنه وضعًا مؤقتًا لحين ترتيب حياته فهو يعيش في الخارج ولديه أعمال في بغداد، يتابعها على فترات وفي نهاية الأمر لم يوافق على إعلان زواجنا أو تصديق العقد في المحكمة، عائلتي لا تعلم  بما جرى لي فالتجأت إلى إحدى الصديقات،وكانت معي  منذ أيام الجامعة وكانت على دراية بعلاقتنا فأشارت الى  أن نطرح الموضوع على والدها لكي يساعدني على إيجاد حل لمشكلتي،تحدث أبيها مع الشاب واخبره بوجوب الارتباط ولكنه رفض وأصر على عدم تمكنه لأسباب غير مقنعة.اتفق والد صديقتي معه على أن تجرى لي عملية إعادة ما فقدته وان يتكفل الشاب بجميع المصاريف إضافة لدفعه مبلغًا نقديًا أستطيع أن أبدأ حياتي به من جديد يعتبر مهرًا،ورغم إجراء  عملية الترقيع  قررت عند ارتباطي بأي شاب أن أصارحه بالحقيقة.ويرى عماد عبد الله 27 عامًا أن غشاء البكارة "ختم إلهي" بالنسبة للأنثى لا يفضه إلا من كتب الله له أن يكون زوجًا لها، وهو دليل عفة الروح والجسد لديها. وقد أثنى الله عليه في محكم كتابه الكريم حين وصف الحور العين بأنهن أبكارًا، وإنهن لم يمسسهن إنس ولا جان.ولا أستطيع أن أتخيل أنني أتزوج من فتاة فقدت عذريتها نتيجة اغتصاب أو لأي سبب آخر ، وأن مجرد طرح مثل هذا السؤال يثير التعجب والاستغراب لدي.

فالجواب معروف وهو الرفض ولا أقبل المناقشة أو الجدل فيه بسبب ما ترسخ في نفوسنا من تقاليد وأعراف ، بان مثل هذا الزواج مدعاة للعار وسبّة يخجل منها الرجل مدى الحياة، يعيره به الأهل قبل القريب والبعيد، ولا أظن أن شخصًا ما يفعلها إلا ما ندر، حتى إذا كان يحب الفتاة المغتصبة حبًّا جنونيا أو هو من فض بكارتها لأنها بعدما سلّمت له نفسها جعلته يفقد الثقة بها، وإذا ما تزوج بها كما ذكرت، سيدفع ثمنًا باهظًا يكلفه كرامته ويفقده احترام المجتمع الذي يتسم بقسوة أحكامه في ما يتعلق بمثل هذا الأمر.أما "ن،ج " 63 عامًا فكان له رأي مختلف عن سابقه فقال " اقترنت بفتاة من عائلة محافظة وحين دخلت عليها لم أجدها عذراء جن جنوني، وفكرت بإعادتها إلى أهلها ليلة الدخلة، ولكنني خشيت عليها من أن يقتلها أهلها ، سألتها عمن فعل بها هذا، فاعترفت بأن ابن جيرانهم بعدما أغراها باسم العشق والغرام ووعدها بالزواج فعل ذلك، ولكنه تخلى عنها.عانيت طويلًا ووجدت الحل أخيرًا في تناسي الموضوع ودست على مشاعري، حتى نسيت الأمر تمامًا، بعدما فكرت بموضوعية وواقعية وجدت ما حصل لها نزوة عابرة. وقد تبين لي في ما بعد وبعد طول المعاشرة الزوجية إنها إنسانة أصيلة ومخلصة أسعدتني طوال أربع وأربعين عامًا من عمر زواجنا، وأنجبت لي أبناءًا صالحين. ولو أنني تصرفت بتهور لندمت طول العمر ولحرمت من السعادة التي كان الله قد كتبها لي معها.من جهتها قالت القابلة المأذون "ا،م" إلى"العرب اليوم" : ترتادني فتيات كثيرات منهن طالبات جامعيات  أو إعدادية  نتيجة تورطهن  مع رجال  في علاقة محرمة او  عن طريق "زواج عرفي" ومنهن كثيرات  على أبواب زواج ويبحثان حلًا لمشاكلهن. تؤكد اجري لهن عمليات الترقيع لان فيها ستراً لإعراض الناس وخوفًا على حياة الفتاة من أن تخسر حياتها نتيجة لحظة ضعف وضعتها في هكذا وضع، ومجتمعنا لا يمكن أن يقبل بوضعها.البعض الآخر يخضعن  لعملية إجهاض وترقيع تجرى على مرحلة واحدة، اذا كانت صحتها متعبة فتتم على مرحلتين، و إذا كانت طالبة ولا تستطيع الخروج من البيت الا في أوقات الدوام، فالوقت يكون ضيقاً أيضًا تكون العملية على مرحلة او اثنتين حسب ظروف  الطالبة.في حديث لـ"العرب اليوم" مع ممرضة وقابلة مأذونه "أم رنا" لها وجهة نظر أخرى، إنا اتفق مع أن هذه الحالات موجودة منذ السابق لكنها أصبحت مألوفة،وتأتي حالات كثيرة ألا أن ليست جميع القابلات والممرضات أو حتى الطبيبات يجرين تلك العمليات،أنا أولد بصورة شرعية  ألا أذا صادف في حالات نادرة جدًا والفتاة تخاف على حياتها من ذويها وهي في حاجة ملحة والجميع يعرف أني لا أجري عمليات إجهاض، أما بالنسبة لحالات"البكارة والعذرية" فأنا اعتبرها من عمليات الستر وأن الله سبحانه يجزي عليها لان ما يؤول إليه مصير الفتاة أذا علم أهلها وزوجها بوضعها يفقدها حياتها ولا اطلب مقابل هذه العمليات أجرًا  لكن الفتاة تجلب لي هدية كعرفان وشكر والله يستر على بناتنا.سهير سكرتيرة دكتورة نسائية تقع عيادتها في منطقة الـأعظمية،رفضت التعليق على هذا الموضوع لانه خطير ويعرض حياتها للخطر،فهمست السكرتيرة بصوت منخفض قبل أن نخرج من العيادة قائلة: إجراء عمليات الترقيع يكون سريًا لانه محظور اجتماعياً ومهنياً، وهناك عدة أنواع لعمليات ترقيع غشاء البكارة، الأولى تسمى الترقيع، والأخرى الكبس أو الكي وتكلف هذه العملية 300 إلى 500 دولار، وإذا أجريت عند القابلات او الممرضات المختصات بتلك العمليات يكون سعرها أقل.وحسب الممرضة إن أسعار عملية إعادة العذرية تتراوح بين "250_400"دولار وأحيانا تكون أقل أو أكثر.

*البكارة الصناعيةومن خلال التطور العلمي والتكنولوجيا الحديثة، فقد أخذت تتعدى كل المعتقدات والقيم التي تقف ضد الممارسات الإنسانية الطبيعية شيئًا فشيئًا. وفقد غشاء البكارة لم يعد يعيق الفتاة عن الزواج لما توصل إليه العلم بالوقت الحاضر من جراحات سهلة تعيد إليها بكارتها كما إن هناك الأغشية الصناعية التي باتت متوفرة مثل أي سلعة أخرى واغلبنا سمع بغشاء البكارة الصيني الذائع الصيت. هذا الغشاء مصنوع خصيصًا للعالم الإسلامي الذي يجد في البكارة شرطا أساسيا للزواج، ودليلًا على طهر وعفة الفتاة، أنتج على وفق المصادر من قبل شركة صينية، وتم الترويج له من قبل قطاع الطرق وعصابات التهريب إلى الدول العربية، لم يلحظ أحد هذه السلعة إلى أن تم الإعلان عنها في إذاعة " بي بي سي "، بأنه وسيلة سهلة وبديلة عن العمليات الجراحية في ترقيع وترميم غشاء البكارة.أما عن تفاصيل هذا المنتج، فهو غشاء اصطناعي يتعهد للفتاة بالعذرية بمبلغ لا يزيد على "15 دولارًا".المصادر تقول أنه متكون من قطعتين إحداها توضع في المهبل لتتضخم عندما تتجمع الإفرازات، وبها يغلق المهبل، وتحتوي على مادة سائلة لونها أحمر شبه شفافة تشبه الدم، بعد المجامعة بين العروسين يخرج هذا السائل، ليبرهن للعريس بأن عروسه عذراء!يقول أبو زهير وهو صاحب محال تجارية متخصص ببيع المستلزمات النسائية، في حديثه لـ"العرب اليوم" إلى تأكيد وجود غشاء البكارة الاصطناعي في أسواقنا، وأنه يتم ترويجه من قبل بعض حمالي البضائع الثقيلة المنتشرين في سوق الشورجة القديمة، محددًا مكان بيع هذا الغشاء في عمارة القادسية الطابق الثاني، التي تخصصت في تجهيز المحال التجارية بالعطور المستوردة والماكياج والمستلزمات النسائية ، فكان من روادها النساء العاملات في "صالونات الحلاقة".ويوضح أبو زهير أنه يتم الاتفاق معهن على ترويج وبيع هذا الغشاء من خلال علاقاتهن العديدة والمتنوعة بأنواع من النساء اللواتي اعتدن الحضور إلى صالونات الحلاقة باستمرار.الغزو الغربي للموروث الديني والاجتماعي إن التحولات التي جرت على مجتمعات الدول المجاورة مثلت مصدرًا مهمًا من مصادر إلهام المجتمع العراقي وتمويله بكل ما يحيط به، هذه الكلمات صاحبها هو د. علي ياسر صاحب مذخر أدوية، مؤكدًا وجود منتج "غشاء البكارة الاصطناعي" في بعض الصيدليات، حيث يتم بيعه سرًا عن طريق موزع أو موزعة يقوم بالترويج له.وعلى ما يبدو ثمة أمور تولد مع تاريخنا، وتحيى مع تفاصيل مجتمعنا، نحاول الحفاظ عليها من التأثير بالعوامل التي تحوط بها، وقد نتفاعل مع الظروف وتُقّلبنا أمواجها، كيفما تشاء، لكنها تبقى راسخة في مواقعها.وتسخر الناشطة في مجال حقوق المرأة مريم غالب بقولها لـ"العرب اليوم"  نحن لم نكد ننتهي من الجدل في كثير من الأمور التي أثيرت في مجتمعنا، والتي تعدها غالب دخيلة على أخلاقنا وتقاليدنا، لما تحدثه من صدمة لكثير من الناس بسبب ما ورد به من غرابة على عالمنا العربي، حتى أطلت علينا حاليًا هذه السلع، والتي أكثر شدة وإثارة وغرابة علينا، وتشير إلى أن مثل هذه الأفكار التي تسوق هذه السلع تعد نوعًا من الغزو الغربي للموروث الديني والاجتماعي لنا، بغية ضرب كثير من المعتقدات واللعب على وتر حساس ألا وهو "شرف المرأة وعذريتها"، فهناك من يريد طمس هويتنا وبخاصة الدينية لأنها من الأشياء التي تميزنا، ولهذا ما يطالبون به ما هو إلا محاولة لإفساد المرأة، ومن ثم الأسرة فالمجتمع اقتداء بتجارب دول أخرى.

وقد يهمك ايضَا:

كيم كارداشيان تلجأ إلى "الخلطة المُقزِّزة" لمرضها المُزمن

سيدة بريطانية تتعرض لاعتداء جنسي في مصعد برج في دبي