الفتاة العراقية الإيزيدية نادية مراد طه سفيرة للنوايا الحسنة

قرَّرت الأمم المتحدة مساء الجمعة تعيين فتاة عراقية إيزيدية تعرضت للاغتصاب والتعذيب والاستعباد الجنسي من جانب تنظيم "داعش" في العراق، سفيرة للنوايا الحسنة تكريمًا لها وتأكيدًا على كرامة الناجين من الاتجار بالبشر.

ففي حفل عاطفي مؤثّر أقيم الليلة الماضية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قبلت الشابة الإيزيدية نادية مراد طه البالغة من العمر (23 عاما)، قرار تعيينها من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لتصبح أول ضحية للاتجار بالبشر تشغل منصب سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة.

وقالت مراد إن تنظيم "داعش" ارتكب جريمة إبادة جماعية ضد الأقلية الإيزيدية، حيث قام التنظيم بقتل والدتها وشقيقها وفرض عليها العبودية الجنسية مع الآلاف من الفتيات والنساء من الطائفة الإيزيدية، والكثير منهن قد توفين منذ ذلك الحين أو مازلن في الأسر.وتمكنت مراد من الهرب وجرى توطينها في ألمانيا منذ ذلك الحين.

وكانت نادية مراد باسي طه قد تحدثت، في 16 ديسمبر/كانون الأول 2015، أمام مجلس الأمن عن المعاناة والانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها حين كانت مختطفة لدى داعش، مع نساء أخريات وأطفال في مدينة الموصل العراقية.

واحتجز المتشددون نادية عقب اجتياح قريتها كوشو قرب بلدة سنجار العراقية في أغسطس 2014 واقتادوها إلى معقلهم بالموصل، حيث احتجزوها في مبنى مع عدد كبير من النساء الإيزيديات والأطفال.

وروت الشابة، وهي تغالب دموعها، فصول المعاناة من لحظة اقتيادها مع أكثر من 150 امرأة إيزيدية من مناطقهن إلى الموصل معقل داعش، قبل أن تنجح في الفرار بعد نحو 3 أشهر من المعاناة اليومية.

وتؤكد نادية، التي تعرضت لاغتصاب جماعي وبيعت مرات عدة في إطار الاستعباد الجنسي، أن أكبر مخاوفها يتمثل يإقدام المتشددين، في حال هزيمة التنظيم، على "حلق لحاهم والذوبان بين الحشود وكأن شيئا لم يكن".

وتناضل الشابة من أجل تصنيف الانتهاكات التي ارتكبها داعش بحق الإيزيديين في العام 2014 في خانة الإبادة، وتمثلها المحامية الدولية أمل كلوني، التي أكدت أن التنظيم ارتكب إبادة ويجب أن يحاسب.

وتشدد كلوني على أنه "تم استعباد آلاف الإيزيديات من قبل تنظيم إرهابي، تنظيم داعش، الذي ارتكب إبادة ولم يعاقب على جريمته بعد"، وأنها تشعر "بالخجل كإنسان حين ترى أن نداءاتهم للاستغاثة لا تلقى آذانا صاغية".

وكان تنظيم "داعش" قد خطف أكثر من 5000 آلاف رجل وامرأة وطفل من الطائفة الإيزيدية بعد أن اجتاح مناطقهم في العراق، وارتكب بحقهم انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان شملت قتل مئات الرجال والأطفال واتخاذ النساء "سبايا".