ميلانيا ترامب

كشفت وثائق تفصيلية منذ 20 عامًا نُشرت مؤخّرًا، أن ميلانيا ترامب حصلت على وظائف عدة كعارضة في الولايات المتحدة بقيمة 20.056 دولار في 7 أسابيع قبل حصولها على إذن قانوني للعمل في البلاد، وظهرت هذه التفاصيل في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية المريرة لزوجها المرشح الرئاسي دونالد ترامب والذي اتخذ اتجاها متشددا بشأن قوانين الهجرة ومن ينتهكونها، وزعمت ميلانيا التي حصلت على البطاقة الخضراء في مارس/ أذار 2001 وأصبحت مواطنة أميركية عام 2006 أنها وصلت إلى البلاد بصورة قانونية وأنها لم تنتهك أبدا شروط الهجرة، واستشهدت ميلانيا خلال حملة الانتخابات الرئاسية بقصتها للدفاع عن اتجاه زوجها المتشدد نحو الهجرة.

واقترح ترامب توسيع نطاق الاستفادة من التحقق الإلكتروني الحكومي والذي يسمح إلى أصحاب العمل بالتحقق مما إذا كان المتقدمين للعمل يحق لهم العمل أو لا، مشيرًا إلى أن القانوني الاتحادي يمنع الدفع غير  القانوني للمهاجرين، وأفادت  ميلانيا من خلال محاميها أنها جاءت إلى الولايات المتحدة للمرة الأولى من سلوفينيا في 27 أغسطس/ أب 1996 على تأشيرة للزوار ثم حصلت على تأشيرة العمل في 18 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1996، إلا أن الوثائق التي حصلت عليها أسوشيتدبرس توضّح أنها حصلت على راتب 10 وظائف كعارضة بين 10 سبتمبر/ أيلول و15 أكتوبر/ تشرين الأول خلال الفترة التي تسمح لها التأشيرة خلالها فقط بالبحث عن عمل دون القيام بعمل مدفوع الأجر في البلاد.

وتشير الوثائق إلى أن وظائف العمل كعارضة تقع خارج حدود تأشيرة ميلانيا، ومن المستبعد أن يؤثر هذا الاكتشاف على وضع جنسية ميلانيا، ويمكن للحكومة أن تسعى إلى سحب الجنسية الأميركي من المهاجرين في حالة إخفاء الحقائق الخاصة بجنسية الشخص عمدا، لكن الحكومة لا تتصرف بهذا النحو إلا في الحالات الفجة التي تنطوي على الإرهاب أو جرائم الحرب، وجاء الكشف عن المال الذي تقاضته ميلانيا في ظل قيامها بدور هام في الدعوة لترشيح زوجها ترامب.

وتحدثت ميلانيا في أول خطاب لها الخميس عن عملها كعارضة في أوروبا وقرارها بالقدوم إلى الولايات المتحدة، مضيفة: "أردت تتبع أحلامي في مكان يتيح لي الحرية والفرص الوفيرة، ولذلك جئت إلى هنا، العيش والعمل في أميركا نعمة حقيقية لكن أردت شئ أكبر من ذلك، أردت أن أكون مواطنة أميركية"، وتضمنت الوثائق التي حصلت عليها وكالة أسوشيتدبرس الدفاتر والوثائق المحاسبية واتفاقية إدارة وقعتها ميلانيا من شركة Metropolitan International Management والتي غطت حفلات في 1996 و1997، وحصلت الوكالة على هذه الوثائق التي سعت إلى طلبها منذ أغسطس/ أب من العاملين في شركة العروض.

وقام محامي الهجرة مايكل وايلدز بمراجعة بعض الدفاتر بناء على طلب من الوكالة وميلانيا، موضحا  في تصريح مقتضب" هذه الوثائق التي لم يتم التحقق منها لا تعكس سجلاتنا بما في ذلك طوابع جواز السفر"، لكنه لم يذكر إجابات على أي أسئلة إضافية، وأشار وايلد إلى وصول ميلانيا إلى الولايات المتحدة في 27 أغسطس/ أب 1996 بعد يوم واحد من الدفاتر التي تشير إلى رسوم خدمة سيارة لاصطحابها من المطار، ولم تجيب المتحدثة باسم حملة ترامب هوب هيكس على أي أسئلة إضافية من الوكالة ، ورفضت ميلانيا عرض سجلات الهجرة الخاصة بها منذ أثيرت التساؤلات بشأنها في وقت سابق من هذا العام، فيما أطلق وايلدز محامي الهجرة رسالة إلكترونية في سبتمبر/ أيلول أظهرت سجلات هجرة ميلانيا بما في ذلك 7 أسابيع تواجدت فيها ميلانيا في الولايات المتحدة قبل صدور تأشيرة عملها، وخلال هذه الفترة شملت عملاء عملها كعارضة مجلة Fitness magazine ومتجر Bergdorf Goodman، وتضمن اتفاقية الإدارة تاريخ بخط اليد في 27 أغسطس / أب 1996 وأشارت الوثيقة إلى أنها ليست اتفاق للعمل.

وكانت الوثائق جزءًا من نزاع قانوني متعلق بحل الشركة في أواخر التسعينات وعثر عليها مؤخرا مُخزنة، وسردت دفاتر المحاسبة للشركة على مئات الصفحات، وتم التصديق عليها من قبل موظف سابق كان يعمل في الشركة في هذا الوقت، وتحدّث الموظف دون الكشف عن هويته خشية الانتقام من حملة ترامب، وأوضح الشريك السابق باولو زامبولي أنه وظف ميلانيا وجاءت إلى الولايات المتحدة للعمل كعارضة، وأن لغة الوثائق استخدمتها بالفعل شركته كما ظهر توقيعه عليها، ويشبه توقيع ميلانيا على العقد توقيعها على رخصة زواجها المسجلة عام 2005، وأفاد زامبولي بشأن تاريخ الوثيقة إلى أنه عادة يقضي أجازته في أوروبا كل أغسطس/ أب ويقوم بترتيب العقد لتنفيذه رسميا عندما يعود إلى نيويورك بعد عيد العمال إلا أن ميلانيا وقعت على العقد مبكرا بمعدل 8 أيام، موضحًا أن ميلانيا حصلت على تأشيرة عمل قبل العمل بشكل احترافي في الولايات المتحدة، وبين زامبولي أن دفاتر ميلانيا متسقة مع المطبوعات التي كانت تستخدمها الشركة في ذلك الوقت، لكنه أشار إلى أن الأمور المالية من اختصاص المدير المالي للشركة والذي توفي حينها.

وألمح زامبولي إلى أنه لا يتذكر أن ميلانيا عملت دون إذن قانوني، مضيفًا : "حقا لا أعرف أنه قبل 20 عاما، العقد يبدو حقيقيا"، ولا يُسمح للأجانب باستخدام تأشيرة الزيارة للعمل بأجر في الولايات المتحدة، لأن في ذلك انتهاك لشروط هذه التأشيرة، وربما يتسبب ذلك في منع أي أجنبي من تغيير وضع الهجرة الخاص به في البلاد أو منعه من العودة إلى الولايات المتحدة مرة أخرى دون إذن، وبدأت تشغيل نظام التحقق الإلكتروني عام 1997 بعد مجيء ميلانيا إلى البلاد وتوسع بشكل كبير في البلاد بعد عام 2007، وتذكر بعض الدفاتر ميلا باسمها المهني وتفاصيل مشاركتها مع وكالة العروض من 18 يوليو، تموز 1996 حتى 26 سبتمبر/ أيلول 1997، وتشير وثائق أخرى إلى ميلانيا لاسم "ميلانجا كنوس" وحصولها على 20.526 دولار كأرباح في الفترة  التي سبقت حصولها على تأثشيرة العمل في 18 أكتوبر/ تشرين الأول.

وأظهرت الوثائق أن شركة العروض دفعت إيجار منزل ميلانيا وأقرضتها المال، وأتيحت بعض الوثائق عبر موقع True.Ink ثم حصلت عليها أسوشيتدبرس، وأدارت شركة Metropolitan International Management وظائف نحو 65 امرأة من 1996-1997 وفقا لسجلات المحكمة، ودفعت الشركة إلى النساء كمتعاقدين مستقلين وحصلت على 20% كربح مع خصم المصاريف، وأوضحت الدفاتر أن الشركة خصمت الضرائب الاتحادية من الأرباح الإجمالية للعارضات بما في ذلك ميلانيا.