البرود العاطفي أو الجنسي

 أكدت دراسة للباحثين في شؤون الأسرة والمشاكل الزوجية في جامعة أدنبرة، أن البرود العاطفي أو الجنسي هو المنبع الحقيقي للمشكلات الزوجية، التي تخرج متخفية في شكل أسباب أخرى تافهة يتحجج بها الزوجان  من دون أن يصارحا بعضهما ولو مرة واحدة بالسبب الحقيقي لخلافاتهما.

وبيّن الباحثون أن البرود العاطفي هو السبب الرئيسي للخلافات الزوجية، وأن الزوجين غالبا ما لا يتحاوران بطريقة حضارية عن حياتهما المشتركة، فيهبط البرود بينهما ويغلّف الصمت جدران حياتهما، ولا ينكسر هذا الصمت إلا بإثارتهما مشاكل متعددة لأسباب تافهة جدًا ويتجنبان الحوار بصراحة بشأن مشاكلهما الحقيقية، كأن يكون أحد الطرفين أو كلاهما غير راض عن العلاقة الجنسية في الزواج، مما يؤثر سلبًا على حياتهما بشكل عام وعلاقتهما الزوجية بوجه خاص.

فمشاكل الأولاد والمصروفات المنزلية وغيرها خلافات يفتعلها الزوجان، وتخفي همّا حقيقيا أكبر لخلافاتهما، لكنهما لا يريدان الإفصاح عنها.. لا يريدان الاعتراف بأن البرود العاطفي الذي جمّد علاقتهما هو السبب الحقيقي لخلافاتهما ومشاجراتهما التي قد تتحول إلى طقس زوجي يومي.

ومن جانبه يؤكد الدكتور تامر الجنايني، خبير العلاقات الأسرية في مصر، أن الأصل في العلاقة بين الرجل والمرأة، هو أن تكون هذه العلاقة إيجابية، كما يؤكد في نفس الوقت على أن العلاقة العاطفية بين الزوج والزوجة هي أهم شكل من أشكال العلاقات الإنسانية، مشيرا إلى أن الإنسان بطبيعته يبحث عن العاطفة كأحد احتياجاته الشخصية.

ومع تكرار المواقف السلبية تتراجع المشاعر بين الطرفين ويبدأ النفور بالظهور، ومع هذا النفور تتحوّل المشاعر السلبية إلى كراهية تبدأ من طرف وقد تصبح متبادلة بين الطرفين، لتتحوّل المشاعر الجميلة التي بدأت بها العلاقة الزوجية إلى مشاعر سلبية تؤسس لبرود عاطفي وزهد في العلاقة، وهنا يحدث الانفجار الذي قد ينتهي بالطلاق أو بأسوأ من الطلاق في بعض الحالات الحادة.

كما أن أخطر النتائج التي ترافق مع البرود العاطفي وتشكّل خطورة على الصحة النفسية لكل من الزوج والزوجة زهد كل طرف في العلاقة الجنسية، مما ينذر بعواقب وخيمة تعصف باستقرار الحياة الزوجية.