القاهرة - سعيد فرماوي
ارتفعت معدلات الطلاق في مصر مؤخرًا، إذ بلغت وفقًا لإحصاء للأمم المتحدة 20 حالة في الساعة أي ما يعادل 170 ألف حالة سنويًا ، برزت الحاجة إلى مراكز تأهيلية للشابات والشبان قبل بدء حياة زوجية لتحصينها من انهيارات سريعة، علمًا أن المراكز التي تعد حديثة نسبيًا في المجتمعات العربية وجدت قبل وقت طويل في الغرب.
وتتبع مراكز التأهيل برامج تهدف إلى توعية المقبلين على الزواج حول بالعقبات المتوقعة وسبل التغلب عليها. وتقول أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة عين شمس ومديرة مركز "حياة" لتأهيل المقبلين على الزواج الدكتورة منال زكريا "تتضمن البرامج ما يعرقل الحياة الزوجية في شكل نصائح نفسية واجتماعية وحميمية ونصائح تربوية تتصل بالأبناء"
وأشارت إلى انتشار حالات فقدان الشعور بالاستقرار والأمان بين الأزواج، قائلة "كل منهم يطلب الاستقرار دون أن يقدم المسؤولية تجاه الآخر أو يبذل جهدًا لتحقيق الاستقرار للطرف الآخر، وهو ما يفسر أزمة الاستمرارية في العلاقات الزوجية، خصوصًا بعد أن يثقَلوا بالمسؤوليات".
ولفتت إلى نصيحة أساسية تتوجه بها إلى تلك الحالات في المشاركة بينهما في كل شيء، سواء في العمل أو الأعمال المنزلية أو تربية الأبناء، فالمشاركة تمنح الطرفين الإحساس المطلوب بمساندة الطرف الآخر، وهو ما يزيد العلاقة تماسكًا.
ويقول رياض نصر الدين "مدرس" أحد المترددين على تلك المراكز "ذهبت إلى مركز تأهيل قبل زواجي بـ 6 أشهر بعدما سمعت عنهم من بعض أصدقائي ، ثراء التجربة التي ساهمت في تكوين حياته الأسرية ، لدي الآن طفلان وحياتي هادئة ، ومن أهم النصائح التي استمدها من التجربة حول ضرورة الحفاظ على احترام متبادل بين الزوجين، إذ إن فقدانه يؤدي إلى تدهور الحياة الزوجية إلى أن تتلاشى وتصبح بلا معنى، ما يزيد معدلات الطلاق أو الانفصال الوجداني بين الزوجين داخل المنزل حتى لو لم يحدث الطلاق فعلياً حفاظاً على الأبناء أو لاعتبارت اجتماعية أخرى".
وأشارت إناس العسال "طبيبة" إلى أنها لجأت إلى مركز متخصص في الإرشاد الأسري قبل زواجها بشهرين، وأقنعت خطيبها بمرافقتها إلى هناك، بعدما لاحظت ارتفاع معدل المشكلات بينهما خلال مراحل التجهيز لـ"الزفاف" ، وقد استفادا كثيرًا من تلك التجربة.