بيروت ـ غنوة دريان
يضعك القدر في موقعٍ تخشاه معظم النساء إما لحساسيته أو لصعوبته وهو أن تكوني زوجة أبٍ بمعنى أن ترتبطي برجلٍ متزوجٍ ولديه أطفال. إما فقد زوجته بمرضٍ أو طلاقٍ أو غير ذلك فهل فكرت أي نوعٍ من الأمهات والزوجات ستكونين وكيف تكونين زوجة أب صالحةً. اعلمي أن أطفال زوجك هم أطفال في المقام الأول والأخير فلا تعامليهم على أنهن بالغون ويفهمون ما يفهمه ويدركه الكبار.
ادرسي الوضع جيداً قبل الارتباط وتعرفي على طبيعة الأطفال ومستواهم العمري والنفسي والفكري وعلى سبب بعدهم عن والدتهم لأن وفاة الأم يؤثر بشكلٍ مختلفٍ عن الطلاق وتذكري دائماً أن هؤلاء الأطفال مسؤوليتك أمام الله فلا تقبلي هذه المسؤولية إن لم تكوني قادرةً على تحملها. حاولي أن تظهري للأطفال مدى حبك لهم ولا تحاولي إطلاقاً تذكيرهم بوالدتهم لأنهم لن يضعوك مكانها بل اجعليهم يحبونك لشخصك لا لأنك تقلدين والدتهم.
تفاهمي أنت وزوجك على نمط العلاقة بينكما وكيفية حل خلافاتكما بشكلٍ متعقلٍ وواعٍ بعيداً عن الأطفال لكي لا يربطونك بالمشاكل والتوتر في الأسرة. إياك أن تقولي للأطفال أنتم لستم أولادي أو أي عبارة من هذا القبيل مهما كان السبب لأن الأطفال لا ينسون ولا يغفروا لك هذا الجرح ولو كان غير مقصود. اعرفي ما يحبون وما يكرهون وحاولي أن تعززي هواياتهم وأنشطتهم وتدعميهم بحبك وتفاعلك معهم ومع رغباتهم.
لا تفرضي عليهم اَرائك من البداية أو توجهي لهم الأوامر بل اجعليهم يشعرون معك بالأمان ثم تحولي من دور الصديقة إلى الأم المرشدة. حاولي أن تقربي بين الأطفال لكي لا يشعر الكبار أنك تميلين للصغار أكثر منهم فينشأ بينهم نوع من الغيرة والحساسية بسببك. إذا رزقت بأبناء مهدي لأطفال زوجك أن القادم هو أخوهم أو اختهم ولا تحاولي أن تفرقي بينهم أبداً.
نبهي أهلك وأصدقائك بضرورة معاملة الأطفال وكأنهم أطفالك لكي يشعرون أن بيئتك وعالمك يتقبلهم ويحبهم وأنهم ليسوا أغراب. الأطفال دائماً يحتاجون لقدرٍ كبيرٍ جداً من الحب والاهتمام فكوني أماً صالحةً لهم وإن لم يكونوا أبنائك لأان الأم الحقيقية هي الام التي ترعى وتربي وتعطف وليست التي تحمل وتنجب فقط.