سيدني ـ أسعد كرم
كشفت دراسة أجرتها جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية في سيدني، أن المشاعر السلبية مثل الخوف والغضب والاشمئزاز لها عدة فوائد، حيث تساعد على تمييز وتجنب التهديدات والمخاطر والتغلب عليها، إذ يمكن للحزن أن يجتاح المشاعر في أي لحظة، فمن منا لا يشعر بالإحباط بين الحين والآخر، لأي من الأسباب، سواء كان حزنًا على موت أحد أفراد العائلة الذين نحبهم.
وأكد الباحثون أن الغضب ينشط الذاكرة، حيث كانت قدرة أولئك الذين شاركوا في الدراسة على تذكر أحد المحلات التي غادروها لتوهم أكثر وضوحًا منها عندما كانوا سعداء، ويمثل المزاج السيء، وفقًا للباحثين، إشارة لتحذير الجسم، حيث يتعمق العقل في عملية التفكير ويصبح أكثر انتباهًا وتركيًزا في المواقف الصعبة، ما يُعد وسيلة فعالة للتغلب على المشاكل.
وتوصل الباحثون أيضًا، إلى أن "تحيزاتنا وأحكامنا تكون أقل غموضًا وأكثر استقرارًا عند الاعتراض، وهذا يعني أنه إذا قال لك شخص ما معلومات خاطئة، فسوف تكون أقل عرضة لتصديقها"، فأولئك الذين يشعرون بالغضب يميلون إلى بذل محاولاتٍ أكبر، مما يؤدي إلى الإجابة على الأسئلة في الاختبارات بشكل أفضل، كما يكونون أفضل في إقناع الآخر بتبني رأي معين، وكان ينظر إلى الحزن منذ فترة طويلة على أنه امتداد للإبداع الفني، وهذا هو السبب في أن الموسيقيين يغنون بانتظام عن الانفصال وعن تجارب الحياة الصعبة.
وركزت الدراسة على تبديد الأسطورة القائلة بأن الثروة والسعادة هما الطريقتان الأسهل للوصول للرضا في الحياة، فعلى عكس الاعتقاد الشائع، لن يمنحك التفاؤل بالضرورة شعورًا طويل الأمد بالسعادة. وتقول الدراسة: "وضعنا لأنفسنا هدفًا لا يُمكن تحقيقه، من خلال تمجيد السعادة وإنكار فضائل الحزن، وهو ما يتسبب في مزيد من خيبة الأمل، أو حتى الاكتئاب".