دمشق - نور خوام
أباحت فتوى أطلقها تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" المتطرفان لكل من حمل السلاح، هتك أعراض النساء في سورية. وتقول هذه الفتوى: "يحقُّ للمقاتل في سبيل الله أن يحظى بالمتع الدنيوية وأن يرفه عن نفسه مع النساء بعد مشقة القتال، على أن تكون قد بلغت الفتاة الرابعة عشرة أوتكون مطلقة أو أرملة، وذلك بعقد زواج "المناكحة" الذي يستمر لساعات فقط لتتمكن المرأة من الزواج بأكبر عدد من المجاهدين ..ولها ثواب كبير على عملها عند الله".
إذًا هذه إحدى الفتاوى التي أباحت لكل من حمل السلاح، هتك أعراض النساء في سورية و استهدفت العبث بعقول الفتيات وحملهن للممارسة الدعارة طمعا بالثواب المزعوم و بال 200 دولار أميركي التي يدفعها المجاهد مهرًا لها قبل الزواج .
وينطبق الحال نفسه على "جهاد النكاح " الذي أفتى به بعض شيوخ التطرف والذي يحض الفتيات على ممارسة الجنس مع المقاتلين وخاصة الأجانب منهم، بحجة أن هذا هو جهاد المرأة و هذا واجبها وتؤجر عليه بدخول الجنة بلا حساب و بمبلغ لا يقل عن 300 دولار لكل مقاتل تجاهد معه...وبعض الفصائل المتشددة وضعت برنامج زواج للفتيات للإلتزام به طوال أيام الأسبوع حيث يجب على الفتاة الزواج ب 6 إلى 8 مقاتلين في اليوم الواحد .
والمقاتل الذي لا يجد وقتا لإجراءات الزواج البسيطة كون المعركة لم تنتهِ بعد، فيكفيه أن يدخل اي بيت ويختار الفتاة التي تعجبه و يكبر عليها ( يضع يديه على رأسها ويقول الله أكبر ) لتصبح حلاله و يمارس الجنس معها أمام أخوتها و والدها .
ولأن المقاتلين الأجانب قد وعدوا بتلبية كل حاجاتهم عند وصولهم الى أرض المعركة، فإن المجاهد يتزوج فتاة في كل مدينة أو قرية يشارك في تحريرها، وتعتبر تلك الفتاة من غنائم الحرب حتى لو كانت متزوجة . فيما فرضت بعض التنظيمات المتطرفة على أهالي المدن التي يدخلونها تقديم بناتهم غير المتزوجات للمجاهدين للزواج بهن طوال فترة بقائهم .
و كل ما سبق لا ينطبق على الفتيات غير المسلمات لأنهم يعتبرن سبايا ويحق للمجاهد ممارسة الجنس ممعهن أو بيعهم لمجاهد آخر .و يعمل بهذه الفتاوى و الممارسات في مناطق سيطرة فصائل المقاتلين الأجانب التابعة التنظيمات الإسلامية المتشددة "تنظيم داعش" و "جبهه النصرة " في مناطق "الرقة و دير الزور و ريف إدلب و ريف حلب و جبال اللاذقية "، لكن أكثر من يمارسها هم المجموعات المسلحة المبايعة شكلا لتنظيمي "داعش والنصرة"، وهما في الأصل مجموعات قطاع طرق ولصوص استغلت الفراغ الأمني لتأسيس إمارة حرب، كما هو الحال في "مخيم اليرموك و ريف درعا و ريف حمص الشمالي و بعض مناطق ريفي حلب وإدلب والرقة و دير الزور ".
وروت عدة عائلات في مدينة دير الزور معاناتها مع فتاوى تنظيم "داعش" وكيف يعاقب الأب في حال مخالفته لأوامره بإعطاء بناته له، وأن هناك نساء متعاونات مع تنظيم "داعش" يقضي عملهن بدخول البيوت بحجة الزيارة والبحث عن الفتيات الجميلات المختبئات و تبليغ عناصر التنظيم عنهن ليأتوا بهن لاحقا و يطالبوا بحقهم بالزواج بهن . و وفضلت عدة الفتيات الهروب في الصحراء على الزواج القسري بعناصر التنظيم .
أما في مخيمات اللجوء ومناطق سيطرة القوات الحكومية فيتخذ الزواج وجوها أخرى حيث يلجأ بعض الفقراء الى تزويج بناتهم للشخص الذي يدفع أكثر، و يتم ذلك أما عن طريق وسطاء أو عن طريق برامج التواصل الإجتماعي حيث يكون السعر الأغلى للفتاة الأصغر عمرا .. ويتم الإتفاق على المهر و الذهب و مدة الزواج عبر الوسيط بعد أن يرى العريس صورة أو مقطع فيدو للفتاة المطلوبة ثم يتم السفر في الغالب إلى لبنان "بالنسبة لسكان الداخل السوري" ويحضر العريس ليدفع النقود ويأخد الفتاة إلى بيت مستأجر بعد أن يتزوجها بعقد (زواج متعة ) أو (زواج التمتع ) محدد المدة ليطلقها بعده و يعيدها لأهلها ليجري بعضهم لها عملية ترميم غشاء بكارة و تزويجها ثانية على أنها عذراء ليرتفع السعر أكثر
بينما تمارس بعض النساء و الفتيات بسبب الفقر و ظروف النزوح مهنة "الدعارة الشرعية" حيث يتم الأتفاق مع رجل دين مزيف ليكون ولي أمر السيدة التي بدورها تكون قد اتفقت مع الزبون على مدة العلاقة و المقابل المادي ..ثم يتم عقد الزواج تحت اي مسمى يتفق عليه الطرفان (زواج متعة -زواج مسيار - زواج بنية الطلاق ..الخ ) بدون أن يكون له أساس شرعي