بغداد – نجلاء الطائي
يستعسد الكثيرون ذكرى أولى الطبيبات في العراق سانحة أمين زكي، في "بيت المدى" في شارع المتنبي بحضور العديد ممن واكبوها وتتلمذوا على يدها .
عن ابنة عمه يتحدث المهندس المعماري هشام المدفعي قائلًا " إننا نصغرها وكنا نعدها بطلة في العائلة، سانحة ابنة عمي كانت الأولى في تلك الفترة بالنسبة لنا وهي أنموذج يُقتدى به، أنا بقيت معها حتى السنوات الأخيرة وزرتها في بيتها في إنجلترا."
كانت سانحة ولمعان بنات السيد أمين زكي صديقات لوالد هشام المدفعي، كُن يتحاورن معه بالأدب والشعر والكتب وقواميس اللغة ويتحدثون عنها، يذكر المدفعي أن سانحة "واحدة من شخصيات جيلها الذين عملوا على بناء العراق الحديث، وهي واحدة من السيدات اللاتي فتحن الطريق في بناء المجتمع وخروج المرأة لحياة العمل."
تخرجت سانحة أمين زكي عام 1943 وسمحت لها الفرص في الدراسة في إنجلترا وأميركا وشاركت في مؤتمرات عراقية ودولية في الطب ومجالات أخرى، ويذكر المدفعي أنها "واحدة من عشرات بنات العائلة وسيدات العائلة ذكرتهنّ سانحة وذكرت صورهنّ أيضا في مذكراتها."
*مثّلت الحداثة العراقيّة
اسمها يتذكره الأطباء جميعًا، حيث يذكر ممثل نقابة الأطباء جاسم العزاوي أن الراحلة "حققت الكثير من الأمنيات والأفكار وقد سمحت الظروف لها آنذاك بتحقيق هذه الأشياء."، فلم يشِر العزاوي إلى سيرة الراحلة، بل ذكر أهم مزاياها قائلًا" إنها طبيبة وامرأة وإنسانة ومثقفة وباحثة وهي حبيبة في قلوب الأطباء، إنها من أوائل الطالبات وليست الطالبة العراقية الأولى في كلية الطب، ذلك أن هنالك طالبة مسيحية ارمنية قبلها وكانت سيرتها للذين يذكروها أنها مثال الأدب والرزانة والكياسة."
*كتاب مذكّراتها
تحدث عن كتابها وأهمية ما جاء به، طالب الدكتوراه بكر الراوي حيث يذكر أن" في كتابها نجد تعاريف عن وسائط النقل والأعراف والتقاليد، ومصدر الحياة الاجتماعية الذي نحن الآن بحاجة إليه لم تكن سانحة مجرد حداثة محدودة بل حداثة محافظة لم تمنعها رسالة الماجستير أن تكمل دراستها."
لم تختص بالطب فحسب بل إنها ناشطة أيضا .يؤكد الراوي "أنها كانت تجد الحلول حيثما تكمُن، وقد وجدت ذاتها في دراستها النفسية للإمراض النسائية، كما أشارت في مذكراتها إلى عائلتها وماذا فعلت العائلة ودورها في نشأة فتاة دخلت في معترك الطب والسياسة حتى في المذكرات العسكرية والحياة السياسية والاجتماعية في العراق."