بغداد – نجلاء الطائي
تهامست فتاة مع صديقتها (26عاماً) في ليلة زفافه بشأن قدرتها هذه الليلة، على أن تكون أكثر إثارة واضعة بين يديها "علكة الإثارة الجنسية "، طالبة منها أن تتناولها علكة واحده لتساعدها في قضاء ليلة سعيدة، وهي بكامل العنفوان .
رويدة همست في أذن علياء (أنني متخوفة من هذه الليلة )، طالبة منها أن تضع العلكة في حقيبتها الخاصة، المخاوف انتهت بعد ساعة من زفاف رويدة من دون الاستعانة بالعلكة تساءلت : "هل نحن في الاتجاه الصحيح بعد أن استطاع العديد من الشركات العالمية الدوائية إنتاج العديد من المنتجات تحت مسميات الاثارة الجنسية للنساء والرجال واستخدام أشكال مختلفة في الإعلان والدعاية ، بل وصل الأمر في اتباع وسيلة جديدة لإثارة النساء والفتيات جنسياً غير العلكة من خلال عبوات مصنعة خصيصاً للنساء تشبه النسكافيه وغيرها من العبوات و أنواع مختلفة".
الدكتور الاختصاص بالأمراض القلبية بدري فاضل أشار أن ظاهرة استخدام المنشطات الجنسية من قبل جميع الشباب أصبح أمراً شائعاً جداً ونستغرب من استخدامه من قبل الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 24 سنة، ووصل الأمر في استخدامه ليلة الزفاف .
بدري أشار إلى أن تناول هذه الاصناف من دون وصفة طبية ستسبب آثاراً جانبية ليصل الأمر إلى فقدان السمع أو تعرض نوبات القلب إلى ارتفاع فى النبض مما يتطلب الذهاب به الى صالات الطوارئ في المستشفى القريب.
وحذر أطباء بريطانيون من أن الأدوية الجنسية والعقاقير الأخرى المشابهة الاثارة الجنسية كان لها علاقة بآثار جانبية، وبالرغم من التحذيرات التي يطلقها الاطباء عن إمكانية إصابة مستخدمي هذه العقاقير لمشاكل سمعية بفقدان السمع الحسي العصبي وهو فقدان سريع للسمع بإحدى أو كلتا الأذنين قد تم ربطها بتعاطي العلكة والنسكافي.
بدري أوضح أن استخدام هذه المنشطات لا تكون للأثارة الجنسية فلهذه المنشطات استخدامات طبية ولكنها محدودة لعلاج بعض حالات الضعف الجنسي الناتج عن نقص الهرمون الذكري والانثوي في الجسم أو المصاحب لحالات الضعف العام ولا يتم استخدامها إلا بعد تشخيص السبب الذي أدى إلى الضعف الجنسي .
بدري رأى أن زيادة الاثارة الجنسية لا تزيد بالمنشطات الجنسية لأنها صفة من الصفات الطبيعية لكل أمراة تدخل في اكتسابها عوامل عديدة منها العوامل الوراثية للجنس والأسرة ومنها البيئة وطبيعة المعيشة وبنيان الجسم والتغذية وغيرها وقد تكون من هذه العوامل قدرة الفتاة الجنسية التي تظل صفة من صفاتها طوال حياتها وتتأثر هذه القدرة الجنسية بالعوامل النفسية التي يمر بها الإنسان على مدى حياته فنجد أنها قد تزداد وتنقص بتأثير عوامل نفسية معينة إلا أنه بزوال هذه العوامل تعود القدرة الجنسية إلى صورتها الطبيعية.
الدكتور محمد رحيم حسن اختصاص طب نفسي يشير أن هذه الظاهرة ليست محلية بحسب، بل هي ظاهرة عالمية انتشرت بشكل سريع وواسع خصوصاً في البلدان العربية لكننا وبسبب عزلنا عن العالم الخارجي لسنوات طوال لم نطلع على هذه الأمور .
رحيم أوضح أن الانفتاح في مجال عالم الانترنيت والفضائيات وامكانية الدخول الى أي موقع او أية محطة عالمية جاءت بالمساوئ للعديد من المجتمعات المحافظة ولا ننكر اهمية الانترنت ومميزاته العديدة الا اننا ايضا نعيب عليه بعض أضراره وعيوبه إلا أن للإنترنت عيوبه وأضراره فهو يسبب العزلة الاجتماعية فالجلوس على الانترنت لساعات طوال للتصفح او الاطلاع على الأخبار وكذلك الدخول إلى غرف الدردشة والشات لساعات طوال وكذلك قيام بعض الشركات الاوروبية والأجنبية بالغزو الثقافي في مجتمعنا عن طريق الانترنت وترسيخ العادات والقيم السلبية في مجتمعنا وتغيير وجهة النظر السليمة في قضايا الوطن والدين الى وجهة النظر الخاطئة فلا بد من التوعية الموضوعية للشباب والاطفال ولابد من ذكر ان عيوب الانترنت ترجع الي الاستخدام الشخصي وليست كل من يستخدم الأنترنت فهو منعزل او هو يُقلد عادات غير سليمة وغير مطابقة لعاداتنا وتقاليدنا، بل لابد من متابعة ابنائنا متابعة جيدة حتى لا نعطي الفرصة ليسلكوا سلوك مَن يستخدمون الانترنت وينعزلون عن المجتمع ، مشيراً الى ان الاستخدام المفرط للادوية الجنسية واحدة من هذه الأمور مثل استخدام المنشطات الهارمونية في بناء الاجسام، بل وصل الامر الى صرف أموال طائلة على هده المواد المنشطة وهي موجودة ومتاحة للجميع في الاسواق .
الدكتور الصيدلاني ياسر عشير صاحب صيدلية يوضح ان انتشار هذه العلكة وبيعها في الشوارع من دون رقابة أمر خطير جداً على صحة متعاطيها. محذراً من استخدامها لاسيما انها تباع بأسعار ما يبن الف وخمسة آلاف دينار للشريط وهي غير مرخصة من قبل وزارة الصحة بالإضافة الى معرفة جهة المستورد او المصدر الذى ادخلها للبلاد. عشير أشار الى ان العديد من الشركات المحلية تتنج هذه العلكة وهي مرخصة وهناك انواع اخرى تباع فى الصيدليات وهي مواد مفحوصة وتصل اسعارها ما بين الف ومائة وعشرين ألف دينار .
وأضاف عشير أن الشركات العالمية بدأت بإنتاج انواع اخرى من المنشطات الجنسية تستخدم من قبل النساء وهي موجودة في الصيدليات ومرخصة ، ولا نخفي سراً أن المواد لها اقبال شديد من قبل افراد المجتمع من النساء والرجال ولمختلف الاعمار .
وأوضح أن المجتمع العراقي يفتقر الى العديد من الامور بسبب الاوضاع التي تعيشها البلاد كالوضع النفسي وان التوجه لاستخدام هذه المنشطات تعــد كأحد الأمور التي تسهم في سعادة الانسان . محذراً من مساوى الاستخدام المفرط اذ تترك آثاراً جانبية تتباين من فرد لآخر مثل ان يكون ضيقاً في التنفس مع ارتفاع ضربات القلب أو الإصابة بأزمات قلبية والشعور بهبوط عام في الدورة الدموية.
وأشار إلى ان تناول مثل هذه المنشطات يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي الذى يحدد الجرعات، وفقاً لطبيعة الحالة وذلك لضمان تجنب الأعراض التي قد تحدث إما لتناول منشطات غير أصلية أو تناولها بشكل خاطئ آو ربما تناول المنشطات غير الأصلية أو المغشوشة التي قد لا تحتوى على المادة الفعالة كما قد تؤثر بشكل ضار على صحة الإنسان، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة.
فيما كنا نبحث على معلومات تعطي للتحقيق أكثر أهمية فوجئنا أن المنشطات الجنسية الخاصة للنساء تباع بشكل معلن وان كميات كبيرة يتم شراؤها من قبل النساء تحديداً والمتمثلة بالقهوة والعلكة والقطرات التي تضع مع العصائر وغيرها من المشروبات .
جاسم محمد يعمل في صيدلية رفض الكشف عن اسمها أوضح ان أستخدم تلك المنشطات من قبل النساء محدودية استعمالهن . جاسم أكــد ان هذه المنشطات تباع بأسعار متفاوتة ولكن استخدامها الكثير يسبب أمراضاً جانبية .
المهندس احمد نائل 36 عاماً يشير ان استخدام المنشطات الجنسية فى العراق يكثر استخدامها فى مناطق المدن تحديداً وتناولها عند الشباب نتيجة عوامل عدة مثل البطالة او الترف الموجود لبعض العوائل وتوفر وسائل الاتصال والنت وغيرها من الامور ونتيجة متابعتي لهذا الموضوع شاهدت ان المناطق الريفية وغيرها من المناطق المحددة بالعوامل الدينية والاجتماعية بصفون من يستخدم هذه المنشطات بالإنسان الفاشل عكس ما يشاع في المناطق الاخرى .
مدير إعلام صحة بغداد الرصافة قاسم عبد الهادي اشار ان صالات الطوارئ المنتشرة في عموم المؤسسات الصحية التابعة للدائرة تستقبل العديد من الحالات الحرجة مثل ارتفاع ضغط الدم او أعراض اخرى تشير الى استخدام كميات من ادوية المنشطات وحين يُسأل ينكر المريض لها بسبب وضعه الاجتماعي خصوصاً للمتزوجين وكذلك الشباب وقد اصبحت حالة عادية .
قاسم أوضح ان اللوم سيقع على الطبيب او المؤسسة الصحية في حال عدم إسعافه بشكل سريع لكن التساؤل هنا كيف يمكن ان بعرف الطبيب حقيقة متناوله من كميات ربما يصل الامر الى أكثر من حبة في الساعة او استخدام ثلاث حبات في وقت واحد وربما يصل الى حالة الوفاة .
الأدوية الداخلة للبلاد غير مرخصة
مصدر في قسم المؤسسات غير الحكومية في مكتب المفتش العام في وزارة الصحة أوضح أن جميع الأدوية التي تباع في البسيطات والاماكن غير المرخصة هي أدوية مهربة دخلت للبلاد عن طريق التهريب لاسيما ان هناك تجارة تعمل منذ عشرات السنين في هذا المجال .
المصدر اشار أن مسؤوليتنا مشتركة ما بين الوزارة والمواطن وبرغم نداءاتنا المتكررة عبر وسائل الإعلام على تجنب المواطن من شراء الادوية من الاماكن غير المرخصة نرى العكس.. وعن ادوية المنشطات الجنسية فهناك تصنيف لها ألاولوية التي يتم استيرادها من قبل القطاع الخاص او المنتج المحلي وهذا يخضع للفحوصات المختبرية وتمنح بها الإجازة والصنف الثاني وهي عن طريق التهريب وتباع بأسعار رخصية.
سجاد عامل في أحد المـذاخر الدوائية في الطالبية يوضح أن استيراد هذه المنشطات يتم من دولة الصين الشعبية وبعض الدول العربية وهي المصدر الرئيس لهذه المنشطات حيث تصنع هناك او تعبر من دول أخرى وهي معروفة للمتعاملين بها والأنواع الشائعة للمنشطات الجنسية منها (ملك النمر) و(الخرتيت) وأنواع (البخاخ) وكذلك عقار (الشهوة) الحاوي على كبسولات اذ لا تتجاوز أسعارها الخمسة آلاف دينار فيما توجد عقاقير اخرى تستخدم كالبخاخ الموضعي للرجال والنساء و(سائل العذراء) الذي يزيد الافرازات المهبلية.
وان ما يثير القلق ان الكثير من هذه العقاقير مزيّف ومغشوش وبعضها يباع على الرغم من انتهاء صلاحيته سنويا.. أطناناً من الأدوية الجنسية المغشوشة وأغلبها على شكل أقراص تقلد المنتج الأصلي لكنها لا تؤدي وظيفته التي صُنع لأجلها. سجاد أشار إلى ان البضاعة الصينية تتصدر قائمة المبيعات في الاسواق المحلية بالرغم من وجود كميات كبيرة منها مهربة .