النجمة أنجيلينا جولي

أدانت النجمة أنجيلينا جولي القادة الأوروبيين اليوم لمشاركتهم فيما وصفته بالسباق نحو القاع نتيجة لاستجابتهم لأزمة اللاجئين التي تجتاح القارة وحثتهم على رفض الانعزالية، مشيرة إلى أن المخاوف بشأن الهجرة سمحت لسياسة الخوف بالنمو، حيث تنافست الدول في مدى حدتها على أمل حماية أنفسهم دون النظر إلى الثمن أو التحدي لجيرانهم، وأتهمت النجمة ومبعوث الأمم المتحدة الخاص للاجئين الدول الأوروبية بإهمال مسؤوليتها تجاه الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية التي دامت 5 أعوام في سورية، وألمحت النجمة الأمريكية في كلمة ألقتها في مقر بي بي سي في لندن صباح اليوم كجزء من تغطية الهجرة العالمية إلى أنها أرادت أن يدعم الناخبون البريطانيون البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو/ حزيزان القادم.

وانتُقدت تعليقات جولي على الفور من قبل المحافظين المتشككين في أوروبا مشيرين إلى أن جولي تخبرهم بكيفية التصويت في الاستفتاء، وأضافت جولي " بعد سنوات عديدة من المحاولات الفاشلة من قبل الحكومات والقاد لفعل الشئ الصحيح نحن غاضبين ونشعر بالخداع والحيرة، وبدأنا نعتقد أنه من غير الممكن تحقيق تغيير دائم، ولكن أسوء خيار ممكن نقوم به هو التراجع خطوات عن العالم، وكانت أخر مرة لوجود هذا العدد من اللاجئينبعد الحرب العالمية الثانية، عندما تعاونت الدول معا لتشكيل الأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأعتقد أن هذه اللحظة حانت مرة أخرى حاليا حتى تتحد الدول معا، ومن السذاجة الاعتقاد بأنه يمكننا حماية أنفسنا في ظل عالم معولم من خلال الابتعاد عن البلدان والشعوب الأخرى، ومع أي مشكلة عالمية في القرن 21 تعد الاستجابات غير المتسقة ليست هي الحل فالعالم غير المستقر هو عالم غير آمن للجميع، وليس هناك حاجز عال يكفي للحماية من هذا الاضطراب، فإذا كانت النار مشتعلة في منزل جارك فلن تكون في مأمن عند إغلاق أبوابك، فالانعزالية ليست قوة والتجزئة ليست حل، فالقهوة تكم في عدم الخوف والعمل مع الآخرين والارتقاء إلى أعلى المثل".

واعتبر نشطاء خروج بريطانيا أن تعليقات جولي بمثابة أمريكي أخر يأتي ليخبرنا ماذا نفعل في التصويت في الاستفتاء، وأفاد النائب المحافظ والمتشكك تجاه الاتحاد الأوروبي بيتر بون أن بريطانيا لديها القدرة على استيعاب مزيد من المهاجرين إذا لم تعد جزء من قواعد حري الحركة للاتحاد الأوروبي، وأضاف بون لجريدة ديلي ميل " من يرغبون في الخروج من الاتحاد الأوروبي ينظرون إلى العالم، نحن نريد التجارة مع العالم ونريد نظام هجرة عادل للعالم أجمع ولا يميز بين الأشخاص وفقا لخلفياتهم المختلفة، نحن نتطلع للخارج في حين أن الاتحاد الأوروبي هو متجر مغلق منعزل، وعند خروجنا من الاتحاد الأوروبي سنظل جزء من الأمم المتحدة وسنستمر في كوننا جزء من G8 وسنظل نلعب دورا رئيسيا باعتبارنا خامس أكبر اقتصاد في العالم، ومن خلال علاقتنا مع البلدان في جميع أنحاء العالم  يننظر إلى الخارج ونتوقف عن التركيز على سوق الاتحاد الأوروبي المتقلص وسنتطلع إلى بقية العالم".

وبيّن النائب المحافظ أندرو بريدجين أن هذا هو ما يتطلع إليه الناس، إنها أمريكية أخرى قادمة لتخبرنا كيف نصوت في الاستفتاء، يجب على الشعب البريطاني أن يفهم أن جميع البلدان في منافسة مع بعضها البعض وتعمل لمصالحها الخاصة، ويتضح أنه من مصلحة الأمريكيين أن نبقى في الاتحاد الأوروبي نظرا لقوة المشاعر الأمريكية المعادية والتي هي في القارة، ولكن هذه التضحية ليست من مصلحة بريطانيا، ويمكن أن نكون حليف أقوى وأفضل لأمريكا كدولة مستقلة ذات سيادة ".

ولفتت جولي إلى أن التهديد المستمر للحرب يعنى أن لا حد في مأمن من أن يصبح لاجئ، مضيفة " لذلك يستحق كل اللاجئين الاحترام على قدم المساواة والرحمة"، وتتوافق تصريحات جولي مع تعليقات المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين  "فليبو غراندي" والذي انتقد هذا الصباح الاتحاد الأوروبي لاستجابته غير المنضبطة لأزمة الهجرة، وأفاد غراندي أن الاتحاد الأوروبي كافي وثري لتقاسم عبء تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط من دون تحويلها إلى قضية سياسية، لكنه فشل في إيجاد حل وكان سببا رئيسيا في حقيقة توطين أقل من 1% من اللاجئين.

وحثت جولي زعماء الاتحاد الأوروبي على العمل بشكل أوثق معا لإيجاد حل لمئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا إلى القارة، مضيفة " أعتقد أن هذه هي اللحظة التي يجب أن تعمل فيها الدول معا، وتحدد كيفية استجابتنا قدرتنا على خلق عالم أكثر استقرارا أو مواجهة عقود من عدم الاستقرار"، وانتقدت جولي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لفتح حدود ألمانيا للاجئين السوريين مشيرة إلى أن هذه الخطوة تضاف إلى استجابة الاتحاد الأوروبي غير المنضبطة للأزمة الانسانية، وذكرت جولي عند سؤالها عما إذا كانت استجابة ميركل واقعية " إنه شئ جميل يوصل للعالم رسالة، ولكننا بحاجة إلى وجود نظام حقيقي وتوضيح كيف يتم إنجاز الأمور بطريقة واضحة، ومن المهم أيضا أن يكون الأمر واضح لدى الناس في البلد المستقبل للاجئين وأن يكون لديهم ثقة أفضل في النظام".

وتفاخر الاتحاد الأوروبي بانخفاض عدد المهاجرين بنسبة 90% إلى اليونان لكنه تجاهل تدفق أعداد كبيرة إلى إيطاليا، وأوضح الاتحاد الأوروبي أن التغير الدراماتيكي في أعداد طالبي اللجوء في الشهر الماضي كانت أقل بكثير من العام الماضي زاعما أن الانخفاض يرجع إلى الاتفاق مع تركيا، إلا أن هذا ربما يرجع إلى إغلاق الحدود اليونانية مع دول البلقان ما دفع الكثير من اللاجئين إلى اللجوء إلى إيطاليا للدخول إلى أوروبا، وبيّنت الأمم المتحدة وصول أكثر من 9آلاف لاجئا إلى إيطاليا الشهر الماضي مقارنة ب 3600 في اليونان وهى المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ مايو/ أيار 2015، وأشارت وكالة حدود الاتحاد الأوروبي فرونتكس إلى دخول أقل من 2700 شخصا إلى اليونان في أبريل/ نيسان، وأرجعت الوكالة التراجع إلى تأثير اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع تركيا والسيطرة على الحدود في مقدونيا اليونانية.

وذكر فابريس ليجري رئيس وكالة فرونتكس " كان انخفاض أعداد الوافدين إلى الجزء اليونانية دراماتيكيا"، موضحا أن إجمالي الوافدين في أبريل/ نيسان أقل من العدد اليومي الذي يصل إلى جزيرة ليسبوس وحدها خلال أشهر الذروة العام الماضي، وأشارت الوكالة إلى انخفاض عدد المهاجرين المسافرين على طول طريق دول البلقان من اليونان ناحية الشمال نحو النمسا وألمانيا والدول الاسكندنافية انخفض أيضا نتيجة ذلك.

وبيّن خفر السواحل الإيطالية أنهم ساعدوا في إنقاذ 801 مهاجرا من قاربين قبالة غرب صقلية أمس ضمت العديد من السوريين وسط مؤشرات على أن اللاجئين من الشرق الأوسط يتجنبون بشكل متزايد الطريق اليوناني إلى أوروبا، ودخل أوروبا أكثر من مليون مهاجر معظمهم من سوريا عبر تركيا واليونان العام الماضي في حين انخفض العدد بشدة منذ شهر مارس/ أذار، عندما اتفقت أنقرة مع الاتحاد الأوروبي على إعادة اللاجئين الذين هبطوا على الجزر اليونانية، وأفادت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "UNHCR" أن القاربان كان يحملان بعض العراقيين ما يمثل أكبر محاولة هجرة جماعية من سوريا والعراق إلى إيطاليا من عام على الأقل.

وكشف بيان لخفر السواحل الإيطالي أن 515 شخصا تم التقاطهم من قارب واحد وتم إنقاذ أكثر من 286 شخصا في عملية أخرى بمشاركة سفينة فنلندية تابعة للبحرية، وأوضح متحدث باسم خفرا لسواحل أن معظم الذين نُقلوا إلى مكان آمن في العملية الأولى سوريين في حين لم يستطع تحديد الجنسيات لمن تم إنقاذهم في القارب الثاني، وأفاد متحدث أخر باسم خفرا لسواحل في وقت سابق أن العملية الثانية أنقذت حوالي 380 شخصا.

وذكرت المتحدثة باسم وكالة اللاجئين كارلوتا سامي أن السوريين والعراقيين أبحروا من مصر بدلا من ليبيا التي كانت نقطة انطلاق لمعظم المهاجرين المتجهين إلى إيطاليا، ووصل إلى إيطاليا 31.250 مهاجرا بالقوارب بحلول 10 آيار/مايو هذا العام، وانخفضت النسبة 14% عن الفترة نفسها العام الماضي وفقًا لوزارة الداخلية، وجاءت الغالبية العظمى من البلدان الأفريقية من نيجيريا وغامبيا والصومال والساحل الأفريقي، وبالإضافة إلى صفقة الاتحاد الأوروبي مع تركيا شددت دول البلقات بما في ذلك المجر والنمسا الرقابة على الحدود في محاولة لردع المهاجرين القادمين من اليونان والذين يتخذون طريق البلقان للاتجاه إلى ألمانيا.