بغداد - نجلاء الطائي
ولاء وحيد الابنة الصغرى والمدللة من قبل جميع افراد عائلتها قتلتهم بعد ان رسمت خطوط الجريمة البشعة ، بكل تفاصيل ودقة ، مستغلة خبرتها في دراسة القانون لمدة اربع سنوات، راسمة سيناريو كاملاً للتخلص من قبضة العدالة بالتحايل القانوني ، لكن العدالة كانت لها بالمرصاد، حيث كانت ولاء في تلك الليلة صامتة جالسة في غرفتها ، تجهز ملابسها البيضاء (سترة التخرج) التي أحضرتها لها والدتها لترتديها يوم أدائها قسم التخرج ،فضلا عن مراقبتها بنظراتها خطوات شقيقتيها صفاء الأستاذة الجامعية في كلية التربية جامعة بغداد، الأخرى الدكتورة أسراء أستاذة جامعية (علوم حاسبات).
*استقبال الشريك
بعد أن تجاوزت عقارب الساعة الحادية عشرة والربع ، نزلت ولاء سلم الدار الداخلي بخطوات حذرة لتتأكد من نوم عائلتها المؤلفة من شقيقتيها ووالدتها ، ومن ثم توجهت الى باب غرفة الاستقبال لتفتح الباب ، لتدخل عشيقها (ابن خالتها) خلسة ويصعدان معا الى غرفتها ، ويمارسان الفعل الجنسي ،بعد ان تناولا حبوب الكبسلة ،واتفقا على كيفية تنفيذ ابشع جريمة قتل يمكن ان ترتكب في عائلة واحدة .
*القصة على لسانها
كانت في كامل وعيها وهي تروي كيف نفذت الجريمة، وكأنها تعيد شريط سينمائي لتستذكر الاحدات ، وتقول: اسمي ولاء وحيد مواليد 1987طالبة في كلية القانون المرحلة الرابعة الجامعة المستنصرية، ويوم تنفيذ الجريمة هو كان يوم ادائي القسم الجامعي لتخرجي من الجامعة وممارسة مهنة المحاماة، واديت القسم ويدي ملطختين بدماء شقيقتي ووالدتي وانا غير نادمة على ذلك ، وتكمل المجرمة حديثها اثناء اجراء التحقيق معها في مركز شرطة الاعظمية :اتفقت مع ابن خالتي المدعو (عبد القادر)، يعمل حارساً في احدى الشركات الاهلية الواقعة في منطقة الحارثية، على قتل عائلتي اثناء غياب والدي الذي يعمل مقاولاً ويملك شركة مقاولات كبيرة، وعندما سافر الى محافظة كربلاء في بداية شهر اذار فكرت بتنفيذ سرقة مصوغات العائلة والاموال الموجودة في الدار كل ذلك كان بسبب رفضهم الزواج من ابن خالتي لانه من عائلة فقيرة ونحن عائلة ميسورة الحال .
وأضافت وحيد : عندما رفضت عائلتي فكرة الزواج نهائيا ،طلبت من عبد القادر ان يجلب لي بعض الحبوب المهدئة المخدرة، وكنت بين فترة واخرى أتناول حبوب الكبسلة وهو أيضاً مدمن عليها ، ويوم الحادث تناولنا معا المخدرات ، وبعض المشروبات المسكرة التي جلبها ابن خالتي معه ،وانتظرنا مرور الوقت حتى تنام شقيقتي صفاء واسراء ووالدتي ، وفي تلك الليلة لم اخرج من غرفتي ، حتى بعد ان نادت والدتي وطلبت مني النزول والجلوس لكني رفضت بحجة انني منزعجة من كلامهم عن عبد القادر وأسباب رفضهم المستمر له و كنا نتشاجر في كل يوم بسبب هذا الموضوع .
*تنفيذ الجريمة
تصمت وحيد لوهلة من الوقت وتطبق كفيها الواحدة بالأخرى ،وترفع صوتها عندما تتحدث قائلة :عندما دقت عقارب الساعة الرابعة طلبت من عبد القادر ان نهم بالنزول ونقتلهم جميعا ونسرق المصوغات الذهبية والأموال العائدة لهم فضلا عن البيت الذي سيصبح لنا وحدنا ، واثناء نزولنا من السلم الداخلي للبيت طلب عبد القادر ان اجلب له سكيناً حادة من المطبخ ، ذهبت الى المطبخ واسرعت بجلب سكينتين واحدة له والاخرى لي، وعندها دخلنا الى غرفة اسراء ليطبق على عنقها عبد القادر ويخنقها بالوسادة صرخت وكان صوتها عالياً ما اثار الفزع عند والدتي التي جاءت مسرعة وفتحت باب الغرفة وعندما رأتنا بتلك الحالة تعلقت برقبة عبد القادر وهي تصرخ قمت اثناء ذلك بطعنها في ظهرها عدة طعنات ،ومن ثم جاءت صفاء مذهولة مما ترى وقبل ان تصرخ طعنتها عدة طعنات انا وعبد القادر في أجزاء كثيرة من جسدها وهكذا تاكدنا من موت اسراء وصفاء ووالدتي بطعنهم عدة طعنات مرة اخرى بأماكن متفرقة من أجسادهم ، لكن مقاومة أسراء لـ (عبد القادر) وخربشتها لرقبته سببت له عدة جروح في الرقبة، وهذا ما أثار انتباه الجهات الأمنية المختصة اثناء تحقيقهم معنا، وبعد ان قتلناهم جميعا ذهبنا الى الحمام وغسلنا ايد
ينا من الدماء ،وبعد ذلك خرج عبد القادر من البيت وهو يحمل المصوغات الذهبية والبالغ وزنها ما يقارب الكيلو ونصف الكيلو من الذهب، ومبالغ نقدية كبيرة.
*أداء قسم التخرج
وفي الساعة الثامنة صباحا ارتديت اجمل ما املك من ملابس وحلي وذهبت الى الجامعة كان يوم أدائنا قسم التخرج من كلية القانون ،وبعد عودتي من الجامعة وانا سعيدة لان احلامي بدأت تتحقق بحصولي على الشهادة وحبيبي والمال وكل شي يعود لعائلتي فوالدي لا يستقر في بغداد غير ايام معدودة بسبب ظروف عمله، واثناء ذلك وقفت امام باب المنزل واتصلت بخالتي لأخبرها عن سبب عدم اجابة والدتي واخوتي على اتصالاتي بهم وخصوصا والدتي لماذا لم تفتح الباب ،وكنت اصطنع الخوف والقلق حضرت خالتي وابنتها الى البيت وكنت اتظاهر بالبكاء وعندما اتصلنا بالقوات الامنية حضروا وكسروا الباب ليشاهدوا الجثث وبدأت بالصراخ وكأنني مصدومة من هول ما حدث لهم من بشاعة الجريمة .
*اكتشاف القتلة
وكشف العميد حسين ضابط مركز شرطة الاعظمية ، انه بعد تشكيل فريق عمل وبإشراف مباشر من قيادة شرطة بغداد و بالتعاون مع مديرية الشؤون الداخلية استطعنا أجراء التحقيق الاولي عن ملابسات الحادث ، وقد بدأت الشكوك تحوم حول الفتاة المدعوة ولاء وابن خالتها لأنه كان متوترا أثناء استجوابه ما ساعدنا في الوصول الى القاتل بسهولة . بعد مرور عدة ايام طلبنا من قاضي التحقيق الموافقة على توقيع مذكرة ألقاء قبض على المدعو عبد القادر ، وأثناء عملية ألقاء القبض عليه في مكان عمله وجدنا المصوغات والأموال بحوزته ،وقد اعترف أثناء التحقيق بارتكابه الجريمة مع ابنة خالته المدعوة ولاء وقال : كل ذلك كان بسبب رفضهم زواجنا لأنني لا املك المال والشهادة ومن عائلة فقيرة.