القاهرة – وفاء لطفي
أصبح ما أعلنه الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية، والعميد محمد حنفي، مدير مصلحة الدمغة والموازين، عن تدشين خط إنتاج الذهب عيار (14 و12 و9)، حديث الشارع المصري، في يوم وليلة، فما بين مؤيد ومعارض، لا يزال الجدل قائمًا عن هذه الظاهرة التي تعتبر جديدة على المصريين وستأخذهم من حُب الذهب عيار "21 و24 و18".
جاء ذلك، بعد أن أعلن العميد محمد حنفي رئيس مصلحة الدمغة والموازنين، طرح ذهب عيار 14 و12، لمواجهة الركود الذي أصاب السوق خلال الفترة الماضية، بسبب ارتفاع أسعار الذهب عيار 21 و24.
"العرب اليوم" من جانبها، استطلعت آراء فتيات بشأن قبول شبْكة من الذهب عيار 14 لتسهيل إتمام الزواج، ورفضا لحملة "بلاها شبكة"، تقول ميادة محسن: "مفيش أي واحدة هتوافق إن يكون شبكتها من النحاس، لأن باختصار ذهب عيار 9 و 12 و 14 النسب الأكبر فيه تكون نحاس وليس ذهب، يبقى من الأفضل أن نقبل بالشبكة الفضة أو نعمّم حملة بلاها شبكة".
وتضيف مي عبد السيمع: "إحنا متعودين على عيار 24 و21، وقليلا ما نشتري عيار 18 لان نسبة النحاس به ليست بقليلة، ولكن موضوع عيار 9 و14 ده صعب للغاية، وأعتقد أن الحكومة ستتراجع عنه قريبا".
إلا أنه في المقابل، وافق عدد قليل من الفتيات، على قبول الشبكة من عيار 9، وتقول رشا الشامي: "لا توجد لدي مشكلة في قبول شبْكة من هذا العيار، الأصل أن الشبْكة قيمة معنوية وليست مادية".
وقال حنفي، في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم": "تم طرح عيار 14 بالفعل في الأسواق خصوصا في محافظات الصعيد، ولاقى إقبالا من جانب عدد من المواطنين، وجاري طرح الذهب عيار 12 خلال الفترة المقبلة".
وأوضح رئيس مصلحة الدمغة والموازنين، أن الاختلافات بين أعيرة الذهب تكون وفقًا لنسبة النحاس الداخل في صناعتها، حيث تكون نسبة النحاس أقل في الذهب عيار 24 وأكبر في الذهب عياري 21 و14 وصولا لأكبر نسبة نحاس في عياري 12 و9، قائلا: "الذهب الموجود في دول أوروبا كلها من عيار 14 و12 و9، ولكن المصريون لا يعترفون سوى بعيار 21 و24 فقط، وهذه ثقافة يجب أن تتغير".
في سياق أخر، أكد الدكتور رفعت عبدالباسط الأنصاري، أستاذ علم الاجتماع بآداب حلون، أن التباهي بالذهب من عادات المصريين الاجتماعية، إلا أنه في ظل ارتفاع أسعار الذهب بهذه الصورة الجنونية وقلة الدخول وقيمة الجنيه المصري أمام الدولار، فإن الذهب ذي العيارات القليلة (9، 12، 14) سيلقى قبولا اجتماعيا لدى المصريين.
وقال "الأنصاري" في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم": "الشبكة من العادات القديمة للمصريين، وعلى مدار الحقب الزمنية كان يشترط نوعية معينة من الذهب، فقديما كان شرطا أن تكون الشبكة عيار 24 ثم ظهر عيار 21 و18، فمع ارتفاع الأسعار وقلة قيمة الجنيه أمام الدولار فإن المصريين يلجأون لتقليلة نسبة الذهب النقي، كذلك ظهر الذهب الصيني والذهب الإيطالي لتلبية رغبة المصريين في التباهي بالشبكة في حدود الإمكانات الاقتصادية"، مضيفا أن الظروف الاقتصادية تؤثر بشكل مباشر على الظروف الاجتماعية، فارتفاع الأسعار يجعل المصريين يميلون إلى السلع منخفضة الأسعار، وهذا ينطبق على الذهب، فمع ارتفاع أسعاره فلن يجدون بديلا عن قبول الذهب عيار (9، 12، 14)، متمنيا أن تسعى الدولة إلى زيادة إنتاجها من الذهب فهذا من شأنه أن يحدث نوعا من الانضباط الاقتصادي، حيث إن الذهب مرتبط بالدولار والاحتياطي النقدي للدولة، واستخدام عيارات أقل من شأنه أن يُقلّل المسحوب من الذهب مقابل دولارات الاحتياطي النقدي.