المثلية في العراق ظاهرة تنتشر باضطراد مع استهجان المجتمع

المثليون في العراق يعيشون ضمن إطار علاقات سرية محرمة ومغلقة خوفا من الاضطهاد والارهاب والتنكيل، فمعنى ان تكون مثليا في العراق عليك ان تخبيء ما تحسه وتشعر به خوفا من القتل و التمثيل بك، عليك ان تهرب من نظرات المجتمع المحتقرة لكيانك واحاسيسك فالمجتمع ينظر اليك وكأنك سرطان ووباء يجب استئصاله و استعمال أبشع الوسائل من عنف وإرهاب ضدك كمثلي وادخال الرعب في قلبك ، يمنعونك من ممارسة حقك في حرية اختيار من تحب ومع من ترد ان تمضي برفقته بقية عمرك، معنى ان تكون مثليا في العراق عليك ان ترتدي النظارات المظللة خشية ان تفضحك نظراتك.
 
وفي إطار نقل معاناة وآراء المثليين في العراق تحدثت "العرب اليوم " لمجموعة منهم الذين كانت لهم قصص ومواقف تعرضوا لها بسبب ارهاب الميلشيات والدولة، فقد حدثوني عن معاناتهم وامنياتهم .
شاب من بغداد قد سألته عن نوع التهديدات التي تعرض لها هو ورفاقه، فأخبرني بأنه تعرض للكثير من التهديد والوعيد بالقتل والتعذيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما تلقى احد أصدقائه ظرف بداخله رصاصة ورساله جاء فيها : عليك تغير اسلوب حياتك والا سيتم قتلك.

كما اضاف: ان احد الاصدقاء قد خطف بالفعل وتم تعذيبه وكي يفلت من حكم الموت وعدهم تحت التهديد بأنه سوف يتزوج من فتاة خلال شهر كي لا يشرخ بنيان المجتمع !!!! حسب زعمهم.
وهذا نفس ما يحدث للمثليات في العراق حيث اخبرتني احدهن انها تعرضت للكثير من السخرية والتهديد هي واصدقائها حيث تم الوشاية بهم منقبل بعض المعارف ما ادى لتعرض المليشيات لهم وتهديدهم من خلال النت ومعرفة ارقام هواتفهم وعناوينهم وبالفعل تم خطف احدهم وقتله.

هذا حال المثليين في العراق تهديد وخطف وقتل ثم التمثيل بهم ختمت حواري معها بسؤال : ماذا تريدين وماهي مطالبك ؟ فقالت بانها لا تريد سوى الحرية تلك الحرية التي تكفل لها العيش مع من تحب من دون خوف ودون سخط المجتمع، وان تشعر بالامان.
كما والتقيت بمثلية اخرى وحين سالتها ان كانت تعرضت للتهديد او احد اصدقائها اجابتني بأنه قد قام احد الشباب من الكلية التي تدرس فيها بانتحال شخصية فتاة على الانترت وتعرف عليها بغية ان يبتزها وقام بتهديدها ايضا، وعندما سالتها عن مطالبها قالت: جل ما اريده هو الامان وان اعلن مثليتي بكل فخر امام المجتمع من دون خوف واضافت ان اكبر مشكلة تعاني منها هي البعد عن من تحب وصعوبة اللقاء والخوف من المجتمع

وعند لقائي ايضا بمثلي اخر من بغداد وسألتة نفس سؤالي هل تعرضت للتهديد او أي شكل من الارهاب اجابني: شخصيا كمثلي لحد الان لم اتعرض لاي موقف .. من ناحية الارهاب بكل انواعه، لكن صديقي مثلي تم اعتقالة من قبل الحرس الوطني وتم اقتياده الى المخفر وتعرض للضرب المبرح والتعذيب الجسدي ولمدة يومين وبعدها تم اطلاق سراحهة واعرف مجموعة من الاصدقاء تم اعتقالهم من قبل الحرس الوطني واقتيادهم الى اماكن سرية حيث يتم تعذيبهم واغتصابهم في تلك السجون السرية وبعدها يطلق سراحهم.
وعندما طلبت منه التحدث عن نفسه كمثلي اجاب: كمثلي .. وضعي يشابه كل الشباب واكيد البنات ايضا ..لا نستطيع اخذ حريتنا بالقرار من ناحية الزواج او بالمصارحة مع الاهل نعرفهم بمن نحبهم . لدرجة ان اهلنا يجبروننا ان نسعدهم بشي نحن لا نريده وهذه اكبر غلطة بحقنا كمثليين.

 اما ما يوجهة من رسالة لمثليي العراق قال: معظم المثليين يعتبرون مثليتهم نوع من العهر . بيع جسد بثمن رخيص .. رسالتي لهم لا تفعلوا ذلك . هذا بالضبط ما يريده الإرهابيون منكم كي يثبتوا بأنكم على خطأ وهم الصح.
وعند حواري مع مثلي سابق والان في علاقة مع امرأة وارتباط عندما سألته نفس اسألتي السابقة قال: انا لم تعرض للتهديد بسبب كثرة تنقلي وعدم وجودي في محافظة معينة لمدة طويلة بحسب طبيعة عملي وقد قال بان اصدقائه من مثليين منهم من قد تم اختطافهم و قتلهم ايضا و اضاف بأن المثلي الموجب الخشن الملامح الذكورية تقل عليه الشبهات بينما المثليين السوالب ذوي الملامح الناعمة هم الذين كانوا الأكثر جذبا للانتباه وهذا فعلا ما رصدناه من ضحايا الارهاب من مثليين فجميعهم كانوا ذوي ملامح ناعمة مما جعله مركز لانتباه المليشيات.

 وقد حدثني عن حواره مع احد رجال الدين المحنكين قائلا : طلبت منه وضع اصبع يده بين أصابع يدي وقلت له ما هذا قال :احد اصابعي بين اصابعك ومخال اله، فقال له لماذا لم يحرم الله وضع اصبعك بين اصابعي فان اصبعك جزا من لحمك ودمك وقد حرم وضع عضوك في جسدي وممارسة حرية شخصية اوليس ايضا جزء من جسدك؟؟؟...
وقد قال في رسالة يوجهها لمثليي العراق انا احترمكم وافخر بكم لكنني احيان اقول ان كان سبب مثليتكم هو كبت المجتمع وعدم توفر البديل من الجنس الاخر فإن حصل ووجدتم البديل من الجنس الاخر اتمنى ان تقضوا معه حياتكم بحرية ولاتجعلوا المجتمع وتطرفه يحدد مصيركم .فهل يصعب على الحكومة العراقية توفير القدر القليل من الحماية للمثلين؟

وفي ظاهرة غريبة عن المجتمع العراقي وتعتبر الاولى من نوعها عليه كشفت صحيفة اوينة الكردية الصادرة في اربيل عن وجود حالات زواج المثليين في أربيل ،مما أثار حفيظة أهالي المنطقة وهلعهم عند سماعهم وانتشار الخبر فيما بينهم .
وأكدت الصحيفة على وجود حالة زواج طالب جامعي بصديقه بذريعة حبه له .
ونقلت الصحيفة عن الطالب (رينوار) أحد الذين يطالبون بزواج المثليين وسن قانون لمثل هذه الحالات، إن عقد زواجه بصديقه سري، معلنا عن وجود حالات أخرى في اربيل، مشيرا الى إتصاله بنواب داخل برلمان كردستان من خلال الـ(فيس بوك)، لتأييدهم لسن قانون يسمح بزواج المثليين في إقليم كردستان .

فيما تحولت مزحة قام بها اثنان من الشباب في مدينة الناصرية إلى وبال عليهما بعد أن تدخلت الشرطة والصقت بهما تهمة المثلية.
مسؤول محلي قال لـ"العرب اليوم" أن اثنين من الشباب قررا ممازحة صديق لهما في ليلة عرسه، فأقاما موكب زفاف وهمي تمثل احدهما فيه بملابس العروس والأخر بملابس عريس.
وتابع: بينما كان الموكب الوهمي يتجول في شوارع الناصرية سارعت قوات النجدة إلى اعتقال الشابين وإحالتهما إلى قاضي التحقيق، دون أن تلتفت الى توضيحاتهم بان الأمر لا يتعدى كونه مزحة.

وأوضح ان قاضي التحقيق قرر على الفور إطلاق سراح الشابين بعد ان ثبت له حقيقة الأمر وبعد سماع شهادات العديد من أصدقاءهم.
وبين ان تصرف الشرطة هذا انعكس سلبا على الشابين اللذين سرعان ما دبت إشاعات بأنهما زوجين مثليين وغيرها من الإشاعات التي تنتشر في المجتمع انتشار النار في الهشيم على حد وصفه.
وتساءل: منذ متى والناصرية تشهد فيه أعراس علنية للمثليين؟، هذا تجني ليس أكثر، منتقدا حالة التشنج لعناصر الشرطة التي رفضت تفهم الموقف منذ البداية ومحاولة معالجته آنيا.
وبدأت مواقع إلكترونية تتناقل قصصاً مختلفة عن الواقعة ماشكل صدمة بين الأهالي في الناصرية.

فقد أكد مواطنون من المدينة أن الحديث عن زواج مثليين فيها صحيح، وقد أثار ضجة في المدينة واستنكره السكان، حتى دعا البعض إلى عدم ترويج الخبر خوفًا من الاساءة للمدينة، فيما اشار آخرون إلى ضرورة التحدث عنه لأنه فعلٌ لا يليق بالاعراف والتقاليد التي يتبعها اهالي المدينة الذين يرفضون هذه التصرفات الغريبة عن مجتمعهم وعاداتهم وتقاليدهم. وقد اكد البعض ان ما حصل قد يكون متعمدًا، من اجل الحصول على لجوء انساني في احدى الدول الغربية.

وقد أبدى المواطنون استغرابهم من الجرأة التي دفعت شابين إلى إقامة حفل زفاف مثلي في مكان عام، في مدينة معروفة بتقاليدها العشائرية، مؤكدين ان الحرية والديمقراطية لا تجيزان لهما هذا السلوك المشين، اذا صحت تلك الأنباء.
 
احد المواقع الالكترونية في محافظة ذي قار كان نشر ما يأتي: "حدث غريب وعجيب اليوم في مدينة الناصرية، يندى له جبين الانسانية والحياء والخجل والعادات والتقاليد التي تربت عليها مدينة الناصرية الفيحاء، التي طالما عرفت بها على مر العصور، وبقيت هذه المدينة الغراء تحمل أنبل القيم والتعادات والتقاليد، فضربت الامثال بهذه المدينة، بكل بقاع الارض".
واضاف الموقع: "نجد اليوم هذه المدينة وللاسف قد تسلل إليها الاسلوب الديموقراطي الغربي بكل وقاحة، متجاهلًا جميع الاعراف والتقاليد، من خلال بثه السموم الفكرية والمعلومات التي تحث بعض الشباب الجاهل على تقليد مثل هذه الممارسات، وهي زواج ذكر من ذكر".

وقد عمت حالة من الاستهجان بين أهالي الناصرية. يقول عبد الخضر نعمة: "ربما اصدق ما سمعت وما قرات وما شاهدت من صور، وليس غريبا ان يحدث هذا، سواء في مدينة الناصرية أو الموصل أو البصرة أو أي مكان في العراق، وهناك ربما اسوأ من هذا، ولكن الذي صدمنا سلوكهما السيء والمفضوح والجريء إذ لم تردعهما التقاليد الكريمة".
ويتبرأ نعمة من الشابين المثليين جنسيا ويقول "لا اريد أن أقول إنهما ليسا من المدينة، لكن الناصرية وأهلها منهما ومن فعلتهما براء، فنحن معرفون بالتزامنا الديني والاخلاقي، ونرفض مثل هذا السلوك جملة وتفصيلًا، وأنا أطالب بمعاقبتهما بأشد العقوبة ليكونا عبرة لغيرهما".

ولا يظن أحمد سالم، من بغداد، أن العراق خالٍ من المثليين جنسيا، "لكن الصورة التي ظهر فيها الشابان غريبة، أحدهما كأنه عروس في ليلة عرسها، في مكان عام في مدينة معروف بتقاليدها العشائرية وناسها المثقفين".
ويؤكد سالم أنه لا يمكن ربط هذا السلوك "الشائن" بأهل الناصرية، ويطالب بمعاقبة المثليين جنسيا عقوبة شديدة، ليكونا عبرة لغيرهما، فلا يستهين أحد بالقيم وكأنه يعيش في أوروبا.
ولا يجزم سالم إن أراد هذان المثليان جنسيا بفعلتهما هذه لفت انتباه منظمات حقوق الانسان العالمية من اجل الحصول على اللجوء الانساني في اميركا أو اية دولة اخرى، "فيمكنها لفت النظر بوسائل أخرى، لا ترقى إلى المثلية الجنسية التي أوصلتهما إلى السجن".

ويعترف علي جابر أن العراق ليس المدينة الفاضلة، "لكن لا يمكن أن تحصل فيه مثل هذه التصرفات الغريبة عن العادات والتقاليد الاسلامية، وما حصل ثمرة الثقافات الاجنبية الدخيلة علينا، التي لا بد من نبذها وفضح القائمين بها كي لا تتكرر، فتكون سابقة يسهل تكرارها".ويتابع: "أهلًا بالحرية والديمقراطية، لكن ليس على حساب العرف الاجتماعي والتقاليد التي تربينا عليها".
وبين أخذ ورد  يعيش المواطنون هنا على وقع تحليلات لا تنتهي حول الواقعة بين من يصدق أنها فعلاً عبارة عن زواج مثليين أو من يقول بأنها مجرد مزحة قادت أصحابها ليكونوا محل نقمة من بعض السكان ومحل سخرية وضحك من قبل آخرين.