دمشق - نور خوام
تالين هو اسم لخبيرة تجميل سورية جميلة ولكن غير عادية, حيث فقدت تالين يدها في هذه الحرب بسبب قذيفة هاون ، ليتحول مسار حياتها كلياً عما قبل، وتتغير كل مخططاتها, وتتذكر تالين مشهد اصابتها بقذيفة الهاون ككابوس شيطاني اذ كانت تتمشى مع والديها وفي لحظة فاصلة في الحياة, تغير فيها كل شيء من بعدها ، كانت عند هبوط مروحة الهاون على يدها، ورؤيتها ليدها قد قطعت وبقيت معلقة بقطعة لحم، تمسك جثة يدها وتشعر بأنها تحلم، وتأتي سيارة مسرعة تصعد معها وتبدأ توجيه التعليمات والاتفاق معهم لأي مشفى سيذهبون تتفقد والديها من أي اصابات وتقرر استيعاب الحدث في لحظتها، وتصرخ بهم ليصعدوا للسيارة حتى وصولها للمستشفى ما بين لحظات الموت والحياة، لتستسلم للإغماء, بعد فقدانها ٢ ليتر من دمها ليتم بتر يدها للأبد.
ولم تتقبل تالين بعد الحادثة الشفقة من أحد بل أصبحت تواسى أمها وأبيها وتخفف عنهم بكل الوسائل, وتضيف, لازلت هنا وتلك هدية ، لازلت حية أرزق، وتلك أعجوبة, وبدأت في التفكير بالحل ، وعقلها يدور في الاعتذار من زبوناتها ولكن الكثير من زبوناتها لم يقبلن إلغاء المواعيد ، بعد عشرة أيام أكملت تالين الجميلة عملها في رسم الجمال, ولم تكن تالين وحدها بل وفقت معها ماريا ملاك تالين التي لم تفترق عنها وكانت سنداً لها وتساعدها حتى لآن في كل شيء ، وتلك بطولة من نوع آخر، كانتا مكملتان لبعضهما لبعض ، في تجسيد المحبة والقوة, وأوضحت أن ماريا وزبائنها وأهلها وأخيها هم من أخرجوها من محنتها, وتوضح أن لهم الجزء الأكبر لما فعلوه بالاضافة غلى احدى الزبائن طالبن منها أن تزينهم يوم عرسهم بعد عشرة أيام من الحادث
وعانت تالين من درب صعب بعد الحادث من تفاصيل صغيرة لا ندرك قيمتها حيث تتذكر كيف تزرر قميصها ، وكيف تغسل الخضروات وتقطعها, ومع كل ذلك الألم حتى تستطيع قبول ما حدث وإيجاد الحل بدأت تتذكر كيف كانت تتكلم على التلفون وتكمل عملها لتستنتج انها تستطيع ان تكمل عملها بعد ذهاب يدها اليسرى بيدها اليمنى فقط وبمساعدة من ماريا بالتفاصيل الصغيرة, وبدأت فوراً في سماع قصص على اليوتيوب عن الذين تعرضوا للبتر.