الطيارة الاوكرانية العائدة من روسيا

عادت الطيارة الاوكرانية المحتجزة في روسيا منذ عام 2014 ناديا سافتشينكو الى وطنها بعد  صفقة تبادل للأسرى  مقابل الافراج عن اثنين من الجنود الروس، واستقبلها في المطار في كييف الرئيس الأوكراني  حيث ألقت خطابا" عاطفيا" ساخرا" من الأشخاص الذين تمّنوا لها الشر ووجهت لهم رسالة " بالرغم عنكم لقد نجوت."

وشكرت أنصارها ووعدت بالعودة للقتال من أجل اطلاق سراح الاوكرانيين المحتجزين في السجون الروسية، وجرت صفقة التبادل بين كييف وروسيا لإطلاق سراح ناديا وعملاء في المخابرات الروسية كانوا معتقلين في اوكرانيا.

وظهرت مع الرئيس بيتترو بورشينكو في كييف الذي قال " في الوقت الذي نعيد فيه ناديا ننظر الى تحرير دونباس (المنطقة الشرقية في أوكرانيا) وإعادة شبه جزيرة القرم" وتعهد بإطلاق سراح جميع الاوكرانيين في روسيا وتحرير ما وصفها بالأرض المحتلة.

وحيت ناديا كل الأشخاص الذين ماتوا في أوكرانيا وهي محاطة بوالدتها وشقيقتها والعلم الاوكراني، والتقطت مع الرئيس وعائلتها صورة، واحتفل بعودتها في اوكرانيا حيث ينظر اليها على أنها بطلة وطنية وزعيم سياسي محتمل في المستقبل، وأفرج عنها في  لحظة هامة من الانفراج بين موسكو وكييف  في المفاوضات الدبلوماسية التي أجريت في مينسك.

ويأتي إتمام صفقة تبادل الأسرى قبل أسابيع قليلة على قرار الاتحاد الأوروبي ما إذا كان سيمدد العقوبات ضد روسيا، والتي فرضت في أعقاب ضم فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم في عام 2014 والغزو السري في شرق أوكرانيا.

و ذكرت صحيفة كوميرسانت عن مصادر لم تسمّها أن اتفاق التبادل تم في وقت متأخر يوم الاثنين خلال اتصال هاتفي بين بوتين، وبوروشينكو، أنجيلا ميركل وفرانسوا هولاند، وقالت وسائل الاعلام الروسية ان طائرة الرئاسة الخاصة التي بعث بها بوتين أقلعت من كييف الى موسكو مع يفغيني يرفويوف والكسندر الكسندروف على متنها وهما جنديان روسيان تابعان للقوات الخاصة القي القبض عليهما أثناء قيامها بعملية سرية في منطقة دونباس التي يسيطر عليها المتمردون.

ووصلت الطائرة إلى مطار فنوكوفو في موسكو بعد ظهر  الاربعاء، حيث التقى الرجلان بزوجتيهما، ووقع بوتين أمرا بالعفو عن الطيارة سافتشينكو،  وصرح الرئيس للتلفزيون الحكومي أنه يأمل أن تبادل الاسرى سيخفّف حدة التوتر في منطقة دونباس وأضاف " امل أنه سيؤدي الى تراجع القتال في منطقة الصراع المعروفة وسيساعد على تجب خسائر رهيبة وغير ضرورية."

وأكد محامي نادية في وقت سابق ويدعى مارك فيجاين أنها كانت في طريقها للوطن وكتب على تويتر " قبل عامين وعدت الاوكرانيين بأنني سأفعل كل ما يمكن لتحرير نادية، وانا اليوم أفي بكلامي، وهي عائدة الى الوطن، الى أوكرانيا."

وتعمل سافتشينكو كطيار عسكري وتطوعت للقتال مع وحدة الأرض ضد الانفصاليين الموالين لموسكو الذين شنوا انتفاضة في شرق أوكرانيا ضد الحكومة الموالية للغرب في كييف، وأسرت وقدمت للمحاكمة في جنوب روسيا، بتهمة التواطؤ في مقتل الصحفيين الروس الذين قتلوا على يد المدفعية أثناء تغطيتهم للصراع.

وحكمت عليها محكمة روسية في اذار/مارس ب22 عاما سجنا"،وانتخبت أثناء وجودها في السجن الروسي عضوا في البرلمان الأوكراني، ويشار اليها في أوكرانيا كرمز لمقاومة روسيا، وكتب محاميها على تويتر  الأربعاء ان موكلته كانت بريئة من أي جريمة ولا علاقة لها بقتل الصحفيين ايغور كيرنيليوك وأنطوان فرلوشين اللذين كانا يعملان لصالح التلفزيون الحكومي، وقال بوتن انه عفا عن سافتشينكو بناء على طلب من عائلات الصحفيين.

ويعتبر الإفراج عنها دفعة قوية للرئيس بوروشينكو، الذي يتهمه منتقدوه بالفشل في معالجة الفساد المستشري في أوكرانيا أو في مواجهة مصالح القلة الراسخة، وفي نيسان/ أبريل، ورد اسم رجل الاعمال المليونير بوروشينكو في أوراق بنما لإنشاء شركة خارجية مسجلة في جزر فيرجن البريطانية.

ورحب نشطاء المعارضة في روسيا بصفقة تبادل الأسرى، فيما أعرب النائب الليبرالي المعارض في البرلمان الروسي ديمتري جودكوف أنه لو كانت روسيا  بادلت على سافتشينكو في وقت سابق فكان هذا سيؤدي الى تفادي مقتل محامي الدفاع الأوكراني يوري جرابوفسكي، بالقرب من كييف في مارس/ اذار.

وكتب على الفيسبوك " لم يكن علينا أن نحرج انفسنا أمام العالم كله بمحاكمة نائب في رداي وبيس، ولم يكن ليحصل انقسام أخر في المجتمع حول القصة." مشيرا" الى انتخاب نادية في البرلمان الاوكراني والجمعية البرلمانية للمجلس الاوروبي أثناء فترة سجنها.

وغرد عضو الحزب المعارض بارناس ويدعى اندريه بيفوفاروف على توتر " انه شيء جيد أن كلا الجانبيين امتلك ارادة سياسية كافية لصفقة التبادل."

ولم يتلق كل الساسة الروس هذه الاخبار بحرارة، فأصرت رئيسة مجلس الشيوخ في البرلمان فالنتينا ماتفيينكو أن نادية لم تتحرر في صفة تبادل بل نقلت الى اوكرانيا في اطار اتفاق نقل السجناء الحالي، مصرة أن التاريخ سيجدها مذنبة في المستقبل.

وأضافت " انه لأمر محزن بالنسبة لبلد تجعل من المتطرفين القوميين أبطالا، بالرغم من أن ايديهم ملطخة بالدماء، وهم شركاء في الفاشية، اما بالنسبة لسافيتشنكو، فلا سبب لجعلها بطلة قومية فقد ثبت في المحكمة الروسية انها مذنبة في قتل الصحفيين الروس من بين تهم أخرى."

وكتبت النائبة الأوكرانية اليونا شكروم أن أم الطيارة كانت تشتكي أنها لم تجد الوقت اللازم كي تطهو حساء البرش لدى وصول ابنتها، وشعر الساسة الروس بالنشوة من هذا الحدث.