لندن ـ ماريا طبراني
استقالت نائبة عن حزب "العمال" البريطاني، اليوم، من منصبها كمساعد لوزير الخزانة في حكومة "الظل" جون ماكدونيل بعدما نشرت صورة على وسائل الاعلام الاجتماعية تقول إن اسرائيل يجب ان "تنتقل" إلى أميركا, وتداولت النائبة البريطانية عن برادفورد الغربية النائب ناز شاه صورة تظهر مخطط لإسرائيل على خريطة الولايات المتحدة الأمريكية, وحملت الصورة عنوان: "حل مشكلة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، يتمثل في انتقال إسرائيل إلى أميركا". ثم كتبت شاه :"حل المشكلة".
واعتذرت، النائبة المسلمة، شاه اليوم، عن "الضرر الناجم" عن الصورة، قبل الاستقالة من المكتب الصحفي لوزير الخزانة في حكومة "الظل", وستجدد الاستقالة الخلاف المرير داخل حزب "العمل" حول ما إذا كان زعيم حزب "العمال" جيريمي كوربين، فعله ما يكفى لمكافحة معاداة السامية بين بعض الاعضاء الجدد الذين انضموا إلى الحزب تحت قيادته.
وطالب بعض النواب المحافظين، اليوم، بتعليق عضوية شاه من حزب "العمال" على خلفية الواقعة ,وكتبت شاه على موقع الـ "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، هذا البوست في عام 2014 قبل أن تصبح نائبة، وقالت: الولايات المتحدة لديها "الكثير من الأراضي" لاستضافة إسرائيل كولاية رقم 51، والسماح للفلسطينيين بـ"الحصول على حياتهم والعودة أرضهم".
وأضافت أن الإسرائيليين سيكونون في موضع ترحيب وآمنين في الولايات المتحدة، في حين أن "تكلفة النقل" ستحتاج أقل من 3 سنوات من دعم واشنطن لإنفاق وزارة الدفاع الاسرائيلية, ورأت شاه أن الخطة سوف توفر "بعض المال", وبعد تسليط الضوء على البوست من خلال موقع "غيدو فوكس"، أصدرت شاه بيانًا، قالت فيه: "كتبت هذا البوست منذ عامين قبل أن أصبح نائبة، وهذا لا يعكس وجهة نظري حاليًا، وأعتذر عن أي إساءة سببتها", وأضافت، في بيان ثان، في وقت لاحق: "أشعر بأسف عميق لما سببته تعليقاتي على وسائل الاعلام الاجتماعية قبل انتخابي نائبة في البرلمان البريطاني", وتابعت: "كتبت هذا البوست في ذروة الصراع في غزة في عام 2014، عندما كانت العواطف متأججة حول الصراع في الشرق الأوسط، ولكن هذا ليس عذرا للإساءة التي ذكرتها، فأنا اعتذر بلا تحفظ", وأوضحت: "في ظل هذه الإساءة، أتنحى عن منصبي في المكتب الصحفي للمستشار الظل جون ماكدونيل". وقالت: "سأسعى إلى توسيع التواصل القائم والحوار مع منظمات المجتمع اليهودي، كما سأكثف جهودي لمكافحة جميع أشكال العنصرية، بما في ذلك معاداة السامية ".
وقال المتحدث باسم حزب "العمال" أندرو برديغين، أن الحزب لم يعلق على هذا الموضوع, وأضاف :"إذا كان غيريمي كوربين جادًا في التصدي لمعاداة السامية، فعليه إثبات ذلك، وطرد شاه على الفور", وشاه، عضو في مجلس "العموم" البريطاني، في لجنة الشؤون الداخلية، التي تُجري حاليًا تحقيقًا في تصاعد معاداة السامية, وقال مدير التواصل في حملة معاداة السامية جوناثان ساسيردوتي، إنه "سيكون من الصعب على منظمته إجراء هذا التحقيق في البرلمان، على محمل الجد، إذا ما بقيت شاه جزءا منه, وأضاف، قبل استقالة شاه، أنه "لا يمكن للمرء ببساطة الإعتذار عن إساءة سببها، وترك أدلة معاداة السامية تختفي", وتابع: "مرة أخرى، كشف حزب (العمل) عن أنه يتضمن ضمن صفوفه أشخاص يعبرون عن التحيز الشديد إزاء الشعب اليهودي في تصريحاتهم العلنية، ومرة أخرى فشل حزب في العثور على التصريحات، ورفض أولئك الذين يعبرون عنها بحرية وطواعية", وأوضح: "كيف يمكننا تصديق حزب (العمال) عندما يقول إنه يتبنى مشكلة كراهية اليهود، على محمل الجد، في ظل وجود أنهم يدافعون مرارا عن النواب المعاديين للسامية؟. يبدو أن سياسة مكافحة العنصرية عند غيريمي كوربين تعمل فقط عندما يكوم ملائما", وقال: "لقد عرضنا مساعدة لجنة الاختيار في عملها بالتحقيق في معاداة السامية, ومع ذلك، إذا ظلت ناز شاه في اللجنة سيكون من الصعب بالنسبة لنا تقديم أدلة تجعل التحقيق على محمل الجد".