النساء باتت تبدي حذرها وتخشي على أمنها

أفادت مصادر مطلعة بأن حصيلة جرائم الكراهية بحق المسلمين في لندن ارتفعت خلال العامين الماضيين لما يقارب الضعف. كما تم تسجيل 146 حالة اعتداء على المسلمين في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، بما فيهم 122 حالة خلال اسبوعين في أعقاب الهجمات المتطرفة التي وقعت في باريس.


 
 وزاد الشعور بالخوف في أواسط مجتمع المسلمين بحيث باتت النساء علي وجه الخصوص تبدي حذرها وتخشي على أمنها عندما تبقي رأسها لأسفل. وأشارت الأرقام الواردة من شرطة العاصمة البريطانية متروبوليتان، بأن حصيلة جرائم الكراهية ومعاداة المسلمين قد بلغت نحو 557 حالة في عام 2013، بينما ارتفعت عام 2014 لتسجل 624 حالة. وبحلول 24 من تشرين الثاني/نوفمبر من ذلك العام فقد بلغت نحو 878. وقد تنطوي الحوادث على اعتداء بدني وإضرار بالممتلكات فضلاً عن مضايقات وشتائم وإهانات أو بريد كراهية.
 


 وكشف للتعداد السكاني الصادر مؤخرًا، عن أن هناك 1,012,823 مسلمًا يقيمون في العاصمة البريطانية. ومن جانبه، فقد ذكر مدير مجموعة حصر الاعتداءات بحق المسلمين فايز الموغال لصحيفة "الدايلي ميل" الإلكترونية، أن عدد الجرائم المعادية للمسلمين في ازدياد مضطرد موضحًا أنها تؤثر بشدة على مجتمعات المسلمين، متناولًا الحديث عن مقتل لي ريغبي وشارلي إبدو في باريس وصعود ما يسمى بتنظيم "داعش" ومخاوف من التطرف فضلا عن أزمة اللاجئين السوريين وتأثيرها الذي فاق كل التوقعات.


 
 وارتفعت جرائم الكراهية ضد المسلمين في أعقاب الهجمات التي جرت أحداثها في باريس في 13 من تشرين الثاني / نوفمبر، وشملت الاعتداء العنصري على امرأة مسلمة حامل من قبل رجل في حالة كر بعدما وصفها بالإرهابية. كما وقع في ذات الاسبوع أيضا اعتداء على مسجد في فينسبري بارك، بسبب مخاوف من ضلوعه في التطرف في بريطانيـا.
 


 وتجدر الإشارة إلى أن ذلك المسجد هو الذي كان يلقي فيه الواعظ الديني أبو حمزة – المحكوم عليه بالسجن مدي الحياة من قبل قاضٍ في نيويورك - خطبه المتشددة خلال فترة التسعينيات، فضلاً عن وجود علاقة بين المسجد وبين الهجمات المتطرفة في فرنسـا نظرًا لكون أحد الرجال المسلحين وهو شريف كواتشي المتورط في الاعتداء على شارلي إبدو قد حصل علي توجيهات من قبل جمال بيجال المتطرف المنتمي إلى تنظيم "القاعدة" والذي كان يتخذ من المسجد مقرًا له أواخر فترة التسعينات.
 
 وبعد المذبحة التي وقعت في باريس وراح ضحيتها 130 شخص، فقد تعرضت امرأة مرتدية للحجاب إلى عدة لكمات في رأسها مع طردها من الحافلة التي كانت تقلها جنوب لندن من قبل إثنين من الركاب الذين خرجوا بتصريحات معادية للإسلام. وبحسب ما قالت رئيس شبكة النساء المسلمات في المملكة المتحدة شايستا جوهير، فإن النساء اللوات يرتدين الحجاب باتوا أكثر قلقاً في الوقت الحالي على حياتهن خاصة بعد هجمات باريس. وأشارت إلى أن النساء تعد أكثر عرضة للاعتداء نظرا لكونهن أكثر وضوحًا.
 
وتبيَن خلال دراسة هي الأولى من نوعها لتأثير جرائم الكراهية ومعاداة المسلمين، أجراها المتخصص في علم الجريمة عمران عوان من جامعة برمنغهام سيتي ودكتور إيرين زيمبي من جامعة نوتنغهام ترينت في تشرين الأول / اكتوبر عبر إجراء مقابلات مكثفة مع الضحايا، بأن المسلمين ممن تعرضوا للإيذاء غالبًا ما تلقوا مساعدات قليلة من جانب المتفرجين.
 
وتطرق هؤلاء ممن خضعوا للدراسة إلى بعض جرائم العنف والإيذاء التي وقعت على المسلمين مثل تلك التي قام فيها مجموعة من الرجال الذين هتفوا "نحن عنصريون" بسكب الكحول على إحدى السيدات داخل القطار فضلًا عن سؤالها عما إذا كانت تخفي متفجرات أسفل الحجاب.
 
 ولفت الباحثون إلى أن العديد من النساء المسلمات في الوقت الحالي أصبحن يتخلين عن الحجاب، بينما يقوم الرجال بإزالة اللحية لإخفاء عقيدتهم. وفي واقعة أخري داخل حافلة في لندن وبالتحديد في برنت، فقد أظهرت لقطات مصورة قيام سيمون جوزيف البالغة من العمر 36 عامًا بالتلفظ بالشتائم إلى امرأة حامل تدعي حنان اليعقوبي وتبلغ من العمر 34 عامًا إضافة إلى إثنين من أصدقائها متهمة إياها بالمتطرفة المنتمية إلى جماعة "داعش".
 
 وأمر ديفيد كاميرون قوات الشرطة في إنجلترا وويلز بالحفاظ على مراقبة هذا النوع من الجرائم مع نشرها في صحيفة الجريمة، وذلك في محاولة لحصر المشكلة وتمكين الشرطة من تخصيص موارد إضافية في المناطق الأشد خطورة بما فيها المدارس والمساجد.
 
 ويقترح السيد موغال بأن العمل على مكافحة جرائم الكراهية ضد المسلمين لابد وأن تبدأ من المدارس التي تعد مجالًا أكبر لعمل المجتمع المدني. أما شرطة العاصمة البريطانية فقد أكدت على الدفع بما يزيد علي 900 ضابط للتحقيق في جرائم الكراهية.