القاهرة ـ إسلام خيري
انتشرت ظاهرة تأخر سن الزواج للرجل والمرأة، على عكس ما كان يحدث في الماضي، فكان سن الزواج للمرأة من 18 إلى 25 عامًا، وبعد هذا العمر يطلق عليها لقب "عانس"، أما الرجل فقد كان آخر سن للزواج له 35 عامًا، أما الآن تغيرت المفاهيم كثيرًا، فالفتاة أصبحت تتعدى الـ 30 عامًا ومازالت عزباء، والرجل من الممكن أن يتعدى عمر الـ 40 عامًا ومازال أعزبًا.
وأوضحت لبنى أحمد، أحد حالات تأخر سن الزواج، 32 عامًا، قائلة "أنا أفضل عدم الزواج إلا إذا وجدت الرجل الذي يستطيع أن يعيش معي حياة هادئة بلا مشاكل، فكثير من أصدقائي تزوجن مبكرًا ولكنهما حصلوا على لقب مطلقات لاختلافهم مع أزواجهم ولتسرعهم في الزواج". وأضافت ريهام إبراهيم، 28 عامًا، "أريد الزواج بطيار أو ضابط، ويكون لديه شقة على النيل ويقدم لي شبكة لا تقل عن 100 ألف جنيه وأنا لدي سيارة ثمنها 120 ألف جنيه فعندما أتزوج لابد أن يكون الشاب الذي سيتزوجني لديه سيارة لا يقل ثمنها على ثمن سيارتي وتلك هي متطلباتي التي لم أجدها حتى الآن".
وأكد أحمد حمدي، 30 عامًا، أن الحرية أفضل من الزواج، فعندما يتزوج سيتحمل مسؤولية تلك الفتاة والأسرة بأكملها، مشيرًا إلى عدم قدرته على ذلك، فهو يسافر مع أصدقائه وقتما يريد، ولكن عندما يتزوج، سيتقيد حتمًا وهو ما حدث مع العديد من أصدقائه. وأعلن حسام أحمد، 34 عامًا، أنه لا يستطع الزواج، لأنه لا يعمل بشكل ثابت، مضيفًا "عملت في إحدى شركات الحاسب الآلي، واستغنوا عني وأنا الآن بلا عمل فكيف سأتزوج وأنا بلا عمل وعاطل، كما أنني ليس لدي شقة وليس لدي مالًا لشراء شبكة وفرح ومستلزمات الزواج التي أصبحت خيالية ومرتفعة السعر".
وكشفت رئيس المجلس المصري لحقوق المرأة والمحامية نهاد أبو قمصان، أسباب تأخر سن الزواج في مصر، قائلة "أولا أنا أرفض لقب "عنوسة" سواء للفتيات أو للرجال، ولكن دعنا نقول أن تأخر سن الزواج بالفعل أصبح ظاهرة، والسبب هو الظروف الاقتصادية الموجودة في مصر، والتي أدت بالتالي إلى عدم قدرة الشاب على الزواج في سن مبكر، وارتفاع أسعار العقارات والسلع، وبالتالي الشباب غير قادرين على تكوين أسرة".
وأضافت "المشكلة تتمحور بمنتهى البساطة في أن الشاب يأخذ العديد من السنوات في تكوين نفسه وحتى يكون قادر على تكوين أسرة وهو من سن 35 إلى 40 عامًا، ولكن عندما يرغب في الزواج يبحث عن فتاة صغيرة في عمر العشرين وحتى 25، أما الفتاة التي تعدت هذا العمر ففرص زواجها قلت وهذه وجهة نظر شرقية خاطئة للأسف، أما الفتاة التي تعدت الثلاثون من عمرها تتزوج إما رجل سبق له الزواج أو رجل أرمل وكأنها ليس من حقها أن تعيش مثلها مثل غيرها من الفتيات وبالتالي نسبة العنوسة للفتيات أكبر من الشباب، لأن الشاب في النهاية سيتزوج الفتاة التي يرغب في أن يتزوجها وخاصة الفتاة الصغيرة العمر".
وبيّن الدكتور مدحت عبد الهادي، استشاري العلاقات الأسرية، أن أسباب تأخر الزواج مختلفة ومتعددة، فهناك العديد من الفتيات يفضلن الارتقاء في حياتهم المهنية والعملية عن حياتهم الزوجية، والبعض الآخر يريد أن يتزوج بمواصفات محددة خاصة تلك الفتيات التي يطلبن فرح في أكبر الفنادق وشقة في منطقة محددة وشبكة سوليتير وغيرها من الأشياء التي يعجز الشاب عنها، وهناك أخريات ليست لهن علاقات اجتماعية ويكون السبب هو الأهل من شدة خوفهم على الفتيات يقوموا بعزلهن عن المحيطين بهم وبالتالي لا أحد يشاهدهن وبالتالي يجلسن بدون زواج. أما بالنسبة للشاب فالظروف الاقتصادية في البلد هي سبب رئيسي في تأخر سن الزواج لأن الظروف أكبر من استطاعة أي شاب على الزواج. وأضاف "لحل هذه الأزمة نحتاج إلى وقت طويل جدًا لأن هناك موروثات عقائدية، وظروف اقتصادية تحتاج لكثير من الوقت حتى نستطيع التغلب على تلك الأزمة ويجب على الأهل أن يكونوا متفاهمين لتلك الظروف الاقتصادية وأن يكونوا غير مبالغين في طلباتهم للزواج".