النساء عند وصولهم إلى مركز طبي في كركوك

أطلق تنظيم "داعش" المتطرف أخيرًا سراح أكثر من 200 شخص من الإيزيديين، الأربعاء الماضي، بعد احتجازهم لمدة 8 أشهر، في أحدث إطلاق سراح جماعي من قِبل المتطرفين، الذين تستهدفهم الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والهجوم البري العراقي.
وذكر قائد البيشمركة في مدينة كركوك، شمال العراق، الجنرال هيوا عبدالله، أن داعش أطلق سراح 216 سجينًا يعانون من سوء الحالة الصحية والفقر وسوء المعاملة والإهمال، وأضاف أن نحو 40 طفلاً كان من بين المفرج عنهم، أما الباقي فغالبيتهم من المسنين.
ولم يعلن داعش عن سبب إطلاق الأسرى، الذين اختطفتهم في الأصل من شمال منطقة سنجار، وجرت عملية تسليمهم في خيميرا، جنوب غرب كركوك، 290 كيلو مترًا إلى الشمال من بغداد.
وبكى الأسرى بعد إطلاق سراحهم وعند لقاء أسرهم، حتى أن بعضهم استلقى على الأرض.
وذكر أحد اليزيديين المفرج عنهم، حاجي محمود: الآن نحن سعداء للغاية، كنا قلقين من أن يجبرونا على الذهاب إلى سورية أو الرقة.
وأولئك الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية اقتادتهم سيارة الإسعاف والحافلات لتلقي العلاج.
ومن بين المفرج عنهم، جار الله فرانسيس، 88 عامًا، مزارع مسيحي، وزوجته، مضيفًا: كسر المسلحون منزلنا في سنجار واعتقوا زوجتي وابني، ولازلنا لا نعرف أين ابننا، أخذ المتشددون كل المال والمجوهرات، كنا نعيش في خوف دائم حتى إطلاق سراحنا".
هذا ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالإفراج عن المعتقلين، حسبما صرح المتحدث باسمه، إذ ذكر ستيفان دوجاريك: من الواضح أن أي إفراج عن المدنيين الأبرياء يعد موضع ترحيب، واعتقد أنه لا أحد يمكنه المساعدة ولكن يمكنه النقل من خلال الصور".
وفرّ عشرات الآلاف من الإيزيديين في آب/ أغسطس الماضي بعد أن استولى داعش على بلدة سنجار شمال العراق، بالقرب من الحدود السورية، وأخذ الأسرى، حتى أنه مارس العبودية مع بعض النساء الإيزيديات، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان الدولية والمسؤولين العراقيين.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، أطلق داعش سراح 200 سجين إيزيدي، وفي ذلك الوقت، صرَّح مسؤولون عسكريون أكراد أن الإفراج عن السجناء جاء لأنهم متطرفين كما يخفف كثير من العبء.
ولايزال داعش يسيطر على ثلث العراق وسورية حيث أعلن الخلافة، وقد شنت الولايات المتحدة الأميركية غارات جوية وأنزلت مساعدات إنسانية في العراق بداية من 8 آب/ أغسطس الماضي.
ويعتبر داعش الإيزيديين والشيعة مرتدين يستحقون الموت، كما أنه طالب المسيحيين باعتناق الإسلام أو دفع الجزية، وذبح مئات الأسرى والمقاتلين القبليين الذين هاجموه، ونشر صورًا وفيديوهات القتل عبر شبكة الإنترنت.
وفي أعمال عنف أخرى، ذكرت الشرطة العراقية ومسؤولو إحدى المستشفيات أن قنبلة انفجرت بالقرب من سوق بغداد في ضاحية النهروان، جنوب شرق بغداد، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 10آخرين، ولم تعلن أيّة جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.