القاهرة - شيماء مكاوي
استمرت ظاهرة زواج القاصرات في الانتشار في العديد من الأرياف والعواصم والمحافظات المصرية على الرغم من التوعية والتقدم الكبيرين في كافة المجالات ,ففي الريف يسعى الأهل الي تزويج الفتيات مبكرا ظنا منهم أن الزواج " سترة " للفتاة وأن الفتاة التي تتعدى العشرين عاما تصبح عانسا" غير مرغوبة للزواج .وفي المدن والعواصم والمحافظات أنتشر هذا النوع من الزواج فكثير من الأهالي" يبيعون" بناتهم للأثرياء حتى يحصلوا على المال .وباتت هذه الظاهرة منتشرة في الريف بنسبة 54 % وهي نسبة كبيرة حسب آخر الأحصائيات وفي المدن والعواصم بنسبه 22% . أما الفئات العمرية ما بين 12 و16 عاما فهى الأكثر طلبا في الزواج السياحي وتمثل هذه الفئة 67% تليها الفئة العمرية من 16 و 18 عاما" فى المرتبة الثانية بنسبة 33% من إجمالي العينة.
وأكت دراسة حديثة صادرة عن وزارة الأسرة والسكان أن نسبة زواج القاصرات فى بعض المحافظات وصلت الى 74% وكذلك دراسة أعدت بالتعاون بين وزارة التضامن ومنظمة اليونسيف أشارت الي أن حالات زواج القاصرات فى مصر تزيد عن 40 ألف وأن مواليد هذه الزيجات وصلت الي 150 ألف بينما تبلغ نسبة زواج القاصرات فى مصر حوالى 11% . وهناك شهادات كثيرة للعديد من الحالات اعن زواج القاصرات :
وتروي نجلاء محمد قصتها مع الزواج وتقول : تزوجت وانا عمري 14 عاما من رجل ثري عمره فوق الخمسين عاما وكنت وقتها لا اعرف شيئا عن الزواج وهذا الرجل تعرف عليه والدي عن طريق سمسار هو المسؤول عن تزويج الفتيات لهؤلاء الرجال ووقتها تزوجته لمدة شهرين كان يضربني ويعاشرني معاشرة زوجية كاملة بل وأحيانا يطالبني بفعل أشياء عرفت فيما بعد انها محرمة على الازواج وبعد شهرين سافر ولا أعرف عنه شيئا. وتزوجت بعدها مرتين بنفس الطريقة وبعد انتهاء مدة العقد لا اعرف عنه شيئا . أما هبة إبراهيم فتقول أبي زوجني لرجل عمره خمسة وخمسون عاما مقابل 10000 جنيه وقال لي اني هعيش حياة الاثرياء وعشت معه أربعة شهور كاملة وكان يشرب الخمر دائما ويعاملني معاملة الخادمة وشرط علي ألا أحمل وكنت أخذ حبوب منع الحمل ولكن حملت في طفل وكانت النتيجة هي سفره المفاجئ ولا اعرف عنه شيئا وحاليا أنا أربي طفلا" لا ذنب له في اي شىء .
وكشفت أستاذ الطب النفسي الدكتورة هبة عيسوي ل " العرب اليوم" إن زواج رجل مسن بفتاة قاصر هو مرض نفسي خطير فالرجل في هذه السن يرغب في الزواج من فتاة صغيرة ظنا منه أنه يستعيد شبابه معها ولكن للأسف الشديد فهو يقتل طفولتها وبراءتها ولقد حذرنا كثيرا من زواج القاصرات لأن البنت في هذا العمل لا تكون قادرة على الزواج أو الانجاب وبالتالي فنحن ندمرها نفسيا .وهذا الرجل مريض نفسيا فهو لا ينجذب الا للفتاة صغيرة العمر وحتى لو أمامه فتاة كبيرة العمر وعلى قدر من الجمال لا ينجذب الا لهذا العمر .أما علاج هذا نفسيا فهو أمر شبه مستحيل الا اذا كان هذا الرجل لديه الرغبة في العلاج فهذا يساعد الطبيب النفسي على أن يعالجه أما إذا كان مقتنعا" تماما بأن هذا ليس مرضا فمن الصعب علاجه .
واعتبرت أستشاري الطب الجنسي الدكتورة هبة قطب إن زواج القاصرات أمر خطير للغاية حيث إن الجهاز التناسلي للفتاة يكون غير ناضج لإقامة علاقة زوجية كاملة وللأسف زواج الفتاة في عمر 12 عاما لرجل عمره تعدى الخمسين عاما يكون هدفه الوحيد هو إشباع رغبة الرجل المسن الجنسية ولكن تلك الفتاة الضعيفة لا تتحمل لذا نلاحظ إن معظم الوفيات تحدث للفتاة بعد زفافها بل وفي يوم زفافها لأنها طفلة لا يمكنها أن تتزوج وأن تنجب مثل الفتاة التي تعدت العشرين من عمرها .ولكن ما يحدث في الريف والمتاجرة بالفتيات الصغار هو أمر خطير للغاية لابد من التصدي له لأنه ينتج عنه العديد من الكوارث.
ويوضح المحامي إيهاب زين : تنص المادة رقم 31 مكرر من قانون الطفل رقم 126 لعام 2008، على أنه لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة، ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج للتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما، ويعاقب تأديبيًا كل من وثق زواجًا بالمخالفة لأحكام هذه المادة.و قانون الأسرة والأحوال الشخصية الجديد حدد سن الزواج للإناث ب18 عاماً بعد أن كان 16 عاماً، وأن عقد الزواج دون السن القانونية يعد مخالفة للقانون.كما أن عقد قرآن القاصر يعتبر جناية تزوير في محررات رسمية عمد فيها المأذون إلى تغيير الحقيقة بطريق الغش.وإن قيام الشريك في هذه الجريمة يكون بإمداد المأذون بالمستندات المطلوبة، وبذلك يعتبر ولي الأمر شريكاً بالاتفاق والمساعدة بالتزوير لعلمه بالمعلومات والمستندات المزورة التي أمدّ بها.