آنجيلا أورسز وأوسكار غرونينغ

استمعت محكمة ألمانية، أمس الثلاثاء، إلى أحد الطفلين الناجيين من المحرقة النازية في معسكر الإبادة "أوشفيتس" في ألمانية؛ لمواجهة حارس متهم بالتواطؤ في جرائم القتل الجماعي لثلاثمائة ألف من اليهود المجريين.

وأكدت آنجيلا أورسز التي أكملت الآن سن السبعين وهي تنظر إلى عيون أوسكار غرونينغ الرجل البالغ من العمر 93 عامًا، قائلة: "نحن ما زلنا نبكي على ما قد أخذته منا"، متسائلة: "كيف يمكن لي أن أسامح ؟".

واعترف غرونينغ بذنبه الأخلاقي ولكن لم يُدَن قانونيًا في بداية محاكمته في مدينة لونبيرغ الشهر الماضي، وقد بدأت السيدة أورسز بالحديث قائلة: "أريد أن أقف هنا وأوجه أصابع الاتهام المباشر تجاه هؤلاء مثل السيد غرونينغ والذين هم مسؤولون عن الظروف غير الإنسانية التي ولدت فيها؛ كواحدة ضمن طفلين نجوا من المذبحة بحق 1,2 مليون شخص في بولندا المحتلة وقتها من قبل النازيين"، مضيفة أنها نجت لسبب واحد لأنها لديها مهمة للتحدث عن هؤلاء ممن لا يستطيعون التحدث.

وكشفت أورسز تفاصيل مروعة جرت على أيدي النازيين خلال تلك الحقبة في المعسكر الذي كان يعرف بمعسكر الشر وتجارب التعقيم التي أجريت على والدتها داخل المعسكر وهي في الشهر السابع من الحمل وحقن مواد مشتعلة بداخلها مرات ومرات ما أدى إلى أنها السيدة التي ولدت في الواحد والعشرين من كانون الثاني/ ديسمبر عام 1944 لم يصبح لديها أخوات كما أدت هذه التجارب إلى ولادتها بوزن كيلوغرام واحد فقط بحيث لم تكن مرئية عند ولادتها وإلا كانوا قد قتلوها إذا علموا بولادتها.

وأوضحت أنَّها كانت تعاني من سوء التغذية عند ولادتها كما أنها لم تكن تستطيع الصراخ وهو السبب الوحيد الذي ترى بأنه جعلها تبقى على قيد الحياة وتنجو.

وتحاول مرارًا وتكرارًا خلال شهادتها الإشارة إلى مسؤولية غرونينغ الذي كان برفقة اثنين من المسعفين وتركها وهي تعاني من ضعف في صحتها على نحو متزايد، كما أشارت إلى علميات فرز اليهود التي كانت تتم وهو متواطئ فيها إلا أنه لا يرد في كل مرة يوجه إليه السؤال بحيث ينظر إلى الأسفل.

وكانت أورسز وفقًا لكلامها لا تستطيع الاستحمام في الوقت المتبقي من عمرها وحتى موتها تخاف من نباح الكلاب، مضيفة إنَّ والدتها قد ماتت متأثرة بمرض السرطان وخلال مرضها كانت تعاني من كوابيس بسبب الدكتور مينغل الذي كان يجري عليها التجارب.

 وتتوقع أنه لم يعد يتبقى سوى سكان مونتريال للإدعاء في القضية لتقديم أدلة تدين غرونينغ على ما اقترفه وذلك نيابة عن الدولة الألمانية، مضيفة أنَّ حفيدها الآن يمكنه أن يروي لعائلته يومًا ما عن أهوال المحرقة أكثر من أي وقت مضي.

يُذكر أن أورسز  فقدت عائلتها بأكملها في أحداث محرقة الهولوكوست باستثناء والدتها.