برازيليا ـ رامي الخطيب
اكتشف الباحثون حفريات لمخلوق برمائي في شرق البرازيل، يبلغ طوله 40 سنتيمترًا، ويبدو شكله كخليط من السمندل المكسيكي وثعبان البحر.
وبيّنت مديرة مجموعة الحفريات الفقارية في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، مارثا ريختر، أن هذه الحيوانات المنقرضة كانت مفترسة، وكانت تعيش على الأسماك الصغير أو اللافقاريات السابحة في البحيرات القديمة قبل نحو 278 مليون سنة.
ويملأ الاكتشاف الجديد فجوة مهمة في فهم تطور وتكيف البرمائيات، خصوصًا وأن المجموعة مهددة اليوم بسبب التغيير البيئي والأمراض، وكانت معرفة العلماء للفقاريات التي تدب على أربع أرجل من بداية فترة ما قبل التاريخ تقتصر على أميركا الشمالية وأوروبا الغربية، ويعرفون القليل جدا عن الحيوانات التي تعيش في المناطق المدارية.
وأوضحت ريختر "هذا اكتشاف مهم لأن فهمنا لتطور وتكيف البرمائيات عبر الزمن اقتصر دائما على الحيوانات الموجودة في أوروبا وأميركا الشمالية، واليوم استطعنا اكتشاف أقارب لتلك الحيوانات موجودة في البرازيل، ويمكننا من خلال هذا الاكتشاف معرفة المزيد عن علم البيولوجية الحيوية ومدى اتساعها بعيدا عن خط الاستواء".
واكتشف الفريق حفريات تعود إلى سحلية، يقولون إنها من أقدم الزواحف التي وجدت في أميركا الجنوبية، وسيساعد هذا الاكتشاف العلماء على تحديد كيفية انتشار الحيوانات في العصر البرمي أي قبل 253 مليون عام.
وتابعت "انقرض أكثر من 90% من أنواع المخلوقات على الأرض في نهاية العصر البرمي، بسبب الظروف القاسية التي عمت أنحاء العالم، وهذا كان أكبر انقراض جماعي معروف حتى الآن".
واختتمت حديثها بالقول "يعتبر فهم تكوين مثل هذه الحيوانات في شمال شرق البرازيل مهما كي نتمكن من فهم تغيراتها عبر الزمن، وستساعدنا على التنبؤ بنحو أفضل كيف ستتطور مجتمعاتها المعقدة، وكيف ستستجيب الحيوانات للتغيرات البيئية العالمية واسعة النطاق، وعلى الرغم من أن تكوين القارات والمناخ كان مختلفا في ذلك الوقت، لكن الأنواع الجديدة التي تطورت من العائلات القديمة معرضة للخطر في مواجهة التغير الدرامي للمناخ منذ بضعة عقود."