الرياض ـ العرب اليوم
توصّلت دراسة علمية حديثة إلى أن الفوضى الجنسية بين صراصير الحقل قد تقلل من فوائد التزاوج الناجح، وفقا لما ذكرته صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، وحسب الدراسة، فإن ذكور صراصير الحقل، التي تمارس الجنس مع عدة شركاء تعاني من انخفاض في معدلات الإنجاب، بسبب مواجهتهم لمنافسة مع غيرهم من الذكور قبل وبعد ممارسة الجنس.
وذكرت دورية "السلوك الإيكولوجي"، التي نشرت الدراسة، أن "التنافس حول التزاوج له تأثير قوي على التطور"، كما أن "إناث صراصير الحقل ربما يفضلن ذكورًا معينين، ويمكن للأفراد المهيمنين احتكار السماح للإناث مما يؤدي إلى التباين في اللياقة البدنية التي تدفع إلى الاختيار". وبمجرد الانتهاء من عملية التزاوج، لا يزال هناك متسع من الوقت لمزيد من الانتقاء الجنسي مع الحيوانات المنوية المنافسة واختيار الإناث الغريبة.
ويدرس الباحثون من جامعة "إكستر" صراصير الحقل في شمال إسبانيا، ويراقبون التنافس الجنسي منذ عام 2006. وصراصير الحقل نوع شائع من الصراصير التي يعرفها الناس بأصوات نقيقها في الليل. ووضع فريق البحث كاميرات الفيديو في المخلوقات البيئة الطبيعية مع آمال لالتقاط لمحة أفضل من المنافسة بين الذكور وعادات التزاوج، إذ أنه "نادرا ما يتم قياس العلاقة بين هذين الشكلين من المنافسة في البرية". وبعد مراقبة الصراصير، وجد الباحثون أن الذكور الذين يمارسون علاقة جنسية مع شركاء مختلفين أكثر انجذابًا للإناث ذوات الصفة نفسها، مما يعوق في نهاية المطاف عملية الاستنساخ.
وقال الباحث ديفيد فيشر، من مركز علم البيئة والمحافظة عليها في جامعة إكستر بنراين في كورنوال، إن "الذكور التي تتزاوج كثيرا تفقد بالفعل فرص الأبوة خلال منافسة الحيوانات المنوية". وأضاف: "قد يبدو أكثر منطقية الاعتقاد بأن المزيد من اللقاءات الجنسية من شأنها أن تؤدي إلى عدد أكبر من النسل الجديد، ولكن هذا ليس صحيحا بالضرورة، ففي واقع الأمر، تتسبب منافسة الحيوانات المنوية القوية بالعكس"
وأشارت الدراسة إلى أن كلا من ذكور وإناث الصراصير البرية يفضلون تعدد الشركاء ويخرجون ما لديهم لإيجادهم. ويتنافس الذكور ليس فقط مع شركائهم قبل ممارسة الجنس، ولكن يتنافسون أيضا مع الذكور الأخرى بعد ممارسة الجنس. وأضاف فيشر: "نحن نعلم أن المنافسة مع القرناء لديها تأثير على التطور، مع تفضيل الإناث لشركاء معينين، وهيمنة الأفراد على احتكار السماح للإناث".
وتابع: "ومع ذلك، هذا البحث لا يعطي نظرة جديدة لفهم كيفية عمل علاقات بين الذكور والإناث فحسب، وإنما أيضا كيفية أنواع المنافسة بين الذكور المختلفة التي تتصل بعضها البعض". من خلال تحليل ما قبل وبعد المنافسة الجنسية مع صراصير الحقل، يعتقد الباحثون أنهم أجابوا على كثير من التساؤلات حول نظم التزاوج الفوضوي المتعدد الأطراف.
ووفقا للباحثين، "فقد وجدوا أنه من غير المرجح أن يتجنب الذكور المنافسة سواء ما قبل أو ما بعد العلاقة الجنسية". وتدعم هذه الفكرة أن في الأنواع حيث الذكور غير قادرة على إثبات هيمنتها، "فإنه من غير المرجح تطور البديل الذكوري". كما أن ترتيب عملية التزاوج يقلل من نجاح الاستنساخ بسبب منافسة الحيوانات المنوية.