التقط باحثون من جمعية المحافظة على الحياة البرية "WCS"، في منتزه نوابالي ندوكي الوطني في جمهورية الكونغو، مقطعًا عاطفيًا لشقيقين من حيوانات الغوريلا خلال مراقبتهم للحيوانات في الغابة، وتبدو هذه اللحظة عاطفية للغاية، إذ يتعانق أخ غير شقيق من حيوان الغوريلا مع أخته بعد التوقّف عن مصارعة بعضهما البعض، وكانا كلا من الأخوين اللذان يعيشان في الأراضي المنخفضة، واللذان يُعرفان باسم "أفاتار" و"جينجلز"، في منتصف الطريق خلال جلسة للعب في مبيلي باي، وهي غابة تقع في منتزه نوابالي ندوكي الوطني في جمهورية الكونغو، أثناء التقاط مقطع الفيديو. 

وأصدر الباحثون في برنامج الكونغو التابع إلى جمعية الحفاظ على الحياة البرية لقطات لزوج الغوريلا حيث كانا في حالة احتضان عاطفية رائعة، والتقط مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته 11 ثانية من منصة المراقبة في مبيلي باي، وهي منقطة يتم فيها إزالة الغابات في منتزه نوابالي ندوكي الوطني التابع لجمهورية الكونغو، والتي تساعد الجمعية في إدارته.

وكشف باحثو الجمعية أنه كان جزءًا من جلسة لعب بينهما، ومع ذلك، يعتبر لعب الغوريلا أكثر قسوة من لعب الأشقاء بالنسبة للإنسان العادي، وقال فريق الباحثين، إنّ "الغوريلا تقوم باشتباكات جسدية في سلوكهم أثناء اللعب؛ حيث يتصارعون، ويضربون بعضهم البعض، ولكن أيضا يقومون بلمس، وشم، وتقبيل والعناق مع بعضهم البعض"، مشيرًا إلى أنّ "التعانق يعتبر مثل الاستمالة، قد يكون أيضا شكلًا من أشكال تأكيد الروابط الاجتماعية."

 وتعمل جمعية المحافظة على الحياة البرية "WCS" المنطقة المحمية المُخصصة لحماية الغوريلا، والفيلة، وأنواع الحياة البرية الأخرى من الصيد غير المشروع، وتقع عمليات إزالة الغابات الطبيعية الكبيرة "12.8 هكتارًا" في الجنوب الغربي من حديقة نوابالي - ندوكي الوطنية في شمال الكونغو، ونظرًا للتربة الغنية بالمواد المعدنية والنباتات المائية، فإن مبيلي باي هي مورد جذاب للعديد من أنواع الثدييات المراوغة بما في ذلك غوريلا الأراضي المنخفضة الغربية وفيل الغابات الأفريقي، وفي عام 1995 وضع الباحثون دراسة هناك لدراسة غوريلا الأراضي المنخفضة بسبب التضاريس الفريدة التي تسمح بالمراقبة دون حجب من الحيوانات التي من الصعب على خلاف ذلك دراستها في الغابات الكثيفة.

 وأفاد الباحثون بأنّه "في مبلي باي يمكننا أن نتعرف بشكل فردي ونرصد عدد كبير من الحيوانات وبالتالي الحصول على معلوماتٍ مفيدة عن تاريخ الحياة للحيوانات الرئيسية والديناميات السكانية للمساعدة في التعرف علي استراتيجيات للحفاظ عليها"، ومنذ عام 1995، تم تحديد هوية أكثر من 460 غوريلا، وفي الوقت الحالي، يتم مراقبة 25 مجموعة من الغوريلا و13 الذكور الفردية، التي بلغ مجموعها إجمالًا أكثر من 200 حيوان. ومنذ عام 2017، زار نحو 125 غوريلا مبيلي باي، وولد فيها 2 من أطفال الغوريلا الجديدة.

 وبصرف النظر عن الغوريلا، تم التعرّف على هوية ما يقرب من 536 فيل في مبيلي، منذ يناير/ كانون الثاني 2017، وولدت 3  حيوانات جديدة، ودخلت الدراسة أيضا شراكة مع جامعة فريدريش شيلر جينا ومعهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية لتطوير برنامج الآلية الفردية لتتعرف على الغوريلا التي من المحتمل أن يكون له العديد من التطبيقات في دراسات المستقبلة