عمان – إيمان يوسف
على الأطراف الجنوبية للعاصمة الأردنية عمان، تقع أكبر محمية في الأردن على مساحة 292 كيلو متر مربع، تضم التضاريس المختلفة، ففي مساحات معينة تغطيها الأشجار لنجد في مساحات أخرى الصخور ذات اللوحات الفنية الجميلة، فهي تحتوي على الأقاليم الحيوية الجغرافية الأربعة: "إقليم البحر المتوسط والإقليم الإيراني – الطوراني وإقليم الصحراء العربية والإقليم السوداني"، لذلك فهي أكثر المناطق تنوعًا من ناحية الأنظمة البيئية والأنماط النباتية مثل نمط العرعر ونمط البلوط دائم الخضرة ونمط نبت الكثبان الرملية ونمط النبت السوداني وغيرها كما تتميز المحمية بأنها موئل ما تبقى من غابات السرو الطبيعية المعمرة.
وقال مدير السياحة في محمية ضانا، رائد الخوالدة، خلال جولة للإعلاميين نظمتها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، إن الدور الإستراتيجي للجمعية الملكية لحماية الطبيعة تأهيل المجتمعات المحلية، موضحًا أنه يعمل في المحمية منذ 22 عامًا، حيث بدأ العمل كدليل سياحي للزوار ليتدرج بالعمل إلى أن أصبح مديرًا للسياحة.
ويوجد في المحمية التي يقصدها الزوار من كافة أرجاء العالم، 4 فنادق ومخيمين بيئيين يقدمون إلى الزوار الخدمات المتنوعة من الإقامة والطعام المحلي والشعبي في المنطقة مثل الرشوف والمنسف وغيره .
ويستمتع الزائر للمحمية التي تستغرق مدة مكوثه يومين بالمتوسط، بحسب المسؤولون في المحمية، بمراقبة النجوم ليلاً مع الخبراء والمختصين في المحمية، وكذلك بسهرة بدوية في مخيم الرمانة البيئي الذي يقع على هضبة منبسطة ذات إطلالة متميزة على وادي الأردن، ويحتوي المخيم على 25 خيمة مجهزة للمبيت تتسع لنحو 60 شخصًا، تنقسم إلى الخيم الاقتصادية وخيم الديلوكس، والتي تمتاز بإطلالة ساحرة على جبال ضانا، بالإضافة إلى خيمتين بدويتين كبيرتين ومنطقة خارجية للطعام وحمامات مشتركة.
ولأن من أهم أهداف المحميات الاهتمام بالسياحة البيئية، يوجد فيها نزل ضانا البيئي الذي تم تأهليه وتوسعته ليشمل 23 غرفة مجهزة لاستقبال الزوار والتمتع بهدوء الطبيعية، كما يستطيع محبي رياضة اليوجا ممارسة هذه الرياضة، ويستطيع عشاق مراقبة الطيور ممارسة هوايتهم في هذه المحمية.
وتعتبر محمية ضانا من المحميات الهامة في العالم لإجراء الدراسات والبحوث، حيث تم تسجيل 833 نوعًا من أنواع النباتات، منهم ثلاثة أنواع من النباتات المصنفة "الزعتريات"، والتي تسجل لأول مرة، كما يوجد في المحمية 200 نوع من أنواع الطيور المقيمة والمستوطنة، ويوجد 43 نوعًا من أنواع الثديات، منها الضبع والذئب والثعلب والماعز الجبلي "البدن".
ويشار إلى أن الجمعية الملكية في عام 1994، اتخذت خطوات رائدة في محاولة للحفاظ على التنوع البيولوجي الثمين الموجود في ضانا، وبتمويل من صندوق البيئة العالمي، حيث أنها وضعت أول خطة لإدارة المناطق المحمية في الأردن، وجعل محيط محمية ضانا الحيوي نموذج متكامل للحفاظ على البيئة بالإضافة إلى التنمية الاجتماعية الاقتصادية.
وحددت الخطة الأهداف والإستراتيجيات والأولويات التي تسعى في نهاية المطاف إلى إيجاد توازن بين حماية عجائب ضانا الطبيعية وبين تلبية احتياجات السكان المحليين، وتقوم هذه الإستراتيجية في الأغلب على مفهوم تقسيم المناطق، وتحديد المناطق التي يمكن أن تقام فيها الأنشطة أو لا، الأمر الذي يتيح المجال للرعي ولإقامة الأنشطة الترفيهية على حد سواء، ومن خلال إتباع هذا النهج أصبحت محمية ضانا الموقع السياحي الأول في مجال السياحة التي تتحمل المسؤولية البيئية.
وحتى الآن تلقت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة العديد من الجوائز العالمية لنجاحها في تخفيف حدة الفقر للمجتمعات المحلية وخلق فرص عمل ولجهودها في الحفاظ على الطبيعة التي تشمل التهديدات الرئيسية على البيئة الطبيعية للمنطقة، والتي لا تزال تعاني من الرعي الجائر، قطع الأخشاب، والصيد.