واشنطن رولا عيسى
قرَّرت الأمم المتحدة الأحد، حظر الاتجار بالببغاء الأفريقي الرمادي اللون، وذلك خلال قمة الحياة البرية العالمية التي اقيمت في مدينة جوهانسبرغ في جنوب افريقيا. وقالت سوزان ليبرمان، من جمعية حماية الحياة البرية: "لو كان يمكن للطيور أن تتحدث، فإن الببغاء الأفريقي الرمادي سيقول لكم شكراً. الآن، لن يتم اسكات صوت الببغاء الأفريقي الرمادي عبر الغابات الأفريقية الكبيرة"
وكان حوالي 3 مليون ببغاء قد تم اخذها من البرية في السنوات الـ40 الماضية، مما ادى إلى انخفاض أعداده في غرب ووسط وشرق أفريقيا. وكانت الدول الـ182 المجتمعة في جوهانسبرغ من أجل معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوانات المهددة بالانقراض، قد تناولت الأزمة يوم الخميس الماضي بعد نقاش حاد وتصويت سري.
وجاءت نتيجة التصويت بـ95-35 لصالح منح الببغاء الأفريقي الرمادي أعلى مستوى من الحماية، وهو ما يعني حظر استغلاله في جميع أنواع التجارة الدولية. ولا يزال يمكن تداول الببغاء، ولكن إذا كانت المنشأة التي تريد امتلاكه مسَجلة في المعاهدة.
وكانت جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تضم أكبر عدد من الببغاء الأفريقي الرمادي، قد عارضت بشدة قرار الحظر، ولكن هذا لم يمنع من تمرير الاقتراح الذي تقدمت به الغابون وست دول أفريقية أخرى بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقال ممثل دولة ساحل العاج: "الطيور لا تعرف حدوداً، ولذلك يجب علينا أن نعمل معاً من أجل تحقيق ذلك".
وقال كولمان اكورديان من الصندوق العالمي للطبيعة: إن"فرض حظر شامل على التجارة الدولية للببغاوات الافريقية الرمادية البرية تعد خطوة هائلة إلى الأمام وسوف تساعد على حماية هذا النوع غير العادي من التجارة التي ساهمت في انخفاض اعداده في جميع أنحاء أفريقيا خلال العقود الأخيرة."
واضاف اكورديان: أن "الاحتيال والفساد مكّنا التجار من تجاوز الحصص الحالية وواصلوا حصد اعداد لا يمكن تحملها من الببغاوات الرمادية الأفريقية من غابات الكونغو، وذلك لتغذية التجارة غير المشروعة. ولذا فإن حظر التجارة سيجعل من السهل على وكالات إنفاذ القانون ايقاف الصيادين والمهربين."
ويعد الببغاء الأفريقي الرمادي هو احد أكثر الحيوانات الأليفة شعبية ليس فقط لقدرته على التحدث، ولكن أيضا لطول عمره الذي يمكن أن يصل إلى 50 عاماً. وكان يوجد ببغاء أفريقي رمادي شهير يدعى أليكس عاش لمدة 30 عاماً وكان قادراً على التواصل مع الناس من خلال استخدام 100 كلمة.
وكانت دول القمة قد ناقشت ايضاً اقتراح تم تقديمه من كندا حول تخفيض الحماية المفروضة على "صقر الشاهين" الذي يعد أسرع مخلوق في العالم. وكان صقر الشاهين قد حصل على أعلى مستوى من الحماية وذلك بعد انخفاض اعداده في الفترة ما بين خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي بسبب المبيدات الحشرية وعوامل اخرى. ومع ذلك، انخفضت اعداد صقور الشاهين حيث يوجد منها فقط حوالي 300 ألف في جميع أنحاء العالم.
وأيدت الدول العربية هذا الاقتراح، حيث قال ممثل دولة الامارات أن هذا الصقر يعد جزءاً من تاريخ وتراث البلاد. ولكن اعترض الاتحاد الأوروبي على هذا الاقتراح بسبب أنه سيزيد من الطلب على الصقور البرية وصيدها، كما اعترض ايضاً ممثل دولة إيران الذي قال أن 300 من صقور الشاهين قد تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني في عملية واحدة في عام 2014. وجاءت نتيجة التصويت 57-52 لصالح رفض الاقتراح.