لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة حديثة، أن مبيد الفطريات المعروف باسم "ميكلوبوتانيل"، والذي يستخدم في رش الحدائق لحماية الورود من العفن الأسود والبياض الدقيقي، يشكل خطورة النحل؛ إذ يسبب تلفًا في عضلاتها مما يجعلها أقل قدرة على إكمال رحلات البحث الطويلة عن الطعام أو الدفء في فصل الشتاء.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، هناك أنواع من المبيدات المحظورة التي يستخدمها المزارعون والتي تعتبر سامة للنحل، إلا أن هناك بعض المبيدات الفطرية، التي تبين أنها سامة، مثل "ميكلوبوتانيل" تستخدمها الأسر العادية.
وقد أوصت الجمعية الملكية البستانية في بريطانيا، باستخدام مبيد "ميكلوبوتانيل" للقضاء على البياض الدقيقي الذي يصيب نباتات الزينة، بينما يساعد على نمو الفطريات البيضاء عند الزهور مما يصيب براعم الزهور بالعجز عن الانفتاح.
إلا أن الدراسة، التي أنجزها علماء بجامعة إلينوي برئاسة الدكتور وينفو ماو، قد وجدت أن المبيد، والذي يتم استخدامه بشكل شائع، له رد فعل سيء مع التفاعلات الكيميائية في النباتات التي تحدث بصورة طبيعية، والتي يتغذى عليها النحل.
وأكدت الدراسة أن المبيد يؤدي إلى تلف العضلات الصدرية التي يعتمد عليها النحل في رحلات طيرانه الطولية، وفي توليد حرارة تصل إلى 35 درجة مئوية في سبيل الحصول على تدفئة في ظل درجات الحرارة المنخفضة، لافتة إلى أن المبيد يعرض كذلك النحل إلى خطورة عدم القدرة على استخراج الطاقة الكافية من غذائه الطبيعي.
وقال الدكتور ايفور ديفيس، الرئيس السابق لجمعية النحالين البريطانية: "نود أن نشجع الحدائق على عدم استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات، إلا في حالة التأكد من عدم خطورتها على النحل"، مشيرًا إلى أن النحل يقوم ببسط عضلاته في فصل الشتاء للحصول على التدفئة المناسبة، وفي حالة عجز عن ذلك الأمر فسيموت مبكرًا، وهو الأمر الذي يعرض مستعمرات النحل لخطر الانهيار.
وأضاف أن "المزارعين والبستانين على عاتقهم مسؤولية كبيرة، وذلك لأن النحل في المناطق الحضرية يتغذى على حدائق أكثر من الريف".
جدير بالذكر أن مبيد "ميكلوبوتانيل" حائز على موافقة جميع دول الاتحاد الأوروبي، على الرغم من استعماله في مبيدات رش المحاصيل المحلية باستثناء الزهور.