الجزائر ـ الجزائر اليوم
في المرحلة الاستثنائية التي يعيشها الجزائريون، كغيرهم من شعوب العالم، منذ شهر مارس/آذار جراء جائحة فيروس "كورونا" المستجدّ، كثرت الهزات الأرضية من شرق الوطن إلى غربه، فبعد زلزال ميلة، جاء تيبازة وبعدها وهران، وأدى تكرارها إلى زرع الخوف والرعب في نفوس سكان هذه المناطق، وكل المدن الساحلية.وأعاد تسجيل هزات متوسطة القوة إلى ذاكرة الجزائريين، سيناريو زلزال 21 ماي 2003 ببومرداس الذي بلغت شدته 6.8 درجات على سلم ريختر، وتسبب في مقتل 2200شخص وإصابة 11500آخر بجروح متفاوتة الخطورة.
80 هزّة ارتدادية في الجزائر خلال شهر واحد
وكانت جمعة 7 أوت الماضي، قد شهدت في حدود السابعة صباحا، هزّة أرضية بقوة 4.9 على مقياس ريختر بولاية ميلة وبالضبط في منطقة حمالة، تلتها هزة أخرى بدرجة 4.5، ورغم عدم تسجيل خسائر بشرية، إلا أنّ حالة الهلع والخوف وتكرار الهزات الارتدادية، كان كافيا لإثارة “فوبيا” الزلازل عند سكان الولاية والكثير من الجزائريين، وخاصة في مناطق أحدث فيها الزلزال العنيف حالة نفسية خاصة عند البعض، مثل مدينة شلف وبومرداس.
ومنذ شهر أوت الماضي، سجلت الجزائر 80 هزة ارتدادية على الشريط الشمالي الساحلي، وهي ظاهرة جديدة، حسب خبراء الجيوفيزيا والكوارث الطبيعية، بعثت المخاوف في قلوب الجزائريين يوما بعد يوم، فوهران المدينة الساحلية، شهدت منتصف أوت هزة أرضية بدرجة 3.4 درجة على سلم ريتشر، وكانت وكان قد وقع بها زلزال بقوة 5.6 درجات خلال 2008، وفي 2018، 3.3درجة على سلم ريختر، وخلال 2019 هزة أرضية أيضا سجلتها نفس الولاية، وهي هزات مستمرة ومتكررة، على غرار ولاية تيبازة، وولاية المدية.
هزات غير عادية وغير مسبوقة في الجزائر
وفي هذا الموضوع، أكد خبير الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، في تصريح لـ”الشروق”، أن الجزائر سجلت، خلال شهر واحد ومنذ زلزال ميلة، 80 هزة أرضية ارتدادية، وأن تكرار واستمرار الهزات وتسجيلها في ولايات شمالية من الشرق إلى الغرب، يجعلها ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الزلازل في الجزائر، حيث تم تسجيل هزات أرضية في ميلة وتيبازة ووهران، في مدة قصيرة.وخلال أسبوع واحد، حسب شلغوم، سجّلت عدّة هزات أرضية في الشمال الجزائري، هذه الحالة تستدعي توفير إمكانيات من طرف وزارة الداخلية، لاستخلاص دراسة دقيقة وتفسير الهزات المتكررة والمستمرة، سيما في ميلة وتيبازة ووهران.
واعتبر عبد الكريم شلغوم، أن زلازل 2020 في الجزائر، تنذر بحدوث كوارث طبيعية، وقد يأتي بعدها زلزال عنيف، حيث لا يملك نادي المخاطر الكبرى، أجهزة ووسائل من شأنها القيام بدراسة وفحص الشقوق والطاقة التي تخرج منها في المناطق التي شهدت هزات أرضية مؤخرا.وحذّر خبير الكوارث الطبيعية، من التغاضي وعدم الاهتمام بهذه الظاهرة الجيولوجية، كما أعاب على المشاريع السكنية التي انطلقت أشغالها منذ سنة 2000، إنجازها خارج الشروط والمقاييس التي تمكنها من التصدي للزلازل المصنفة، من طرف الخبراء، ضمن المخاطر الكبرى في الشمال الجزائري.
تزايد الاهتمام بتأمين مخاطر الزلازل
ومع تزايد الهزّات الأرضية، وتصنيف بعض المناطق في الخانة الحمراء لخريطة الزلازل في الجزائر، بدأ الخوف على الممتلكات وانهيار السكنات يستشري في المجتمع ويكسب ثقافة التأمين عند البعض، حيث أكد مدير عام شركة”تريست” للتأمينات، عبد الحكيم حجو، أن نسبة الإقبال على التأمين ضد المخاطر الطبيعية كالزلزال والفيضانات لا تزال ضعيفة حيث لا تمثل سوى 5 أو 6بالمائة، لكن بالمقارنة مع الإجراءات التي تبقى جديدة، فإنها مؤشر ايجابي، حيث تسعى شركات التأمين إلى نظام جديد يضمن حق الزبون، ويعطي نتائج إيجابية، خاصة بعد فرض شهادة التأمين على المخاطر الطبيعية وتسليمها للموثق عند شراء مسكن جديد.
وقال عبد الحكيم حجو، إن الجزائر شهدت في 5 سنوات الأخيرة، تزايد وتيرة الحوادث الطبيعية، مما يستدعي العمل من طرف المتعاملين الاقتصاديين في مجال التأمينات، والتحسيس بضرورة التأمين ضد مخاطر الفيضانات والزلازل، والاتصال بالمواطنين والإعلان عن خدماتهم، وعن التحسينات المدرجة التي من شأنها كسب ثقة الزبون.وفي ما يخص تكاليف التأمين على الفيضانات والزلازل، أوضح مدير عام “تريست”، أن ذلك يخضع لعدد الغرف والموقع وثمن السكن وأيضا حسب الولاية التي يقع فيها ملك المؤمن، حيث تزيد التكلفة حسب تصنيف الولاية في خانة خارطة الزلازل في الجزائر، فإذا كانت في منطقة الخطر أي الحمراء يدفع زبون وكالة التأمين أكثر.
قد يهمك ايضا: