الذئب الذهبي الأفريقي

رغم أن عام 2020 لم يتح للكثيرين ممارسة حياتهم الطبيعية كما اعتادوا عليها، إلا أنه كان فرصة لعودة ظهور حيوانات نادرة بعدد من دول العالم، الجزائر من بين تلك الدول، التي سجلت في 2020، عودة ظهور 4 حيوانات نادرة، بعضها اعتقد العلماء أنها انقرضت، والفضل في ذلك يعود لعدو البشر الأول خلال السنة التي تشارف على مغادرتها وهي فيروس كورونا.

آخر تلك الحيوانات التي ظهرت في الأيام الأخيرة، "الذئب الذهبي الأفريقي"، أو ما يعرف أيضا بـ"ابن آوى الذهبي"، وتحديداً في غابات وجبال "الأوراس" بمحافظة باتنة الواقعة شرقي البلاد.

لم يكن كورونا السبب الوحيد في ظهور "الذئب الأفريقي"، فقد تزامن ظهوره مع التساقط الكثيف للثلوج على المرتفعات التي يبلغ علوها نحو 1000 متر، بينها جبال الأوراس التي تستقبل كل عام "ضيفها المفضل" وهي الثلوج.

ورصد سكان المدينة "ابن آوى الذهبي" يتجول في غابات وجبال المنطقة، وتمكن عدد منهم من التقاط صور وفيديوهات لمجموعة من هذا الصنف النادر من الذئاب التي تعيش أيضا في صحراء الجزائر، وسعت الجزائر للمحافظة على هذه السلالة من الذئاب من الانقراض، ونادرا ما يتم العثور عليها في الغابات والصحاري، لكنها توجد بمحميات خاصة بها، بينها "الحظيرة الوطنية لولاية تيسمسيلت" الواقعة غربي الجزائر.

وأكد سكان محافظة باتنة أن ظهور "الذئب الذهبي" يعد حدثاً نادراً، وأنه غاب عن غابات المدينة من نحو 3 عقود لأسباب بقيت مجهولة، فيما أرجعها البعض إلى هروب الذئاب من الجماعات الإرهابية فترة التسعينيات بعد أن تحصن الإرهابيون بها.

يصنف حيوان "الذئب الذهبي" من الثدييات وفصيلة "الكلبيات"، وينتشر في عدد من مناطق العالم، أبرزها شمال وشرق أفريقيا، وجنوب شرق أوروبا، وجنوب آسيا، وذكرت دراسات وأبحاث علم الوراثة أن هذا النوع من الذئاب مختلف عن الأنواع الأخرى من "ابن آوى" رغم تصنيفه العلمي معها، وربطته أبحاث علم الوراثة بمجموعة "الذئاب من عائلة الكلبيات" التي تضم أيضا الذئب الرمادي.

واعتمد العلماء في ذلك على أدلة جينية في شكل جمجمة الذئب الذهبي، إذ تحمل علامات شبيهة بجماجم الذئاب أكثر من أنواع ابن آوى الأخرى، وتسرد أبحاث تاريخية عن حضارات قديمة أساطير عن الذئب الذهبي وكل أنواع الذئاب، وتربطها بـ"الموت الذي يحل على عدد كبير من الناس"، فيما تشير أخرى إلى أن "الذئب الذهبي" مرتبط في معظم الأساطير القديمة بـ"الموت القادم" لدى المعتقدات الإنسانية القديمة.

وبظهور "الذئب الذهبي" تكون الجزائر قد "حطمت الرقم القياسي" في عدد الحيوانات المهددة بالانقراض التي ظهرت بعام واحد، حيث استفادت من غياب البشر الذين التزموا بيوتهم خشية فيروس كورونا، لتخرج تلك الحيوانات من جحور مجهولة.

ومن بين تلك الحيوانات، كان "الضبع المخطط" الذي ظهر بغابات محافظة تيبازة الواقعة وسط الجزائر في يوليو/تموز الماضي، بعد قرابة 38 عاماً من فقدان أثره بتلك المنطقة التي عاش بها لمئات السنين، وشكلت عودة ظهور "الضبع المخطط" صدمة لدى العلماء، خصوصاً بعد أن تأكدوا من انقراضه في ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن يعود للظهور في 2020 بغابة "برويس".

وفي أكتوبر/تشرين الأول، عاود حيوان "الزردي" الظهور بغابة "سيدي بختي" بمحافظة وهران غربي الجزائر، ويعد "الزردي" من بين الحيوانات المهددة بالانقراض، ومصنف ضمن قائمة "الحيوانات غير الأليفة" المحمية بالجزائر، ويعرف بكونه "حيواناً ليلياً خجولاً وغير مفترس" بلونين أسود ورمادي وذنب طويل، ويشبه القط في وجهه.

أما رابع حيوان نادر ظهر بالجزائر خلال العام الحالي فكان "الفهد الصحراوي" للمرة الأولى منذ 18 عاماً في منطقة "الأهقار" الصحراوية الأثرية الواقعة في أقصى الجنوب الجزائري.

واللافت أن وزيرة الثقافة الجزائرية مليكة بن دودة هي من أعلنت عن عودة ظهور "الفهد الصحراوي" بمؤتمر صحفي في شهر مايو/أيار الماضي، وكشفت الوزيرة الجزائرية عن رصد وتصوير الفهد الصحراوي في منطقة "أتاكور" وهي حظيرة ثقافية، من قبل فريق علمي.

ويعيش هذا النوع من الفهود الصحراوية بأعداد قليلة ببعض الدول الأفريقية، بينها الجزائر ومالي والنيجر وبوركينافاسو وتوغو وبنين، بينما يقدر الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها عددها الإجمالي بهذه الدول بـ250 فهداً صحراوياً.

قد يهمك ايضا:

حذف الذئب الرمادي من قائمة الانواع المهددة بالانقراض

وقف صيد الذئب السويدي بعد احتجاجات جماعات حقوق الحيوان