دبي ـ العرب اليوم
بدأت هيئة الطرق والمواصلات، بالتنسيق مع "شركة دبي للعقارات"، التشغيل التجريبي للمركبة الذكية ذاتية القيادة، في منطقة الخليج التجاري، على مسار يبلغ طوله 650 مترًا، وذلك بعد نجاح المرحلتين الأولى والثانية في مركز "دبي التجاري العالمي" وشارع "محمد بن راشد".وقال رئيس لجنة المركبات الذكية في الهيئة أحمد بهروزيان، إن "التشغيل التجريبي للمركبة يعد الثالث من نوعه، إذ يأتي بعد التجربة الناجحة لتشغيلها في المرحلة الأولى في "مركز دبي التجاري العالمي"، والمرحلة الثانية في "بولفار محمد بن راشد".
وأضاف بهروزيان إن هذا الاختبار يعد جزءاً من خطة الهيئة لاختبار التقنيات الخاصة بوسائل النقل ذاتية الحركة في بيئة دبي المناخية، مشيراً إلى أن الهيئة تهدف من التشغيل التجريبي للمركبة إلى توعية السكان بتقنية المركبات ذاتية القيادة، وتجربة تشغيل التقنية في مناخ إمارة دبي، والتعريف باستراتيجية حكومة دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، التي أطلقتها حكومة دبي، الرامية إلى تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة، من خلال وسائل المواصلات المختلفة بحلول عام 2030.
وتابع أن المركبة الذكية ذاتية القيادة واصلت نجاحاتها من حيث استمرارية ارتفاع معدل رضا مرتاديها في منطقة "بولفار محمد بن راشد"، التي تمت بالتعاون بين الهيئة وشركة إعمار العقارية، خلال الفترة من أول سبتمبر حتى الخامس من أكتوبر الماضيين. وبلغ المعدل العام للرضا 95%، في الوقت الذي بلغ 92% في التجربة الأولى بمركز دبي التجاري العالمي في شهر رمضان الفائت، وذلك عبر استبيانين أجرتهما الهيئة، حيث نقل الزوار، لمدة شهر، من المواقف الأرضية إلى المطاعم والفنادق والمعالم الرئيسة المتوافرة في منطقة بوليفارد محمد بن راشد، حسب مسار المركبة، وهذه النتيجة جاءت من خلال استبيان أُجري على شريحة واسعة من الركاب، بلغ عددهم أكثر من 1200 راكب، وراوحت فئاتهم العُمرية بين 20 و40 عاماً.
وأوضح بهروزيان أن ميزة الاستطلاع الثاني، الذي شمل أسئلة موسّعة، خلصت إلى معدلات مهمة، منها: 96% نسبة الرضا عن مواصفات السلامة، و95% نسبة الاهتمام بتوفير المركبة وسيلةً في المواصلات العامة، و69% نسبة عدم القلق من عدم وجود جهاز تحكم في القيادة، و62% نسبة عدم القلق من المسؤولية القانونية حال وقوع حادث مع مركبات أخرى، و70% نسبة عدم القلق لتنقل المركبة بين المشاة والمركبات الخاصة والدراجات الهوائية.
وقال بهروزيان إن الهيئة تدرس إمكان التوسع في استخدام المركبة بأماكن أخرى من الإمارة، من بينها مواقع محطات المترو، والمراكز التجارية، والمناطق السياحية، مضيفاً أن الهيئة تعمل على إعداد مسودة للنظم والتشريعات المطلوبة لتنفيذ الاستراتيجية المتعلقة بالنقل الذكي في الإمارة، للخروج بأطر قانونية واضحة لاستخدام مركبات النقل الذاتية في مرحلة الأميال الأولى والأخيرة، وفي المناطق التجارية والمركزية والمجمعات السكنية والحدائق.
والمركبة الذكية صديقة للبيئة، تسير بالكهرباء لـ 8 ساعات، وتتسع لـ10 ركاب "ستة مقاعد وأربعة أماكن للوقوف"، وتبلغ سرعتها 10 كيلومترات في الساعة، وهي مصممة للتحرك في الشوارع الداخلية. كما أنها تراقب مسارها من أربع جهات، ما يمكّنها من رصد أي جسم على بعد 40 متراً. وتتباطأ المركبة حال ظهور جسم على بعد مترين وتتوقف إذا اقترب أكثر من ذلك.
ونتج عن استطلاع للرأي أن 85% من العينة توقعوا أن تخفف هذه التقنية من حوادث المركبات، وترفع مستوى الأمان على الطرقات، فيما توقع 88% أن يكون في مقدور المركبة الذكية تخفيف الازدحام المروري، ورأى 92% أنها قادرة على تقليل استهلاك الوقود، بينما توقع 85% تخفيض معدل كلفة تأمين المركبات في حال استخدام هذه التقنية الذكية، مؤكداً أن الاستبيان تضمن شرائح عدة، منها مستخدمو المواصلات العامة، وأصحاب المركبات الخاصة، والسياح، فضلاً عن المواطنين والمقيمين في الدولة وإمارة دبي.