واشنطن ـ يوسف مكي
ما يقرب من مائة مليون شجرة تنتمي إلى 16 ألف نوع مختلف تنمو في الأمازون، ووفقًا لتقديرات جديدة، قام أكثر من 100 خبير بتحليل بيانات 1 و 170 استطلاع للتوصل إلى هذه الأرقام، ما يسلط الضوء على نطاق غير عادي وتنوع الغابات المطيرة في الأمازون. فالحجم الشاسع والتضاريس الصعبة لحوض الأمازون لها
دراسات محدودة على مر التاريخ تتعلق بمجتمعات الأشجار إلى المستوى المحلي أو الإقليمي، ما يجعل من الصعب رؤية "الصورة الكبيرة"، أعاق هذا النقص في المعلومات جهود المحافظة عليها، وفقًا للخبراء.
وأكدّ الباحث من متحف فيلد في شيكاغو في الولايات المتحدة المؤلف الدكتور نايجل بيتمان، أنّ "هذا يعني أن أكبر تجمع للكربون الاستوائي على الأرض كان بمثابة صندوق أسود لعلماء البيئة، والناشطين في مجال الحفاظ على البيئة لا يعرفون أي فصائل وأنواع الأشجار في الأمازون التي تواجه تهديدات أشد للانقراض".
وتوفر النتائج الجديدة التي نشرت في مجلة "ساينس" العلمية التقديرات الأولى من وفرة وتكرار وتوزيع عدة آلاف من أشجار الأمازون، ويشير استقراء البيانات التي جمعت على مدى 10 أعوام إلى أن أكبر موانئ الأمازون حوالي 390 مليار شجرة فردية، بما في ذلك الجوز البرازيلي والشوكولاتة والتوت.
وتشمل المساحة المغطاة حوض الأمازون(بما في ذلك أجزاء من البرازيل وبيرو وكولومبيا) وجويانا شيلد( غيانا وسورينام و جويانا الفرنسية)، والتي تمتد على مساحة تعادل تقريبًا مساحة 48 ولاية في أميركا الشمالية. وفي المجموع يعتقد أن هناك ما يقرب من 16 ألف نوع شجرة موجودة في غابات الأمازون، ولكن يعتقد أنّ نصف العدد الإجمالي من الأشجار فقط ينتمي إلى 227 نوع.
وأكدّ المؤلف المشارك من مركز التنوع البيولوجي في هولندا الدكتور هانز تير استيتج أنّ "الأنواع الأكثر شيوعًا في أشجار الأمازون الآن ليس لها عدد فحسب، ولكن لها اسم أيضًا" أوضّح أنّ "هذه معلومات قيمة جدًا لمزيد من البحوث ووضع السياسات".
تقريبًا لا يوجد نوع من الأنواع الأكثر هيمنة موجود على نطاق واسع في أنحاء منطقة الأمازون، بدلاً من ذلك، فإن معظمها توجد بوفرة في منطقة معينة أو نوع غابة، مثل المستنقعات أو المرتفعات.
كما تقدّم الدراسة نظرة ثاقبة لأندر أنواع الأشجار في الأمازون، وفقًا لنموذج رياضي مستخدم في الدراسة، فإن ما يقرب من 6 آلاف نوع من الأشجار في الأمازون بها أقل من ألف شجرة فردية. وهذا من شأنه التأهل تلقائيًا لإدراجها على القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض في الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة "IUCN"، إذا كان من الممكن العثور عليها وتحديد هويتها.
ولاحظ العلماء أنه تمّت زراعة أعداد كبيرة من الأنواع المهيمنة، بما في ذلك الجوز البرازيلي والشوكولاته والمطاط والتوت، واستخدمها البشر لآلاف الأعوام.
وأكدّ الدكتور بيتمان أنّ "هناك نقاش مثير للاهتمام حقًا يتشكل بين الناس الذين يعتقدون أن الأشجار المهيمنة هي الشائعة لأن جماعات السكان الأصليين قبل عام 1492 زرعوها، والناس الذين يعتقدون أن تلك الأشجار كانت مهيمنة لفترة طويلة قبل وصول البشر في الأمريكتين".