البيئة الصحراوية في الكويت

اكد باحث بيئي اهمية اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية البيئة الصحراوية وصيانة المناطق التي مازالت تحافظ على بيئتها الطبيعية واصلاح بعض المناطق التي دمرت بفعل الانشطة البشرية. وقال عضو الجمعية الكويتية لحماية البيئة الدكتور علي الدوسري اليوم ان لعمليات حماية البيئة الصحراوية بعدا استراتيجيا يتم في مدى زمني طويل نسبيا ويجب ان تصاحبها حلول انية وعاجلة في نفس الوقت لحماية المنشآت المهددة بزحف وتراكم الرمال حسب ما ذكرت كونا.
واضاف الدوسري ان تلك الحلول يجب ان تتلاءم مع الانشطة الاستراتيجية لحماية البيئة الصحراوية وتكون ذات مردود ايجابي على النوعية البيئية.
واكد ان مجموعة علوم الصحراء في ادارة البيئة والتنمية الحضرية بمعهد الكويت للابحاث العلمية مازالت تقيم الوضع البيئي والمستجدات الطارئة على البيئة الصحراوية الكويتية الناتجة عن سوء استخدام الاراضي منذ اواخر عام 1991.
واوضح ان الكويت تتعرض لسيل جارف من الرمال الزاحفة بحكم موقعها في جنوب العراق وهو مصدر الكثبان الرملية التي تتحرك باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي بفعل الرياح الشمالية والشمالية الغربية التي تسود البلاد خصوصا في شهور الصيف وتأخذ مسارا طبيعيا مع اتجاه الرياح الى المناطق الساحلية الجنوبية في الكويت.
واكد انه على الرغم من التطور الحضاري الذي تشهده البلاد فانه مازال هناك وعي بيئي غائب وعدم انتباه للاثار المدمرة التي يمكن ان تنجم عن بعض الانشطة المعاصرة التي يكون ظاهرها حضارة وتقدما وباطنها اخلالا بموازين البيئة.
وعن الاسباب التي ادت الى تدهور البيئة الطبيعية لمساحات شاسعة من صحراء الكويت وتهدد النوعية البيئية لهذه الصحراء كاملة قال انها بسبب الفعاليات البشرية غير المنتظمة والاخذة في الازدياد اضافة الى اقامة المحاجر ورمي المخلفات واقامة المنشآت وحركة الاليات.
وبين ان مظاهر تدهور البيئة تتمثل ايضا في تدمير الكساء النباتي في مناطق شاسعة وكشف التربة ورمال الصحراء لفعل الرياح وازدياد معدل الرمال الزاحفة.
وافاد الدوسري بأن جميع تلك الاسباب ادت الى زيادة حركة الرمال لتؤثر في المناطق الواقعة وسط المسار الطبيعي لحركة الرمال كالجهراء وكبد وام الهيمان والوفرة والسالمي والمناطق الساحلية الجنوبية.
وذكر ان بعض الكثبان الرملية المسماة ب (الكثبان الاستطلاعية) وهي تكون عادة بالمقدمة وصغيرة الحجم وسريعة الحركة بمعدل 60 مترا في السنة وصلت الى منطقة الاطراف غرب الجهراء لتكون نذيرا بقرب وصول كثبان رملية اكبر حجما وابطأ حركة منها بمعدل 20 مترا في السنة وتمتد من شمال منطقة الاطراف الى منطقة الهويملية في الشمال الغربي التي يوجد فيها اكثر من 280 كثيبا رمليا.
وقال ان اجزاء من مرتفعات جال الزور طمرت بالرمال وتضررت بعض المناطق الاكثر بعدا كمنطقة ام الهيمان التي طمرت بعض شوارعها الشمالية بالرمال وطريق الوفرة الذي تسده الرمال في ما يقارب من 32 موضعا وتعمل الاليات بإزالتها بشكل يومي في بعض الاحيان بتكلفة عالية تكفل هذه التكلفة اقامة احزمة خضراء من الاشجار المقاومة للجفاف لحماية الطريق.
واضاف الدوسري ان معدل القيمة الاجمالية لازاحة المتر المكعب من الرمال المتراكمة تعادل 497 فلسا كويتيا وهي تعد الاعلى في العالم وتقدر اقامة حزام اخضر بتسعة صفوف على الاماكن المتضررة من طريق الوفرة ب 90 دينارا و900 فلس كويتي.
وذكر ان الاستفادة من المبالغ المصروفة على ازاحة الرمال من طريق واحد في الكويت تكفل اقامة احزمة خضراء بتسعة صفوف على جميع طرق الكويت المتضررة مما يوفر حماية مستدامة.