ابوظبي - العرب اليوم
زاد اهتمام العالم خلال الأشهر الأخيرة بكميات البلاستيك الهائلة المنتشرة في المحيطات، ولكن ماذا عن كميات البلاستيك الموجودة في السماء؟، ففي كشف مثير، أقرت شركة طيران الاتحاد الإماراتية، ومقرها أبوظبي، باستخدام نحو 27 مليون فنجان قهوة بلاستيكي يستخدم لمرة واحدة، كل عام.
وكان هذا الكشف كافيا لتشجيع الشركة على فعل شيئا للحد من ذلك، وفي 22 أبريل/نيسان، أصبحت أول شركة طيران رئيسية تقوم برحلة لمسافات طويلة من دون استخدام أي مواد بلاستيكية ذات الاستخدام لمرة واحدة، ولتحقيق هذه النتيجة، والتي تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للأرض، احتاجت الشركة إلى استبدال ما لا يقل عن 95 مادة من المواد البلاستيكية المختلفة التي تستخدم لمرة واحدة على متن رحلاتها.
وكان من بين البدائل التي استخدمتها الشركة أكواب قهوة مصنوعة من رقائق قابلة للأكل، أو أغطية مصنوعة من قناني بلاستيكية معاد تدويرها. وفي حالة تعذر الحصول على بدائل مناسبة، كانت تستغني عن استخدام بعض هذه الأدوات المصنوعة من البلاستيك.
وأوضح توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي للمجموعة، أن هناك قلقا متزايدا على مستوى العالم من الإفراط في استخدام المواد البلاستيكية، والتي قد تستغرق آلاف السنين لتتحلل، قائلًا: "اكتشفنا أنه يمكننا الاستغناء في رحلاتنا عن 27 مليون غطاء كوب بلاستيكي يستخدم مرة واحدة سنويا، وبصفتنا شركة طيران رائدة تقع على عاتقنا مسؤولية التصرف في هذا الأمر، لتحدي معايير الصناعة والعمل مع موردين يقدمون بدائل أقل تأثيرا" على البيئة.
السؤال الآن هل نتطلع في المستقبل فعلا إلى رحلات جوية خالية من استخدام أي مواد بلاستيكة؟ أم أن هذه واحدة من الحيل الدعائية؟، حيث أكد سايمون كالدر،محرر شؤون السفر والرحلات البارز في صحيفة الإندبندنت البريطانية لبي بي سي، إن "أي شيء يقلل من تأثير السفر الجوي على كوكبنا يجب الترحيب به، وشركة طيران الاتحاد تقوم بخطوة جريئة في الاتجاه الصحيح".
بيد أن كالدر كانت لديه تحفظات بشأن مدى جدية شركات الطيران والعملاء في الحد من تأثير الطيران على البيئة، موضحًا: "شركات الطيران ترغب في عمل نوع من الدعاية المثيرة في محاولتها التأكيد على اهتمامها بقضايا البيئة"، مؤكدًا أن شركات الطيران والمسافرين إذا كانوا جادين في ذلك، فسيتوقفوا عن طلب أو تجهيز منتجات فاخرة للغاية على متن رحلات طائراتهم".
وأشار كالدر إلى أن الأجنحة الخاصة الموجودة على متن الطائرات المعروفة بالإيوان، وهي عبارة عن جناح من ثلاث غرف اقرب للمنزل الفخم تقدمه شركة الاتحاد مع خدمة خاصة مميزة، تمثل واحدة من أكثر الخدمات الضارة التي تقدمها شركة الطيران بنظره، حيث تقول الاتحاد إنها ملتزمة بتحسين سياساتها البيئية ليس فقط احتفالا بيوم الأرض، متعهدة بتقليل المواد البلاستيك المستخدمة لمرة واحدة بنسبة 80 في المئة في جميع خدمات الشركة بنهاية عام 2022.
بيد أن كالدر يرى أنه ما زال هناك طريق طويل أمام شركات الطيران وزبائنها لتحول إلى استخدام المواد الصديقة للبيئة كليا، ويضيف أنه على الرغم من أن شركة الاتحاد باتت أول شركة كبرى تلغى استخدام المواد البلاستيكيةالتي تستخدم لمرة واحدة في رحلاتها الطويلة، فإن شركة هاى فلاى Hi Fly، شركة الطيران البرتغالية المستأجرة، كانت أول شركة طيران تسير رحلات خالية من استخدام المواد البلاستيكية في ديسمبر/كانون أول.
كما تعهدت شركة ريان أير Ryanair أيضا بإلغاء البلاستيك الذي يستخدم مرة واحدة بحلول عام 2023، وتأمل في الحصول على لقب "شركة الطيران الأكثر خضرة (حفاظا على البيئة)"، بينما توقفت شركة ألاسكا الجوية عن استخدام شفاط المشرويات البلاستيكي.
هل هذا يكفي؟
قال جوليان كيربي، أحد الناشطين البارزين في الحملة ضد استخدام البلاستيك من جماعة أصدقاء الأرض، إنه على الرغم من أنه ينبغي الترحيب بتخفيض البلاستيك من جانب الشركات الكبرى، إلا أن الموقف يحتاج إلى بذل جهود أكبر.
أقرأ أيضا :
الملوّثات البلاستيكية تكلّف العالم 2.5 مليار دولار سنويًا
وقال كيربي لبي بي سي "إن التلوث الذي يتسبب به البلاستيك له تأثير هائل على بيئتنا وعلى الحياة البرية، لذا ينبغي على كل شركة أن تتخذ خطوات للحد من المواد البلاستيكية غير الضرورية المستخدمة لمرة واحدة".
وأضاف أنه "إذا كانت شركة طيران الاتحاد تستطيع تسيير رحلات بدون استخدام مواد البلاستيك المستخدمة لمرة واحدة في يوم الأرض، لماذا لا تستطيع القيام بذلك كل يوم؟" مشيرًا إلى أن استهلاك البلاستيك يظل من بين المشاكل البيئية الأقل خطرا نسبيا مما تتسبب به صناعة الطيران عموما.
وأضاف "بالطبع التأثير الرئيسي للطيران ليس التلوث البلاستيكي، بل تأثيره على تغير المناخ"، وتابع "إذا استمرت الطائرات في نفث المزيد من التلوث في الغلاف الجوي، فإن العالم سيعاني كثيرا في منع تغير المناخ الكارثي".
وقد يهمك أيضاً :
دراسة تُؤكّد أنّ التلوّث بجزيئات البلاستيك "موجودة في كل مكان"
الانفجار السكاني يُؤثِّر على الحياة البرية في غابات السافانا الأفريقية