برازيليا - الجزائر اليوم
في البرازيل، حيث أقمت 20 سنة تقريباً، ظواهر طبيعية غريبة، منها شارع في مدينة Bello Horizonte عاصمة ولاية "ميناس جيرايس" بوسط البلاد، يسمونه Rua do Amendoim أو "شارع الفستق" المنحدر بوضوح، لكنك إذا رميت أي جسم معدني ليتدحرج من أعلاه إلى أسفله، فستراه يمضي نزولاً ثم يتباطأ ويعود أدراجه إليك صعوداً، ولو كانت سيارة أو حافلة أوقفتها، حتى ومحدلة.تجد هذه الظاهرة أيضاً، في طريق Ladeira do Amendoim غير المعبّد في مدينة أخرى من الولاية نفسها، والفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" أدناه، هو عن ذلك الطريق، حيث تصعد السيارات المتوقفة بدلاً من أن تنحدر، وحيث نرى شابة تسكب الماء ليمضي مع انحدار الطريق، إلا أنك تجده يعاكس قوانين الطبيعة ويتسرب على الرمل صعوداً، ككل ما يرمي به السياح من سوائل ومعدنيات في ذلك الدرب الذي لو أردت الاطلاع على مقاطع فيديو عما يجري فيه وبشارع الفستق، فستجد منها عشرات في YouTube وغيره من مواقع التواصل.
أما أغرب ظاهرة طبيعية في البرازيل، فتحدث عند شاطئ Barra Grande أو "الشريط الكبير" والقريب 3 كيلومترات من مدينة Maragogi الصغيرة بسكانها البالغين 35 ألفاً، والبعيدة 125 كيلومتراً عن مدينة Maceió عاصمة ولاية "ألاغواس" بالشمال البرازيلي، فعند ذلك الشاطئ ينشق البحر من حين لآخر إلى نصفين، أحدهما بارد أكثر من الآخر، وبينهما يظهر طريق بري طوله 1000 متر تقريباً، يعبر عليه المارة آمنين، ويسمونه Caminho do Moisés أو "طريق موسى" تذكيراً بالنبي الذي شق بعصاه البحر ليغادر مصر الفرعونية.
انشقاق البحر في تلك المنطقة، هو ظاهرة طبيعية من توابع مد وجزر نادرين، إلا أنها لا تحدث سوى في حالة يتراوح فيها الجزر بين ناقص 0.1- إلى 0.6 فقط، وأن يستقر عند ناقص 0.1- حتى 0.2 بالتحديد، وفقاً لشروحات معقدة بعض الشيء، طالعتها "العربية.نت" بوسائل علمية محلية وأخرى سياحية، تذكر أن بإمكانك زيارة الشاطئ مع دليل سياحي لتعاين انشقاق بحره العميق بنفسك، وتمر إذا أردت على "طريق موسى" آمناً مطمئناً بأن البحر لن يفعل بك ما فعله بفرعون وجنوده حين انطبق عليهم فجأة وأبادهم غرقى هالكين.
وفي الفيديو المعروض أدناه، وهو واحد من عشرات يمكن العثور عليها بكتابة Caminho do Moisés في خانة البحث "اليوتيوبية" أو غيرها من مواقع التصفح، ومنها "غوغل" الشهير، نجد أن الانشقاق يحدث شيئاً فشيئاً، ونسمع الزائر المتحدث في الفيديو يذكر أن الشق الأيسر أكثر سخونة من الأيمن، وأن الدرب البري يمتد 1000 متر أمامه. كما لا نجد أي قسم من الشقين يختلط بالثاني، كأن بينهما مانعاً طبيعياً، بحيث لا يبغي أحدهما على الآخر إلى أن يعود المد، فيطغى الماء على الطريق ويخفيه.
وليست ظاهرة انشقاق البحر مقتصرة على البرازيل فقط، فمن يبحث عن Jindo Sea Parting سيجد أن البحر في جزيرة "جيندو" بكوريا الجنوبية، وهو القسم الشمالي من بحر الصين الشرقي، ينشق من حين لآخر أيضاً، بل يحيون فعاليات مهرجان شهير حين انشقاقه بفعل جزر بحري مخفوض الدرجات، عندها يظهر طريق بري طوله 3 كيلومترات، يظل فاصلاً بين الشقين إلى أن يوحدهما المد من جديد في بحر واحد.
قد يهمك ايضا:
“البرازيل” تحصد جوائز مهرجان البوابة الرقمية للفيلم الدولي القصير بعنابة