بغداد-نجلاء الطائي
كشف تقرير جوي عراقي، أن العام الجاري 2016، هي السنة الأعنف في تاريخ درجات الحرارة المسجلة في العراق، مشيرًا إلى أن البلاد تتأثر كباقي دول المنطقة بالمنخفض الموسمي الهندي ويزداد تعمقه في بعض الأحيان مما يؤدي إلى زيادة في درجات الحرارة فوق معدلاتها.
وذكر بيان لهيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، أن "العراق يقع ضمن القسم الدافئ من العروض الوسطى بين دائرتي عرض (29.05 - 37.18) درجة شمالًا ويتأثر شتاءً بالمخفضات الجبهوية التي تتحرك من الغرب إلى الشرق والمنخفض السوداني ومنخفض الجزيرة العربية وصيفًا إلى المنخفض الحراري الموسمي أو مايسمى بالمنخفض الحراري الهندي".
وبيّن أن "هذا المنخفض يتكون في شهري أيار وحزيران، ويتولد أساسًا نتيجة الفروقات في درجات الحرارة بين اليابسة والجزر والمسطحات المائية علمًا أن تسخين سطح اليابسة بدرجة أكبر من الأسطح المائية، يولد تيارات حرارية صاعدة (تيارات حمل)، تاركًا وراءه منطقة ضغط منخفض فيدفع بعد ذلك الهواء المحيط إلى هذه المنطقة والمحمل بالرطوبة متحركًا نحو الجنوب قادمًا من المحيط الهندي ليصطدم في جبال الهملايا لتكون حالة عدم استقرار مصحوبة بتكون غيوم كثيفة ممطرة وعواصف رعدية ويمتد غربًا إلى الباكستان وإيران ويصل إلى شرق تركيا".
واوضح البيان، "أما الامتداد الجنوبي الغربي فيتحرك شمالًا من إيران نحو جبال حجر في سلطنة عمان وجنوب اليمن والسعودية ويتحرك نحو شبه الجزيرة العربية ودول الخليج العربي في شهري تموز واب مسببًا ارتفاعًا في درجات الحرارة تزيد عن معدلاتها العامة". ولفت إلى أن "العراق يتأثر كباقي دول المنطقة بالمنخفض الموسمي الهندي ويزداد تعمقه في بعض الأحيان مما يؤدي إلى زيادة في درجات الحرارة فوق معدلاتها الاعتيادية مسببًا موجات من الحر تستمر لشهري تموز وآب محدثه درجات حرارة متطرفة في المنطقة".
ونوه البيان إلى أن "محطة البصرة/ حي الحسين سجلت 54 درجة مئوية ومحطة انواء الناصرية 53 درجة مئوية فيما سجلت وسط وجنوب العراق للمحطات الأخرى درجات حرارة زادت عن 50 درجة مئوية وهذا يتطلب منا عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس وتجنب البقاء طويلاً عرضه لها مع شرب كمية من الماء توازي كمية العرق المتبخر من جسم الإنسان".
وأضافت الأنواء الجوية "تعتبر هذه السنة الأعنف في تاريخ درجات الحرارة المسجلة في العراق ونحن نعتقد أن تأثير التغيرات المناخية بفعل النشاط الإنساني الذي أدى إلى زيادة نسب ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، إضافة إلى الغازات الأخرى مثل الميثان ومركبات كلورو فلورو كربون أدى إلى زيادة درجة الحرارة في الغلاف الجوي".
وذكر "قد اعتبرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أن تسجيل محطة انواء البصرة مقدار 54 درجة مئوية حدث عالمي يستحق الدراسة" مبينًا أن "ميل الكرة الأرضية وقربها من الشمس في دورانها حوله الشمس يؤدي إلى زيادة التسخين للغلاف الجوي وامتداد خلية هادلي نحو العراق والتي تتسم بصفات الحر والجفاف تزيد من خطورة تعرضنا إلى موجات حرارية اخرى تكون أعنف".
ولفت البيان إلى أنه "في الأيام التي يضعف فيها تأثير المنخفض الموسمي السوداني بسبب تقدم مرتفع جوي من البحر المتوسط ترافقه كتله هوائية معتدلة الحرارة نسبيًا وجافة تؤدي إلى انحسار المنخفض الحراري إلى الشرق وقد يؤدي إلى تصاعد الغبار أو حدوث العواصف الترابية مصحوبًا بانخفاض في درجات الحرارة".
وأوصت هيئة الأنواء الجوية، وزارة البيئة "بإيجاد طرق للتكيف والتخفيف من تأثيرات التغيرات المناخية من خلال زيادة المساحات الخضراء وعدم تشجيع عملية تقليلها والسيطرة المباشرة على ركام السيارات وإطلاق غاز التبريد عشوائيًا في الجو من خلال مصلحي أجهزة التبريد والعمل على الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة وأهمها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كبديل عن طاقة الكهرباء التي تعتمد على احتراق الوقود الاحفوري وإطلاق ثاني اوكسيد الكربون في الجو واعتماد السيارات الصديقة للبيئة أو تشجيع المستثمرين على استيرادها أو تقوم الدولة بذلك كمشروع وطني لأغراض التخفيف".