الكويت - العرب اليوم
أكّد باحث بيئي انتشار مظاهر للتدهور البيولوجي والطبيعي للأراضي الكويتية، تحتاج إلى وضع آلية متكاملة لإدارة البيئة الصحراوية في البلاد وإعداد خطط عمل لمراقبة المواقع المتدهورة وإعادة إصلاحها وإدارتها بشكل جيد. ولفت عضو الجمعية الكويتية لحماية البيئة الدكتور جاسم العوضي، الخميس، أنّ هناك دراسات حقلية لمظاهر تدهور عدة للأراضي والتي أثبتت "أننا بحاجة إلى وضع آلية متكاملة لإدارتها وخططًا لإصلاحها بطريقة تضمن حماية مكوناتها الطبيعية". وذكر أنّ مظاهر التدهور البيولوجي التي تشهدها الأراضي الكويتية تتمثل في تدهور الغطاء النباتي واختفاء النباتات ذات القيمة الرعوية وإحلالها بنباتات شوكية قليلة الفائدة.
وأوضح أنّ مظاهر التدهور الطبيعي تتمثل في انجراف التربة مائيًا وريحيًا في بعض المناطق وتصلب وانضغاط الجزء العلوي منها في مناطق أخرى وتملح التربة وارتفاع مناسيب المياه الجوفية بالأراضي الزراعيّة. وأفاد بأن هناك دراسات حقلية قام بها معهد الكويت للأبحاث العلمية، في مناطق متفرقة في صحراء الكويت خصوصًا التي تزخر بأنشطة بشرية مكثفة أو التي تقترب من المدن والتجمعات البشرية أو المساحات التي كانت مسرحًا للعمليات الحربيَّة مثل سفوح جال الزور في منطقة شمال غرب الجهراء والصليبية وبر مشرف وأم العيش. ولفت إلى أنّ مظاهر تدهور الأراضي تتجسد في التصلب السطحي حيث تتكون قشرة شديدة التماسك في الجزء العلوي من التربة تعمل عائقًا يمنع جذور النباتات من الاختراق كما لا تسمح هذه القشرة الصلبة بتسرب مياه الأمطار في جوف التربة ما يعني جفاف وذبول الغطاء النباتي.
وذكر أنّ تلك المظاهر تتجسد أيضًا بعمليات الانجراف المائي للتربة في الأودية وسفوح التلال، مثل مناطق جال الزور في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، وحوض وادي الباطن في الجزء الجنوبي الغربي، كما أنّ ظاهرة الانجراف الريحي للتربة تعتبر من أبرز مؤشرات تدهور الأراضي في الكويت.
وأوضح أنّ زيادة أعداد السكان في الأعوام المقبلة وما يرتبط بها من زيادة ملحوظة في الضغط البشري على موارد البيئة الصحراوية سيؤدي إلى اتساع رقعة الأراضي المتدهورة وقد يصعب معالجته والسيطرة عليه. مؤكدًا أنّ ذلك يتطلب ضرورة قيام الجهات البحثية والتنفيذية المسؤولة عن إدارة البيئة الصحراوية بوضع استراتيجيات واضحة وخطط طموحة لاستخدامات الأراضي وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة وتنمية التنوع البيولوجي وتطوير القطاع الزراعي ورفع كفاءة وتحسين إمكانات الموارد الطبيعية.
ولفت إلى أنّ إعادة تأهيل وإصلاح البيئة الصحراوية من جراء الغزو العراقي، وما ترتب عليها من الممارسات البشرية غير المتوازنة تتطلب تقييمًا شاملاً لعناصر البيئة الصحراوية من تربة ومياه وغطاء نباتي، وتستدعي إعادة النظر في البرامج الحالية لاستغلال المناطق الصحراوية.