لندن كايتا حداد
توصل العلماء حديثًا إلى أن القرود ذات الخصيتين الأصغر والتي تنتج حيوانات منوية أقل تعتبر أكثر صخبًا من أقرانها، وذلك في محاولة لتعويض أوجه القصور لديها.
ويبدو أن أسلوب القردة هولير، والتي تعتبر واحدة من أكثر الحيوانات شغبًا ناجح، حيث وجد العلماء أن القرود ذات الصوت الأعلى تختارها الإناث أسرع في موسم التزاوج.
ويزن قرد الهولير حوالي 7 كيلوغرام ولكنه يعطي انطباعًا عن نفسه بأنه أكثر قوة وأكبر من خلال هديره المستمر، ويستخدم قرد الهولير صوته لجذب الإناث وردع المنافسين وتخويف الحيوانات المفترسة.
واستطاعت هذه القردة تطوير نظام صوتي معقد وقوي، يكون فيه العظم اللساني عند الذكور منتفخًا وتجويف الحلق أوسع، مما يسمع لها بإصدار هدير عال، وكلما صغر حجم الخصيتين زاد هدير صوت الذكر.
ويعيش الذكور ذوو الهدير الأعلى والخصيتين الأصغر في مجموعات اجتماعية صغيرة والتي عادة ما يهيمن فيها واحد من الذكور على العديد من الإناث فيما يسمى بالنموذج الاجتماعي "الحريم"، ولكن الذكور ذوي الهدير الأقل والخصيتين الأكبر يعيشون في مجموعات كبيرة تصل ما بين خمسة أو ستة ذكور وإناث تتزاوج مع جميع الذكور في المجموعة.
ويعتقد العلماء أن سبب هذا التناقض بين هدير الصوت وحجم الخصيتين ربما يعود إلى صرف قرد الهولير الكثير من طاقته أثناء نموه على تطوير جهازه الصوتي، وبالتالي لا يتبقى طاقة كافية لتطوير الخصيتين.
وتمكن العلماء من اختبار هدير صوت قردة الهولير الذي يصل إلى ثلاثة أميال، وهو ما يعادل ثلاث مرات هدير صوت الإنسان، ويساوي هدير النمور بالرغم من كونها أصغر حجمًا من النمور والإنسان.
وتعيش قردة الهولير في غابات أميركا الوسطى والجنوبية، وحظي هذا القرد الفريد باهتمام العلماء الذين طالما درسوا نظامه الصوتي المعد والدقيق، ومن ضمنهم العالم المشهور تشارلز داروين الذي طالما افتتن بالأجهزة الصوتية لهذه القردة.
ونشرت دراسة حديثة في علم الأحياء لجامعة "كامبردج" تظهر مدى دقة نظرية دارون عندما كتب كتابه "أصل الأنواع" في أن الأعضاء الحيوية ترتبط مع بعضها بارتباط وثيق وعند حدوث اختلاف طفيف في جزء واحد يكون سببه تراكم الانتقاء الطبيعي لتعديل الأجزاء الأخرى".