أبوظبي- راشد الظاهري
تنتهي الخميس المقبل، المهلة التي حددها برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار لتلقي البحوث الأولية للمشاريع الراغبة في المشاركة بالبرنامج، حيث سيتم اختيار ما يصل إلى خمسة مشاريع مميزة لتتشارك بمنحة إجمالية قدرها 5 ملايين دولار أميركي، تقدم خلال فترة التنفيذ التي تمتد لثلاث سنوات.
ويهدف البرنامج الذي أطلقته وزارة "شؤون الرئاسة" بداية العام الجاري، ويشرف على تنفيذه المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في أبوظبي، إلى تعزيز المكانة الريادية لدولة الإمارات في مجالات علوم وتكنولوجيا وتنفيذ خطط الاستمطار، مما يجعلها نموذجا لغيرها من البلدان.
وأكدت مديرة البرنامج علياء المزروعي أنه "وردتنا مشاركات وبحوث أولية من عدد كبير من البلدان، منها على سبيل المثال لا الحصر مؤسسات علمية من أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والهند واليابان واستراليا وفنلندا والصين وإيران والسعودية، وغيرها الكثير، وما زالت الطلبات والبحوث تردنا بشكل يومي"
وأضافت "نحن في إدارة البرنامج ننظر لموضوع الاستمطار كإستراتيجية بعيدة المدى، نظرا لأهميته لبلدنا ومنطقتنا، وهذه الدورة الأولى ننظر لها كمقدمة لعملية ستتوسع وتكبر مع الأيام، ونحن نتعلم ونطور من أنفسنا وأدواتنا أيضا، والحمد لله وجدنا صدى كبيرا، ومشاركة واسعة من قبل عدد هام من أكبر الجامعات والمؤسسات البحثية والعلمية في العالم حيث نتوقع أن يتقدم للمنحة عدد كبير مع نهاية فترة تقديم البحوث الأولية الجديد في 16 نيسان/أبريل المقبل.
ولفتت المروعي إلى مشاركة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في المنتدى العالمي السابع للمياه الذي يبدأ في مدينة دايجو- غيونغسانغ الكورية غدًا الأحد ويستمر لغاية الجمعة المقبل، وذلك ضمن الوفد الإماراتي المشارك في أكبر تظاهرة عالمية تتناول قضايا المياه والتي ينظمها المجلس الدولي للمياه كل ثلاثة أعوام.
وتقدم المزروعي الثلاثاء المقبل محاضرة في المنتدى تستعرض من خلالها إنجازات دولة الإمارات في مجال الاستمطار، وتقدم شرحا وافيا عن البرنامج وأهدافه وطرق المشاركة فيه، ودوره في مكافحة الجفاف وتحقيق الأمن المائي في الإمارات والعالم.
وأكدت أنها ستدعو المنظمات والهيئات الدولية والعلمية والبحثية المشاركة في المنتدى للمساهمة في البرنامج بتقديم بحوثهم والمشاركة فيه سواء كان في هذه الدورة أو في الدورات المقبلة، وستحث العلماء والباحثين "للتفكير بطرق وتقنيات جديدة للاستمطار".
وأوضحت أن هذه المشاركة "تشكل فرصة لتسليط الضوء على الدور القيادي لدولة الإمارات في قطاع المياه، وتبنيها للحلول التكنولوجية المبتكرة من أجل تقليل تكاليف واستهلاك وهدر المياه وضمان الأمن المائي في المستقبل وإدارة مصادر المياه في الدولة، وتطوير وسائل تحسين الاستمطار، بالإضافة إلى تحفيز زيادة الاستثمار في تمويل البحوث والتشجيع على إرساء شراكات عالمية في هذا المجال".
وأضاف أن "مشاركتنا في هذا المنتدى العالمي الذي يحضره أغلب المهتمين بتحقيق الأمن المائي العالمي سيكون فرصة ممتازة لتعريفهم بالبرنامج ودعوتهم للمشاركة فيه، ونحن بدورنا سنشجع على مزيد من البحوث والدراسات العلمية في مجال الاستمطار، وتطوير عمليات الاستمطار والأساليب الحديثة المستخدمة فيها، وتحويلها إلى وسيلة موثوق بها لزيادة كميات المياه العذبة في العالم".
وأكدت المزروعي حول الدوافع والأسباب الواقفة خلف تمديد فترة التقدم للمشاركة في برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار مدة شهر آخر والتي كان من المفترض أن تنتهي في 16 آذار/مارس الماضي، أن هذا التمديد جاء بناء على رغبة عدد كبير من المؤسسات البحثية، والهيئات الأكاديمية والعلمية الدولية والمحلية التي قامت بمراسلتنا، طالبة منحها وقتا أكبر للتقدم بأبحاثها ومشاريعها، وذلك نظرا لضيق الوقت الممنوح لها، وصرامة الشروط العلمية الواجب مراعاتها في عملية التقدم لمراحل البرنامج المختلفة، ونتيجة لهذا قررت إدارة البرنامج الاستجابة لهذه الطلبات، وتمديد فترة التقدم للبرنامج في مراحله المختلفة مدة شهر آخر، علما أن موعدي الإعلان عن العروض والأبحاث الفائزة بقيت كما هي دون تغيير.
وأوضحت المزروعي بالحديث عن أهداف الجولة التي نفذتها إدارة البرنامج على الجامعات والمعاهد العلمية في الدولة، أن "هذه الزيارات تأتي ضمن خطة عمل متكاملة، دولية ومحلية للتوعية بالبرنامج،حيث نقوم حاليا بزيارة لعدد من المعاهد والجامعات المحلية والأجنبية الموجودة في الدولة بهدف التواصل مع الأساتذة والطلاب وشرح أهداف البرنامج لهم، وحثهم على المشاركة به".
وأضافت "التقى فريق البرنامج بأساتذة وطلاب كليات الهندسة والعلوم والبحث العلمي في الجامعة الأميركية في الشارقة وجامعة الشارقة ومعهد مصدر وجامعة الإمارات وغيرها ، حيث قدمنا محاضرة تعريفية حول البرنامج وأهدافه ومراحله وطرق المشاركة فيه، وأهميته ليس فقط لدولة الإمارات العربية المتحدة بل لدول العالم المختلفة ذات المناخ الصحراوي المشابه لدولة الإمارات، كما أجبنا عن أسئلة واستفسارات الطلاب حول مختلف جوانب البرنامج، والفوائد التي ستعود على الدولة والمنطقة والعالم من خلاله".
وشددت على أهمية المشاركة المحلية في البرنامج إلى جانب المشاركة الدولية حيث إن المشاركة الوطنية في البرنامج هي أحد الأهداف الرئيسية، داعية جميع المؤسسات والمعاهد والجامعات وطلاب العلوم والهندسة والبحث العلمي للمشاركة في هذا البرنامج الذي يهدف إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كدولة رائدة عالمياً في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتطوير وسائل تحسين الاستمطار.